سنوات الفشل الذريع.. «روحاني» يطوى سجل حكمه للجمهورية الإيرانية

وعود كثيرة كان الرئيس الإيراني المنتهية ولايته «حسن روحاني»،يطلقها، طوال فترة حكمه، فمنذ انتخابه للمرة الأولي عام 2013، وحتى مع إعادة انتخابه للمرة الثانية في 2017، لم يكف الرئيس الإصلاحي عن إطلاق الوعود، بانفتاح دبلوماسي وحل للازمات الاقتصادية، بجانب تعزيز الحريات الاجتماعية، إلا أنه رغم ذلك، يستعد لطي صفحة عهده بخيبة أمل بعد عدم تحقيق العديد من تلك الوعود.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل أن «روحاني» يسلم نظيره الرئيس المنتخب «إبراهيم رئيسي»، البلاد في 3 أغسطس 2021، وهي تشهد أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة مع تدهور علاقات إيران الدبلوماسية مع دول العالم الخارجي.
يرجع ذلك بشكل رئيسى إلى العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» في عام 2018 على إيران، معلنا وقتها انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في عهد «روحاني» 2015، والذي نجم عنه دخول إيران في نفق تدهور اقتصادي وانهيار للعملة المحلية، فضلا عن الاحتجاجات الشعبية التي لا يزال الشارع الإيراني الذي يعاني من سوء أوضاعه المعيشية والاقتصادية مع ارتفاع معدل الفقر والبطالة وحالات الانتحار، يشهدها.
بداية تولى الحكم
عند تولي مهام الحكم، أراد «روحاني» تحرير الاقتصاد الإيراني من خلال تعزيز دور القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما دفعه لتوقيع "اتفاق نووي" مع الدول الخمس الكبرى، دائمة العضوية في مجلس الأمن، المعروفة إضافة لألمانيا بمجموعة 5+1، ويعني الاتفاق تقليص النشاطات النووية الإيرانية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران بشكل تدريجي، لينهي بذلك «روحاني أعواما من التوتر والمفاوضات، وفتح نافذة انفراج دبلوماسي في علاقة إيران مع الغرب.
وبالفعل عند توقيع الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا في يوليو 2015، رفعت العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران مقابل تقييد أنشطتها في المجال النووي وضمان سلمية برنامجها، لكن تلك الفرحة لم تدم سنوات، إذ وجه الرئيس الامريكى « دوتالد ترامب» في مايو 2018، ضربة قاسية لـ«روحاني» بإعلان انسحاب واشنطن بشكل أحادي الجانب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات قاسية ضد إيران، متبعا سياسة "الضغوط القصوى".

أزمة اقتصادية خانقة
نجم عن العقوبات الأمريكية، التأثير بشكل سلبي على اقتصاد النظام الإيراني وتراجع كبير في قيمة العملة المحلية الإيرانية، بجانب تدهور القطاع الصحي خاصة مع تفشي وباء كورونا المستجد، وأعاقت العقوبات الأمريكية إيران من الحصول على منحة من صندوق النقد الدولي لمواجهة كورونا.
هذا الفشل، دفع أصحاب التيار المحافظ المتشدد لتوجيه انتقادت عدة لـ«روحاني» لفشله في إدارة أزمات البلاد، قائلين إنه السبب فيما تشهده البلاد لتوقيعه على الاتفاق النووي، الأمر الذي دفع بالرئيس المنتهية ولايته للخروج قبل أيام من تسليم «رئيسي» مهام الحكم، للقول إن ما حدث خلال السنوات الماضية يرجع بشكل أساسي الى "الحرب الاقتصادية" التي تشنها واشنطن على طهران.
التخلي عن الوعود
بجانب ما تقدم، تلقي الرئيس الايرانى المنتهية ولايته «حسن روحاني» انتقادات أيضا من الإصلاحيين الذين تحالفوا معه في الحكومة، لعدم تنفيذه العديد من وعوده الانتخابية، خاصة المتعلقة بالحقوق المدنية والفردية، وعدم قيامه بالإفراج عن عدد من المعارضين لنظام الملالي والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ويرجع هذا إلى أن «روحاني» رغم أن رئيس البلاد إلا أنه لا يمتلك الكلمة الفصل في العديد من القضايا سواء الداخلية أو الخارجية، فهناك المرشد الأعلي «خامنئي» والبرلمان والحرس الثوري.
أزمة الانترنت والكهرباء
فيما يخص أزمة الإنترنت وفرض قيود علي مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الرئيس الايرانى المنتهية ولايته «روحاني» في هذه النقطة لم يتمكن أيضا من الايفاء بوعده برفع هذا الحظر، بل ازدادت تلك الأزمة، فقد كان يتم قطع خدمات الإنترنت عن المواطنين لحجب صوتهم عن العالم الخارجي، إذ شهدت فترة حكم «روحاني» احتجاجات عدة احتجاجات على خلفيات اقتصادية، أهمها عامي 2017، 2019.
وبجانب ذلك، تفاقمت أزمتا الكهرباء والمياه، خاصة محافظة خوزستان التي شهدت في يوليو2021، احتجاجات عارمة جراء فشل حكومة «روحاني» في حل تلك الأزمة، والاكتفاء فقط بإطلاق وعود واهية.
التوجه نحو الصين
سعى الرئيس الايرانى المنتهية ولايته «حسن روحانى»، إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها واشنطن، بالتوجه نحو الصين، وذلك بتوقيع اتفاقية التعاون الشامل لمدة 25 عاما، تمت في مارس 2021، وبموجبها يسمح للصين بالاستثمار في جميع المجالات بإيران، وهو ما قوبل بانتقادات عدة من قبل المعارضين لنظام الملالي، معتبرين تلك اتفاقية بمثابة "احتلال صيني" للجمهورية الإيرانية.
فشل مفاوضات فيينا النووية
الرئيس الايرانى المنتهية ولايته «روحاني» حاول قبل انتهاء فترة حكمه، حل أزمة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، بعقد مفاوضات نووية في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران ومجموعة 4+1 مارس 2021، بهدف رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، مقابل تخلي الأخيرة عن انتهاكاتها وقيامه برفع تخصيب اليورانيوم مرات عدة، بجانب التوقف عن دعم الميليشات الإرهابية المنتشرة في دول المنطقة، ورغم ذلك لا زالت تلك المفاوضات متعثرة حتى الوقت الحالي رغم انعقاد 6 جولات منها.