يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الحرس الثوري يواجه كورونا «عسكريًّا».. والفيروس يحاصر إيران

الأحد 08/مارس/2020 - 04:48 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة
بعد تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء إيران، والفشل الذريع لحكومة الرئيس حسن روحاني في إحراز أي نجاح ملموس لمكافحته، وجدت ميليشيات الحرس الثوري المدرجة على لائحة الإرهاب في تلك الكارثة فرصة لتتسيد المشهد لتحقق أكثر من غرض في ذات الوقت.
 
فبعد الفشل الكبير لوزارة الصحة في معالجة الأزمة والمشهد الهزلي الذي ظهرت فيه قيادات الوزارة واحدًا تلو الآخر، بداية من نائب الوزير وصولًا إلى المتحدث الرسمي، حيث ظهرت على كل منهما أعراض المرض لدى ظهورهم في وسائل الإعلام بعد تأكيدهم على أن الأوضاع تحت السيطرة وعدم وجود داعٍ للتهويل، أضحت التدابير الصحية أضحوكة لدى جموع الشعب التي لم تعد تجد أي مصداقية لها.


الحرس الثوري يواجه

ووجد الحرس الثوري في فشل الحكومة فرصة سانحة ليتولى مسؤولية حملة مواجهة المرض رغم عدم خبرة أفراد الميليشيا في مواجهة مثل تلك الأوضاع، ولكن قادتهم فضلوا الانقضاض على روحاني والانتقاص من سلطاته لصالح توسيع نفوذ الحرس واستكمال مخطط إقصاء الإصلاحيين عن ممارسة أي سلطة، ليس هذا وفقط، بل وتحميلهم مسؤولية الكارثة لتكون الحكومة في النهاية كبش فداء للنظام لاسيما وأنها تشهد انهيارًا مدويًا في شعبيتها.

فقد أعلن قائد دائرة الصحة العسكرية في القوة البرية للحرس الثوري الإيراني، العميد أحمد إخوان، أن القوة البرية للحرس الثوري الإيراني بات لديها 9 مستشفيات ثابتة و10 متنقلة مخصصة لعلاج فيروس كورونا.

لكن اللافت أن الحرس الذي صور نفسه باعتباره القوة الحاسمة التي ستقلب الموازين وتعيد الأمور إلى نصابها، يتولى فعليًّا مسؤولية المكافحة حتى من قبل هذا الإعلان الأخير بكثير ما يؤكد أن الأمر لا يعدو كونه بروباجندا للاستهلاك المحلي، فمنذ نحو أسبوع أعلن الحرس أنه شكل "مقرًا خاصًا" لمكافحة المرض، وأنه استنفر كل إمكاناته لهذا الغرض، وانتشرت قواته في شوارع العاصمة بسيارات وشاحنات تحمل خراطيم المياه المضادة للشغب وبدأت برش الشوارع بمواد التعقيم.

الحرس الثوري يواجه

وأفادت وكالة الطلبة الإيرانية أن ميليشيات الحرس والباسيج سيبقون في الشوارع إلى أن تنصلح الأوضاع فيما بدا أنه عسكرة للبلاد دون داعٍ بدلًا من اتخاذ التدابير الطبية المعروفة في مثل تلك الظروف، كفرض الحجر الصحي على المناطق المصابة، وتكثيف الرقابة الطبية في المناطق المشتبه في إصابتها.

لكن قادة الميليشيات نشروا صورًا وفيديوهات جديدة بالتزامن مع الإعلان عن تسلمهم الملف يظهر فيها عسكريون بثياب خاصة بالتصدي للحرب الكيماوية، وأعلن قادة الحرس أنهم يستخدمون أساليب مكافحة الحرب الكيماوية متهمين الولايات المتحدة بنشر الأسلحة البيولوجية في بلادهم.

وبحسب أحدث إحصائية، السبت 7 مارس 2020، سجلت إيران نحو 6 آلاف حالة إصابة بالمرض، توفي من بينهم 145 حالة، وأعلنت السلطات تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس لنهاية العام الفارسي، الذي يوافق العشرين من الشهر الجاري، كما أوقفت كل النشاطات الرياضية، ودعا وزير الصحة سعيد نمكي، السكان إلى عدم التهاون بالأمر والبقاء في بيوتهم، وذلك بعد اعتراف الرئيس روحاني، بأن كورونا أصاب كل أقاليم البلاد تقريبًا، حسبما نقل الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية . 

ولم يستثن المرض طبقة من الطبقات، بل ضرب شخصيات رفيعة في إيران، فقد قال المتحدث باسم البرلمان، أسد الله عباسي، إن 23 نائبًا مصابون بالفيروس القاتل من ضمن 100 نائب أجروا الفحص الطبي، وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن المرض ترسخ في إيران، وأن قلة التجهيزات الصحية، تعقِّد جهود احتوائه.

"