ad a b
ad ad ad

انعكاسات تهديدات داعش لأمريكا اللاتينية

السبت 11/نوفمبر/2023 - 05:28 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تختلف مستويات الإرهاب، والعنف في أمريكا اللاتينية؛ حيث تشهد بعض دول القارة مستويات عالية من العنف المتعلق بالتنظيمات المتطرفة الإجرامية غير المحسوبة أيديولوجيًّا على التيار الديني.
 مرصد الأزهر
مرصد الأزهر
عوامل انتشار التنظيمات
ويعود وجود هذه التنظيمات، وانتشار أنشطتها الإرهابية إلى عدة عوامل، بما في ذلك الفقر، والصراعات السياسية، والاقتصادية، واستغلال شبكات الاتجار بالبشر، وشبكات تهريب المخدرات، وغسيل الأموال.

ويزداد تعقد معضلة الإرهاب، والتطرف في المنطقة مع التحول الرقمي، والتطور التكنولوجي؛ حيث يستخدم المتطرفون منصات التواصل الاجتماعي، والإنترنت كوسيلة للتحريض، وتجنيد مزيد من العناصر لصفوفهم.

وفي الأعوام الأخيرة شهدت أمريكا اللاتينية زيادةً في الأنشطة الإرهابية لتنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة في البرازيل، والأرجنتين، وتشيلي، وكولومبيا.

تحدي الحكومات
وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة لم تكن بنفس المستوى الذي شهدته بعض دول الشرق الأوسط، أو الأوروبية، فإنها تشكل تحديًا للحكومات في المنطقة، وتستدعي تحركات فعالة لمكافحتها.

ومن خلال متابعته تحركات التنظيمات المتطرفة التي تسيء للإسلام، وتتخذ من الدين شعارًا لها، سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوء على ما نُشر مؤخرًا في بعض الصحف العالمية حول مظاهر وجود تنظيم "داعش" في مناطق مختلفة من أمريكا اللاتينية، ففي الأرجنتين اعتقلت السلطات في يونيو 2023م، مواطنًا بتهمة وجود صلات بتنظيم داعش الإرهابي، والتخطيط لتصنيع قنابل يدوية.

ووفقًا للتحقيقات الأولية، فإن المشتبه به كان يتواصل مع أفراد ينتمون للتنظيم في مختلف أنحاء العالم عبر تطبيق تيليجرام، وكان يسعى إلى الحصول على تعليمات، وإرشادات خاصة بتصنيع القنابل بغرض تنفيذ هجمات إرهابية، وقد تمَّ تحديد هويته من خلال عملية استخباراتية دقيقة.

وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأرجنتيني تحذيرات من وجود خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" في الأرجنتين، وذلك بعد القبض على المواطن الأرجنتيني.

بالإضافة إلى ذلك، أمر القاضي الفيدرالي في سانتياجو بتتبُّع أحد الشباب للاشتباه في كونه شريكًا لهذا المعتقل، وعلى صلة أيضًا بتلك الأنشطة المتطرفة وما يزيد من احتمالية صحة هذه التوقعات هو أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) للولايات المتحدة الأمريكية، أبلغ السلطات الأرجنتينية في مايو ٢٠٢٣م باحتمال وجود خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة سانتياجو، الأمر الذي يستلزم الدقة، والتحري في الأمر، وتتبع كل من كانوا على صلة بهذا المعتقل.

وجدير بالذكر أن وجود تنظيم "داعش" في الأرجنتين يرجع إلى عام ٢٠١٧م، حيث اخترقت مجموعة تابعة للتنظيم الموقعَ الرسمي الإلكتروني للجيش الأرجنتيني، لمدة 20 دقيقة، وقامت بوضع صورة تضم مجموعة ‏من مقاتلي التنظيم معنونة بعبارة "الله أكبر، نحن داعش، سيعرفوننا في الأرجنتين قريبًا".

انعكاسات تهديدات
داعش في البرازيل
ومن الملاحظ أن أنشطة داعش وأنصاره تتركز بشكل رئيسي في البرازيل، ويُعد الحادث الأخير الذي وقع الإثنين ١٢ يونيو ٢٠٢٣م دليلًا على ذلك؛ حيث ألقت الشرطة البرازيلية القبض على أحد المسافرين، وهو في طريقه للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث كان يتبادل الرسائل مع أفراد التنظيم عبر تطبيقات المراسلة.

كما أشارت صحيفة "إنفوباي" في الأول من مايو ٢٠٢٣م، إلى أن قوات الشرطة البرازيلية كشفت عن شبكة إرهابية لتجنيد الأطفال لصالح التنظيمات الإرهابية في البرازيل؛ حيث اختطفت خمسة أطفال من منطقة الأمازون، شمال غرب البلاد، ونقلتهم إلى مدارس في تركيا للتدريب على القتال، والأعمال الإجرامية، في حين تمكنت الشرطة البرازيلية من إنقاذ ١٥ شابًّا آخرين، تم تلقينهم أفكارًا متطرفة؛ بغرض الانضمام لصفوف التنظيمات الإرهابية.

وفي مايو ٢٠١٨م، تمكنت السلطات البرازيلية من تفكيك خلية إرهابية مكونة من 11 برازيليًّا ‏كانت تخطط لتنفيذ هجمات بالبلاد، وكذلك محاولة تجنيد متطرفين لإرسالهم إلى صفوف ‏التنظيم بسوريا.

كما تمكنت الشرطة، في يوليه ٢٠١٦ من القبض على 11 ‏شخصًا للاشتباه بانتمائهم لجماعة تدعم تنظيم‎ ‎‏داعش‎، ‎‏كانت تُعد لأعمال إرهابية خلال دورة ‏الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو أغسطس ٢٠١٦م.

ووفق مراقبين فلا شك أن تلك الاعتقالات المتتالية التي حدثت مؤخرًا تكشف عن محاولات التنظيمات المتطرفة، وبخاصة داعش، اختراق أمريكا اللاتينية، وإيجاد ملاذ آمن لهم هناك، حيث إن القارة تمثل أرضًا خصبة نوعًا ما، ويمكن لهم أن ينشطوا فيها بسهولة أكبر من أماكن أخرى يتم تضييق الخناق عليهم فيها، كقارة أوروبا.

كما توضح تلك الاعتقالات للعناصر الإرهابية انعكاسات تهديداتها في أمريكا اللاتينية، وخطورتها، ويقظة السلطات الأمنية في تلك الدول ولاسيما أن التنظيمات المتطرفة، وأبرزها داعش أصبحت قادرة على التواصل والتأثير على أنصارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الإنترنت، فضلًا عن سعيها الحثيث إلى استقطاب المزيد للانضمام إلى صفوفها.
"