حينما وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر 2020 ستصبح دولة تانية، لم يكن يبالغ، وإنما كان يعلم حجم التحديات التي سيواجهها لتحقيق هذا الحلم الصعب، الذي ما كان له أن يتحقق إلا بسواعد أبناء الوطن، الذين دفعوا ثمن هذه الإنجازات صبرًا على أوضاع صعبة في ظروف استثنائية تمر بها مصر والعالم.
يمكن الإشارة لهذه الدولة التي وعد بها السيسي بدولة 30 يونية، ذلك التاريخ الذي كان علامة فارقة في حاضر مصر ومستقبلها، فمصر قبل 30 يونية 2013، غير مصر بعدها، خاصةً في ظل صراع السلطة حينها بين قوى وطنية تريد مصر الحديثة، وأخرى حاكمة تكفر بالوطن وتعتبره حفنة من تراب عفن.
ربما كان أصعب تحدٍ واجه الدولة المصرية بعد هذا التاريخ هو الإرهاب الذي يقف حائلًا في وجه التنمية في أي مكان، ليس إرهابًا مسلحًا فحسب، وإنما إرهاب فكري واجتماعي وسياسي وإعلامي.
ما تحقق رغم كل ذلك في سنوات قليلة يفوق كثيرًا ما تحقق في عشرات السنين من عمر مصر، في مراحل سابقة، على كل المستويات، فعلى سبيل المثال حدثت طفرة حضارية كبيرة في ملف العشوائيات، تصاحبها طفرات أخرى في مشروع الإسكان الاجتماعي، والتأمين الصحي، والمصانع الحديثة، التي من أهمها مصنع أسمنت بني سويف الذي يعد أكبر مصنع للأسمنت في الشرق الأوسط.
ناهيك عن العاصمة الإدارية الجديدة التي ستضع مصر في مقارنة مع الدول الكبرى تنظيميًا وإداريًا، وقناة السويس الجديدة، والأنفاق العملاقة، وتنمية الصعيد، وغير ذلك من المشروعات العملاقة.
يمكن لأي مواطن مؤيد أو معارض لسياسات الحكومة المصرية أن يستعرض إنجازاتها بضغطة زر واحدة على شبكة الإنترنت للدخول على موقع خريطة مشروعات مصر، لأن استعراض هذه الإنجازات في مقال أمر يستحيل.
هناك من تكون نظرته التقييمية قاصرة، فلا ينظر إلى ما تحقق من إنجاز، بل يرصد السلبيات التي لم تنجُ منها دولة من دول العالم، مثل تردي الأوضاع الاقتصادية، فيقارن أسعار السلع الغذائية قبل 30 يونية واليوم، في محاولة فاشلة منه لإثبات أن مصر ترجع إلى الخلف، وأن الحديث عن إنجازات اقتصادية نوع من العبث، متجاهلًا الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم كله.
وهؤلاء قسمان، الأول يحارب الدولة المصرية ويسعى لخرابها من خلال نشر مثل هذه الأقاويل لصالح جماعات بعينها، أما القسم الثاني فهو من تغيب عنه المعلومات الصحيحة، أو تغيب عنه رؤية الإنجازات لبعده الجغرافي عن كثير منها.
القسم الأول لن ننشغل به لأنه يحرث في الماء، أما القسم الثاني فهو الذي ينبغي الحرص عليه إلى حد كبير، حتى لا يقع فريسة للقسم الأول، وذلك من خلال زيارات ميدانية ورحلات مجانية تنظمها الدولة المصرية بوزاراتها المختلفة، لأبنائها ومواطنيها من الأقاليم المختلفة، ليكونوا سفراء ينقلون الواقع بإنجازاته المتعددة إلى جيرانهم وأهلهم، الذين سيرغبون بطبيعة الحال للمشاركة في هذه الرحلات مستقبلًا.
**نقلًا عن الأهرام المسائي