صراع تحت عرش الملالي.. إيران تترنح تحت ضغط العقوبات والأزمات الداخلية

توقفت إيران أمس الأربعاء، رسميًّا عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وذكر مسؤول مطلع بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الإجراء جاء استجابة لأمر من «مجلس الأمن القومي الإيراني».

وكانت إيران قد أبلغت الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا، الأسبوع الماضي، بقرارها التوقف عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة بصورة أحادية منه ومعاودتها فرض عقوبات على طهران.
للمزيد..بعد تصاعد الصراع.. العراق ساحة لتصفية حسابات «واشنطن» و«طهران»

تخبط إيراني
خلال الفترة الماضية بدا التخبط الإيراني في ردود الأفعال تجاه الضغوط الأمريكية، فبعدما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إنه قد يعلق جزأين من الاتفاق الذي كانت إيران تلتزم به، هما بيع فائض اليورانيوم المخصب، والمياه الثقيلة، ومنح روحاني الدول الموقعة على الاتفاق فرصة 60 يومًا للاختيار بين أمرين.
وبعد أيام من هذه التصريحات، اعترف روحاني بالأزمة التي تعيشها إيران، ودعا جموع الشعب الإيراني إلى الاتحاد للوقوف ضد ما سماه صغوط غير مسبوقة تُمارس ضد بلاده، مشددًا على ضرورة تجاوز الظروف التي قال: إنها ربما أصعب من تلك التي مرت بها إيران خلال الحرب التي استمرت ثمانية أعوام مع الجار العراق.
للمزيد.. حرب التصريحات العنترية.. إيران تواصل الضغط «الكلامي» على واشنطن
الصراع الإصلاحي الأصولي
الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بناية، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، الحقيقة أن التيار الأصولي يحاول التنصل من المسئولية مع العلم أن رئيس السلطة التنفيذية في إيران لا يستطيع اتخاذ قرار المفاوضات مع الولايات المتحدة وأوروبا إلا بعد موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني إلى أن الإجراءات الأمريكية قد تسهم إما في إقصاء الإصلاحيين عن المشهد السياسي، أو حتمية الانضواء تحت راية التيار المتشدد، بدليل أن السلطات الإيرانية حجبت الدورية الأسبوعية (صدا) الصادرة عن حزب اتحاد الأمة الموالي للتيار الإصلاحي، على خلفية اتهام المجلة بتبني نفس نبرة وسائل الإعلام الأمريكية وتضخيم خطر الحرب وإشاعة الخوف على المستويات المجتمعية والعسكرية.
كما أوضح «بناية» أن التيار المُتشدد أصبح يتعامل بمدأ أنه لا مجال للتغريد خارج السرب في ظل إعلام الصوت الواحد، أو تحكيم صوت العقل وإنما يتعين على الجميع التمادي في الغطرسة وتصدير خطاب النظام حتى ولو على حساب الإيرانيين، فالجمهورية الإيرانية لا تملك لا القدرات المالية والعسكرية التي تؤهلها للانخراط في حرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع الباحث في الشأن الإيراني أن التيار الأصولي مقتنع بفكرة «رغبة الولايات المتحدة في تغيير النظام الإيراني دون الدخول في حرب» بالنظر للعمق الاستراتيجي الإيراني، ورفض الدول الأوروبية للإجراءات الأمريكية، والدعم الصيني- الروسي للجمهورية الإيرانية؛ لكن قد تنهار كل هذه التوقعات بسبب التصرفات غير المسئولة من النظام الإيراني أو الميليشيات المحسوبة على النظام في المنطقة.