رسائل ردع لإيران.. تحركات أمريكية لتعزيز وجودها في سوريا
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية محاولات تعزيز
قواتها في سوريا ومواجهة عمليات استهداف قواعدها، إذ قال جون كيربي المتحدث باسم البيت
الأبيض مؤخرًا إن العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا تستهدف إحباط ومنع هجمات
على الجنود الأمريكيين في المنطقة في المستقبل.
وجاءت تصريحات كيربي بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" أن الجيش الأمريكي نفذ ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات مدعومة منه ردًا على سلسلة هجمات ضد القوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا.
اتهامات لإيران
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن هذه الضربات بعد أن بعث الرئيس الأمريكي جو بايدن، رسالة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، يحذره فيها من أن أي هجوم على القوات الأمريكية يهدد بتوسيع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "بُعِثت رسالة مباشرة، لن أذهب أبعد من ذلك"، وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان: "الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة هجمات مستمرة، وغير ناجحة في معظمها، ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من جانب ميليشيات مدعومة من إيران بدأت في 17 أكتوبر".
واتهم مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إيران بأنها وراء الهجمات التي تطال القوات الأمريكية في سوريا والعراق، لافتًا إلى أن ايران هي مركز الثقل وهناك علاقة مباشرة بين مجموعات الميليشيات وجميع المنظمات التي تدعي مسؤوليتها عن الهجمات ضد الأفراد الأمريكيين، لكن النقطة الأساسية هنا هي أن بصمات الإيرانيين موجودة في كل هذا، مهددًا باستهداف البنية التحتية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".
ووفق تصريحات المسئول الأمريكي فإن طهران وكبار القادة الإيرانيين يقومون بتمويل وتسليح وتجهيز وتدريب وتوجيه عدد كبير من الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة، وقد صعدوا هجماتهم ضد القوات الأمريكية منذ 17 أكتوبر، ولهذا السبب تم اتخاذ إجراءات للدفاع عن النفس، ورغم اتهام الولايات المتحدة لإيران بالارتباط بالهجمات، أكد المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع أوسع مع طهران.
رسائل ردع
المحلل السياسي السوري، مصطفى النعيمي، قال في تصريحات خاصة لـ «المرجع» إن التعزيزات الأمريكية ستبقى مستمرة تجاه المنطقة العربية وتحديدًا بالقرب من إسرائيل وذلك لحماية الداخل الإسرائيلي في حال نشوب حرب بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية من جانب أو حتى من الجبهة الجنوبية لفلسطين المحتلة تحديدًا باتجاه حماس، وفيما لو كان هنالك متغير ربما يأتي في سياق الاستهداف وتبادل الاستهداف.
وتوقع الباحث السياسي السوري، أن يتم دعم الوجود الأمريكي في المنطقة العربية بشكل أكبر لا سيما وأن الولايات المتحدة تريد إظهار أعلى درجات القوة ضد الميليشيات الولائية متعددة الجنسيات وبحيث يشكل هذا التموضع العسكري الكبير الأمريكي رسائل ردع سياسية مباشرة، الغاية منها رفع مستوى المكتسبات الأمريكية في دعمها لحليفتها إسرائيل وتحييد أي مصدر ممكن أن يشكل خطرًا عليها.
ووفق النعيمي؛ فإن واشنطن تعتمد في ذلك على الوجود
البحري الكبير، وأيضًا القوات البرية، إضافة إلى الأسلحة الهجومية التي استقدمت
مؤخرًا، سواء على الساحة السورية أو العراقية، والتي من شأنها أن تشارك في عمليات
عسكرية هجومية تجاه أهداف برية وجوية في سوريا والعراق في آن واحد معًا، وذلك من أجل
ضبط المشهد بما يتناسب مع تلك الرسائل الرادعة لميليشيا إيران وحلفائها في المنطقة،
ولعدم تورطهم في أي مواجهة مع الولايات المتحدة.





