«حزب التحرير الإسلامي».. بين المطاردة الروسية وتبريرات أوكرانيا الواهية
الخميس 28/مارس/2019 - 11:22 م

علي عبد العال
تعد شبه جزيرة القرم جزءًا من أوكرانيا؛ لكن ومنذ أوائل عام 2014 قامت قوات عسكرية موالية لروسيا بالسيطرة عليها، ومن ثم أعلنت موسكو ضم القرم الواقعة على البحر الأسود إلى الاتحاد الروسي، وهو ما ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها في العواصم الغربية.

وقد أتى إعلان السلطات الروسية اعتقال 20 عضوًا من «حزب التحرير الإسلامي» في جزيرة القرم، أمس الأربعاء 27 مارس؛ حيث قال بيان لجهاز الأمن الروسي إنه: «تم في جمهورية القرم إحباط نشاط منظمة حزب التحرير الإسلامي الدولية... وتم احتجاز 20 شخصًا من قيادتها وأعضائها العاديين»، كما تمت مصادرة المعلومات الدعائية للحزب ووسائل الاتصال والوسائط الإلكترونية.
وأشار البيان الروسي إلى أن المحتجزين: «كانوا يقومون بنشاط مُعادٍ للدستور ومؤسس على عقيدة إنشاء «الخلافة العالمية» وتدمير مؤسسات المجتمع العلماني كما تهدف منظمتهم إلى الإطاحة بالسلطة الحالية بالقوة».

وزارة الخارجية الأوكرانية
موقف أوكرانيا
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية حملات السلطات الروسية مخالفة للقانون وذات دوافع سياسية، مشيرة إلى أن هذه الحملات موجهة إلى مسلمي القرم من التتار.
فيما يذكر أن ما يسمى بـــ«حزب التحرير» جماعة إسلاموية تتخذ من قضية واهية يصفها المتطرفون بـــ«الخلافة» مرتكزًا على دعوتها، وقد تأسست هذه الجماعة في فلسطين عام 1953، وتحديدًا في القدس الشرقية على يد الشيخ تقي الدين النبهاني، وتحظى الجماعة بنشاط في عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، كما أن لها وجودًا كبيرًا في إندونيسيا بشكل خاص؛ لكن ألمانيا تحظر هذا الكيان وما ينسب له من ممارسات.
ويحظى هذا الحزب بانتشار في أوكرانيا خاصة في منطقة (كريميا)، المنتجع الأخضر الواقع على شاطئ البحر، والتي تضم عددًا كبيرًا من أقلية التتر المسلمة.
وبحسب تقارير إعلامية يصل عدد أنصار الحزب لعشرات الآلاف، إذ إن الحزب لا يكشف عن عدد أنصاره، ويكتفي بالقول إن عددهم في تزايد مستمر.
موقف روسيا
وفي ذات السياق تشن روسيا حملة منذ سنوات لمطاردة أعضاء الحزب باعتباره منظمةً إسلامويةً محظورة على أراضيها، لكن هذه الجماعة لها انتشار في الجمهوريات المسلمة القريبة من روسيا في القوقاز وآسيا الوسطى.
وبحسب موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت يقول حزب التحرير إنه: «يعمل في روسيا منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي؛ حيث انتقلت دعوته من آسيا الوسطى التي كان الحزب يعمل فيها منذ الثمانينيات».
ويقول الحزب: إن نشاطه «بشكل قانوني لم يدم طويلًا» في الأراضي الروسية؛ فمع وصول الرئيس فلاديمير بوتين للحكم بدأت السلطات الروسية بالتصدي للحزب من خلال حملة من الملاحقات الفردية بدأت منذ عام 2000 وانتهت في 14 فبراير عام 2003 بقرار من المحكمة العليا الفيدرالية بحظر نشاط حزب التحرير، لتبدأ حملة أخرى على أثر الحظر القانوني.

فلاديمير بوتين الرئيس الروسي
فيما أصدر الرئيس الروسي مرسومًا يقضي بمنع أي مواطن أجنبي متهم بالتعاون مع الجماعات الإرهابية من دخول الأراضي الروسية.
وفي أغسطس 2013 حكمت المحكمة العسكرية الروسية في جزيرة ساخالين بالسجن على ضابط احتياط في الجيش الروسي بسبب قيادته مجموعة تابعة لحزب التحرير.
وفي مايو 2015 أصدرت محكمة مقاطعة نيجني نوفغورود الروسية أحكامًا بسجن 4 من عناصر «حزب التحرير الإسلامي» لمدد تتراوح بين 8 و10 سنوات، بعد إدانتهم بتهم التخطيط لشن هجوم إرهابي في روسيا.
وفي مارس 2006 سلمت موسكو 19 عضوًا من حزب التحرير إلى سلطات أوزبكستان؛ حيث كانت تلاحقهم بتهم تتعلق بالإرهاب والأصولية.
وفي أكتوبر 2018 أعلنت الاستخبارات الروسية اعتقال زعيم الحزب (لم تسمه) وقادة فرعيين في جمهورية تتارستان. وقالت وكالة نوفوستي: إن التحقيقات أشارت إلى أن الموقوف كان ينسق مع زعماء آخرين في التنظيم يقيمون في بلدان أخرى من أجل القيام داخل روسيا بأعمال تتنافى مع دستور البلاد، مبنية على عقيدة تؤسس لإقامة دولة موحدة تضم عدة دول وأقاليم تسمى من قبل الواهمين دولة «للخلافة العالمية».