ad a b
ad ad ad

لماذا حل حزب التحرير الإسلامى في تفضيلات التوانسة؟

الخميس 28/فبراير/2019 - 11:03 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة

في سابقة هي الأولى من نوعها حل حزب التحرير الإسلامي، فرع تونس، ضمن العشرة كيانات الأولى التي صوت لها توانسة في إحصاء أجرته مؤسسة«ايمرود كونسلتينج» المعنية بقياس المزاج السياسي.


وفي تقرير لها عن نتائج الإحصاء، قالت صحيفة «الصباح» التونسية، إن النتائج كانت مفاجأة بالنسبة لحزب التحرير، إذ تعد المرة الأولى التي يظهر في نتائج استطلاعات الرأي، وحل الحزب في المرتبة العاشرة بنسبة 1.40%، تاليًا لتيار المحبة الذي حصل على 1.80%، ومتقدمًا عن أحزاب مثل «حركة الشعب» و«حزب البديل».

ورغم النتائج المتأخرة لحزب التحرير، فإنها تعد تحسنًا بالنسبة لشعبيته التي تكاد تكون مختفية في البلدان العربية.


 الباجي قائد السبسي
الباجي قائد السبسي
وتأتي هذه النتائج، بينما تمر تونس بأزمة سياسية عنيفة أطرافها الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي وحزبه «نداء تونس»، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وحزبه الجديد «تحيا تونس»، وحركة النهضة التي تخطط للفوز بالانتخابات المقرر لها، في أكتوبر المقبل.

وتحظى نتائج هذه الإحصاءات بأهمية، نابعة من الاهتمام بقياس مزاج الشعب التونسي قبيل الانتخابات المقررة في خريف العام الجاري.

وينشغل كثير من المراقبين بتوجهات التوانسة في هذه الانتخابات تحديدًا، لأنها ستتحكم بشكل ما في مستقبل تيار الإسلام الحركي في المنطقة، وما إذ كان سينجح في الحصول على انتعاشة ترمم خسائره التي جناها في مصر 2013 بسقوط الإخوان، وفي سوريا بفشل الفصائل الإرهابية، أم ستكتب له فصوله الأخيرة بفشل جديد في تونس.

وفي ظل هذا المراهنات، هل يحمل قدوم حزب التحرير الإسلامي بأفكاره المتطرفة، لأول مرة في استطلاعات الرأي- وإن جاء متأخرًا- مؤشرات خطر على تقدم ما سيحظى به الإسلاميون في تونس؟
 حسن البنَّا
حسن البنَّا
بداية، حزب التحرير الإسلامي، هو نتاج حقبة سياسيَّة، بدأت في 1924، عندما سقطت الخلافة العثمانيَّة؛ ليمرَّ معها المسلمون بمحنة العيش لأول مرة خارج إطار ديني سياسي جامع.

الفراغ الذي خلَّفه سقوط الخلافة كان دافعًا لظهور عشرات الأطروحات الدينيَّة التي وضعت تصورات لكيفية إعادة الخلافة، من بين هذه التصوُّرات كان ما قدَّمه حسن البنَّا، وأسس عليه جماعة الإخوان بمصر عام 1928، وتقي الدين النبهاني، الذي أَسَّسَ حزب التحرير الإسلامي في 1953.
وبالرجوع إلى المرجعيَّة الفكريَّة التي أسَّس «النبهاني» عليها حزبه، لا توجد اختلافات واسعة بين «التحرير» و«داعش»؛ حتى إن بعض المراقبين للجماعات الدينيَّة قالوا إن حزب التحرير يصلح لأن يكون ذراعًا سياسيَّة لـ«داعش»، مفسرين ذلك بأن الحزب مُتشدِّد في أحكامه، ويُكفِّر الحاكم والمحكوم، ولا يتورَّع في تسمية رئيسه بـالأمير والدول العربية بـ«الولايات»، تمامًا كما يفعل «داعش».
 زين العابدين بن
زين العابدين بن علي
عقب أحداث 2011 في تونس، تمكن «التحرير الإسلامي» من الحصول على موافقة لتأسيسه، بعدما كان محظورًا في عهد الرئيس المعزول، زين العابدين بن علي، ويعد الفرع التونسي للحزب الأنشط بالمقارنة بباقي الأفرع الهشة في المنطقة.

وفي منتصف يناير الماضي، نزل الحزب براياته السوداء التي يطلق عليها «رايات الخلافة» إلى شارع الحبيب بورقيبة الحيوي بوسط العاصمة تونس، مجددًا تأكيده على أهدافه في تأسيس دولة إسلامية في تونس.

وردًا على ذلك كتب رئيس منظمة الأمن والمواطن، عصام الدردوري، آنذاك، منشورًا لاذعًا قال فيه: «هي ذات الوجوه بذات الملامح وذات الشعارات وذات السواد، وفي نفس المكان رغم تغير التوقيت والزمان».
وحمل مسؤولية وجود أشخاص بهذه الأفكار في تونس لـ«الإرادة السياسية»، التي قال إنها متهاونة في «دحر السواد الذي يكسو قلوبهم وعقولهم غائبة»، على حد وصفه.

وتعيش تونس حالة احتقان في أوساط الإسلاميين، على خلفية مشروع القانون الذي وافق عليه البرلمان التونسي ويقضي بالمساواة في الميراث بين الجنسين، الأمر الذي اعتبره إسلاميون تعارضًا مع الشريعة الإسلامية. 
احتقان

من جانبه حذّر الناشط النقابي التونسي، قيس يحمد، من أن يكون ظهور «التحرير» في استطلاع الرأي نتاجًا لحالة الاحتقان في قضية الميراث، مقللًا من خطورة التحرير الإسلامي في الانتخابات التشريعية المقبلة.

ورأي عبر حسابه على «فيس بوك» أن الحزب لا يحظى بأي وزن في تونس إلا على مستوى بضعة أفراد، مشيرًا إلى أن الخطورة هي أن يكون المزاج متجهًا نحو الإسلاميين.

وتعاني حركة النهضة، الحزب الإسلاموي الأكبر في تونس، من تراجع شعبيتها، على خلفية تورطها في قضايا إرهاب وفساد مالي، لاسيما نفور شعبي من تجربتها في الحكم منذ 2014.

"