المستعمر الجديد.. «أردوغان» يخرب الوطن العربي حفاظًا على ميراث أجداده

طوال
خمسة عشر عامًا من حكمه لتركيا، عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ترسيخ
ديكتاتورية «حكم الفرد»، ووأد أي مساعٍ من شأنها السير في طريق التحول الديمقراطي،
كما قضى على أي بادرة تلوح في الأفق من أجل ضمان تداول السلطة بين جميع الأحزاب
السياسية التركية، والتنكيل بكل معارضيه.
وخلال تلك السنوات حاول «أردوغان»، خداع العامة وتصدير نفسه بصورة الرجل الساعي إلى حماية حمى الإسلام، وفي المقابل عمل المقربون منه على الترويج لوهم «الخلافة»، معتبرين الرئيس التركي هو المؤهل لأن يصبح خليفة المسلمين في العصر الحالي.
للمزيد: 15 عامًا من «حكم الفرد».. كيف وأد «أردوغان» المعارضة التركية؟

مطامع
«أردوغان»
لم
يكن الترويج لـ«أردوغان» على أنه خليفة المسلمين الجديد، مجرد أنباء يتداولها
مؤيدوه، بل كان هذا الأمر مطمعًا راسخًا داخل وجدان الرئيس التركي يسعى بكل ما
أوتى من قوة للوصول إليه، عن طريق دعم الجماعات الإرهابية وإطلاق يدها لتخريب
الدول العربية والإسلامية، بغية التمدد في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق أطماعه
التوسعية.
وفي
اعتراف صريح، كشف «أردوغان» عن وجهه الإرهابي، زاعمًا أن التدخلات التركية في شؤون
دول المنطقة هدفها «الحفاظ على ميراث الأجداد»، وذلك بالرغم من مرور عقود عديدة
على سقوط الدولة العثمانية.
وقال
الرئيس التركي، في اجتماع حزبي عقد أمس السبت، ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية
مقتطفات منه: «لهذا نتشبث بميراث الأجداد في كل مكان، بدءًا من آسيا الوسطى وأعماق
أوروبا، إلى جزيرة سواكن في السودان، ولهذا أيضا نستميت في الدفاع عن قضية القدس».
أكذوبة
محاربة الإرهاب
وسعيًا
لتنفيذ مخططه الاستعماري؛ شنّ «أردوغان» عدة عمليات عسكرية في سوريا بحجة محاربة
الإرهاب، وظهر زيف هذا الشعار حين احتلت تركيا مناطق في الشمال السوري معتمدةً في
هذا على إحداث الفوضى عن طريق تجنيد جماعات إرهابية وفصائل متشددة.
للمزيد:
حرب بالوكالة.. جماعات إرهابية تقاتل «أكراد سوريا» بأمر من «أردوغان»

ظن
«أردوغان» بعد احتلاله لمناطق في شمال سوريا أنه اقترب من تحقيق حلمه غير المشروع،
ولذا فقد أرسل في يناير من العام 2018، وزير دفاعه «خلوصي أكار»، يرافقه رئيس
الأركان العامة ورئيس وكالة المخابرات، لزيارة القوات العسكرية التركية المتمركزة
على الأراضي السورية.
لم
تكن زيارة وزير الدفاع التركي والمسؤولين الأتراك المرافقين له للأراضي السورية
بالأمر العادي؛ فقد كشفت تلك الزيارة بما لا يدع مجالًا للشك حجم الأطماع التركية
التوسعية، وظهر هذا في التصريحات التي أدلى بها «أكار» والتي دارت في فلك استعادة
حكم الدولة العثمانية.
وحرص
«أكار» أن يستعرض خطة بلاده الاستعمارية، أثناء زيارته لضريح «سليمان شاه» جد مؤسس
الدولة العثمانية المدفون في قرية أشمة التابعة لمحافظة حلب بسوريا، ولذلك فإن
تصريحاته كانت بمثابة رسالة من مستعمر جديد يرنو إلى احتلال الدول العربية واحدة
تلو الأخرى.
«أردوغان»..
والعراق
ولم
تقتصر أطماع تركيا التوسعية على سوريا فقط؛ فقد تعدت هذا إلى إرسال «أردوغان» في
العام 2015 لقوات تركية في منطقة «بعشيقة» شمال الموصل بالعراق، وكانت الذريعة هذه
المرة هي مواجهة حزب العمال الكردستاني.
للمزيد:
«الصفقة المشبوهة».. تركيا تتأهب لـ«احتلال» الشمال السوري بمباركة أمريكية

وأكدت
التقارير الرسمية، أن عدد القوات التركية في العراق يبلغ من 120 إلى 150 جنديًا،
مدعومين بـ 25 دبابة، وهو ما اعتبره العراق اعتداء صارخًا وانتهاكًا لسيادته، وفي
المقابل زعمت تركيا أن هذه القوات موجودة على الأراضي العراقية بغرض تدريب قوات
البيشمركة الكردية.
وفي
12 من ديسمبر عام 2015، تقدم العراق باحتجاج رسمي لمجلس الأمن اعتراضًا على وجود
القوات المسلحة التركية قرب مدينة الموصل شمال العراق، وأكد رئيس الوزراء العراقي
(في ذلك الوقت)، حيدر العبادي، أن وجود هذه القوات يمثل انتهاكًا لسيادة العراق
على أراضيه من قبل تركيا.
وردًا
على الاحتجاجات العراقية، زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن القوات التركية
موجودة منذ زمن، وبناء على اتفاق مسبق، قائلًا: «لن أقبل بسحب القوات التركية من
العراق».
وشهدت
العاصمة العراقية بغداد، في ديسمبر من العام 2015 مظاهرات واحتجاجات واسعة تنديدًا
بالتدخل التركي في شمال العراق، فيما عُرف وقتها بـ«مظاهرات السيادة» احتجاجًا على
التدخل التركي في شؤون العراق.
زعزعة
استقرار ليبيا
وكانت ليبيا هي وجهة «أردوغان» الجديدة؛ حيث عمل الرئيس التركي على زعزعة استقرارها ونشر الفوضى والدمار في عموم الأراضي الليبية، وذلك عن طريق استخدام السفن التركية في إرسال أسلحة لميليشيات إرهابية منتشرة هناك.
للمزيد:
سقوط القناع التركي.. «أردوغان» يهدد باجتياح شرق الفرات إنقاذًا لـ«داعش»

وفي
ديسمبر من العام 2019، أكد الجيش الوطني الليبي في بيان له، أن تركيا تحاول زعزعة
أمن ليبيا واستقرارها من خلال دعم الإرهاب على أراضيها، مضيفًا أن «تركيا لم ولن
تتوقف عن تصدير شحنات الأسلحة إلى ليبيا، والتي سبق أن عثرنا عليها في مناطق
القتال في ضواحي مدينة بنغازي لدى الإرهابيين».
ودعا
الجيش الليبي في بيانه، مجلس الأمن إلى فتح تحقيق دولي، لمعرفة المستخدم الأخير في
ليبيا للأسلحة المهربة، موضحًا أن «تركيا تسعى جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة وعبر
عملائها على الأرض فى ليبيا، لإطالة عمر الأزمة الليبية».
وجاءت
إدانة الجيش الليبي للمخطط التركي، إثر ضبط السلطات سفينة تركية محملة بالأسلحة في
ميناء الخمس البحري شرقي طرابلس، وتبين من خلال تفتيش حمولة السفينة، وجود حاويتين
معبأتين بأطنان من الأسلحة والذخائر القادمة من تركيا.
للمزيد:
الوجه القبيح لـ«أردوغان».. يُقنن السياحة الجنسية ويؤمن هروب الداعشيات