إرهاب «نصرة الإسلام والمسلمين» يُطيح بحكومة بوركينا فاسو
السبت 19/يناير/2019 - 01:45 م

أحمد عادل
في خطوة جديدة وغير متوقعة، أعلن التلفزيون الرسمي في بوركينا فاسو، اليوم السبت، تقدم رئيس الوزراء بول كابا ثييبا، الذي يشغل منصبه منذ يناير 2016، باستقالته برفقة أعضاء الحكومة، بشكل مفاجئ.

وبحسب وكالة «أسوشيتد برس» الإخبارية، قال بيان حكومي، مساء أمس الجمعة، إن الرئيس البوركيني «روش مارك كابوري» قَبِلَ استقالة الحكومة، وسيأمر بتكوين حكومة جديدة قريبًا، وكلَّف «روش» الوزراء بتسيير الأعمال حتى الانتهاء من اختيار الحكومة الجديدة.
تأتي الاستقالة، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من إعلان الحكومة البوركينية في 31 ديسمبر الماضي، حالة الطوارئ في 7 ولايات بالبلاد على مناطق قرب الحدود مع مالي والنيجر، والتي تعاني شدة الهجمات الإرهابية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (تنظيم إرهابي تكوَّن في مارس 2017 بعد اندماج 4 حركات مسلحة مشاركة في الصراع في شمال مالي، موالية لتنظيم القاعدة) منذ عام 2015، والتي تسببت في مقتل 300 شخص.
وتستعد بوركينا فاسو، في فبراير المقبل، لتسلم الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل الخمس، الذي يضم «موريتانيا، ومالي، وتشاد، والنيجر، وبوركينا فاسو»، والتي أعلنت بدورها منذ أيام استعدادها لإطلاق عمليات عسكرية تجريبية بالمنطقة الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي المنطقة الأخطر لدى دول الساحل والصحراء، والتي تهيمن عليها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وتعاني بوركينا فاسو أزمات عدة، منها الاشتباكات العرقية، والتي على إثرها هُوجمت قرية ييريجو التي ينتمي أغلب سكانها لعرقية موسى، الأسبوع قبل الماضي، من قِبَل جماعة نصر الإسلام والمسلمين، وتوفي إثر الهجوم 46 شخصًا، في حين قتل سكان القرية 7 رعاة من عرقية الفولاني قبل ذلك الهجوم بأيام قليلة، واستغلت «نصرة الإسلام والمسلمين»، تلك الخلافات، لتجنيد عناصر جديدة تابعة لها، بعد الضربات التي تلقتها الجماعة من القوات الحكومية المدعومة من فرنسا.
كما تعاني البلاد، ارتفاع وتيرة إرهاب جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فمع بداية العام الجديد، شهدت بوركينا فاسو، عملية انتحارية أدت إلى مقتل 10 من قوات الشرطة في بوركينا فاسو، وإصابة 3 آخرين شمال غرب البلاد، وفي السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت البلاد عددًا كبيرًا من الهجمات الإرهابية من قِبَل الجماعة الإرهابية، وتحديدًا في المنطقة الشمالية للبلاد، لكن تلك الهجمات المسلحة امتدت حتى شرق بوركينا في الحدود مع توجو وبنين.
ويعود السبب الرئيسي لزيادة هجمات نصرة الإسلام والمسلمين في بوركينا فاسو، لمقتل «أمادو كوفا» نائب زعيم الجماعة على يد القوات الفرنسية الموجودة في البلاد.
وفي سبتمبر 2018، أعلنت الأمم المتحدة، إدراج جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على القوائم الإرهابية، بسبب الأعمال العنيفة التي تحدثها في منطقة دول الساحل والصحراء.