يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الإرهاب يضرب بلاد "الطاهرين".. ذيول القاعدة تهاجم بوركينا فاسو

الجمعة 13/يوليو/2018 - 09:25 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
شيماء حفظي
طباعة
عرفت بأنها "أرض الطاهرين" منذ نالت استقلالها في ستينيات القرن العشرين، فتلك الأرض التي استعاد "المسلمون" السيطرة عليها غرب القارة الأفريقية في 1960، أصبحت الآن في مواجهة مباشرة مع إرهاب الجماعات المتطرفة.

يعود اسم بوركينا فاسو، إلى الرئيس توماس سانكارا، والذي أطلق عليها هذا الاسم في 1984 ويعني "بلد الناس النزيهين أو الطاهرين" وهو يعود إلى اللغتين الرئيسيتين في البلاد: لغة موري،“بوركينا”: أي الناس النزيهين أو الطاهرين، ولغة ديولا "فاسو": أي دار الأب أو البلد.


تعاني البلد التي تتحدث الفرنسية كلغة رسمية، ويغلب على سكانها الإسلام بنسبة تقارب الـ 60% من الإرهاب منذ 2015، وتحديدا من بعد سقوط نظام "كومباوري"، وبدأت تواجه غارات متقطعة عبر الحدود تستهدف الشرطة والمواقع العسكرية قرب الحدود الشمالية للبلاد مع مالي، حتى أن الرئيس التالي روش مارك كريستيان كابوري أعلن أن مكافحة الإرهاب ستكون من بين أولويات حكومته.


صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
بداية الارهاب
بعد ستة أشهر من سقوط نظام "كامباوري" اختطف جهاديون حارس أمن روماني يدعى "يوليان غرجوت، وبعدها نفذ الارهابيون هجومًا مسلحًا في ساموروجوان في أكتوبر 2015.
ويشتبه في أن متشددين من تنظيم القاعدة يقفون وراء عدة هجمات صغيرة على مراكز شرطة بوركينا فاسو في الشمال بالقرب من الحدود مع مالي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود من بوركينا فاسو، في يناير 2016، شهدت البلاد أول حادثة كبيرة، حيث هاجم متشددون من القاعدة فندقًا في عاصمة بوركينا فاسو، ما أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة أكثر من 70 آخرين.

وتبع حادث يناير 2016، العديد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك خطف الأجانب - وهي عمليات كان ينفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتخذ من الساحل مقرا له – وعمليات تنفذها جماعة منشقة مستوحاة من داعش.

وبدأت النزعة "الجهادية" تظهر على حدود بوركينا فاسو منذ انتفاضة مالي ضد الجماعات المسلحة – وهي دولة مجاورة لبوركينا فاسو – عام 2012 وهو ما جعلها وجهة لتسلل الجماعات الإرهابية في المنطقة. 

وعلى الرغم من كونها واحدة من أفقر البلدان في العالم، فإن بوركينا فاسو بلد آمن نسبيا ومنطقة آمنة نسبيا، ولهذا السبب، يُعتقد أن التهديد المتطرف لبوركينا فاسو هو في المقام الأول من البلدان المجاورة.
وتحولت أجزاء من أراضي بوركينا فاسو إلى مركز للتجنيد ومركز لوجيستي للمتطرفين في منطقة الساحل. في أوائل عام 2010، قام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحلفاؤه بعدة محاولات لإقامة وجود دائم في بوركينا فاسو وعلى حدوده.

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مسحلون في بوركينا فاسو
ما بين تنظيم القاعدة وفروعه في أفريقيا، وتنظيم داعش، تنقسم الجماعات المسلحة التي تتبنى أعمالا إرهابية في بوركينافاسو، ومثلث غرب أفريقيا، وأبرز تلك التنظيمات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والتي تعد فرعا لتنظيم القاعدة الأم في أفريقيا، والتي اعلنت مسؤوليتها عن هجوم يناير 2016 في فندق في واغادوغو.

ولا تعمل هذه المجموعة وحدها، حيث تعمل معها خلية "المرابطون" تحت راية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. 
و"المرابطون الحراس" هي منظمة إرهابية أجنبية، تعمل بشكل أساسي في مالي والجزائر وجنوب غرب ليبيا والنيجر.
وبالإضافة إلى الجماعتين السابقتين، تأسست جماعة "أنصار الدين" والمعروفة باسم جماعة إياد أغ غالي، والتي يقاتل فيها بشكل أساسي "الطوارق، والعرب، والبربر" والتي تعمل بشكل وثيق مع "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" لتحقيق هدف مشترك "تطبيق الشريعة".
كما تعد جماعة "أنصار الإسلام للإيشاد والجهاد" وهي جماعة على صلة بتنظيم القاعدة يشتبه في أنهم وراء موجة من الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو في وقت متأخر من عام 2016، بقيادة الداعية المتطرف مالام إبراهيم ديكو.
ومن بين جميع الجماعات تعد "بوكو حرام" الجماعة الإرهابية الأكثر صيتا في أفريقيا، فالجماعة التي تتخذ من نيجيريا مقرا لها، لم تغب أيضا عن المشهد في "ساحة جرائم بوركينا فاسو" بل إن بعض التقارير تفيد بوجود أدلة على جمع الأموال وتهريب الأسلحة في بوركينا فاسو.

مكافحة الإرهاب في
مكافحة الإرهاب في بوركينا فاسو
مكافحة الإرهاب في الساحل 
تنضم بوركينا فاسو، إلى قوة مشتركة لدول الساحل – بالتعاون مع تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر- والتي تحارب المجموعات الجهادية في مالي والبلدان المجاورة. 
وتبنى مجلس الأمن في يونيو 2017، قرارا رحب فيه بنشر قوة مشتركة تضم خمسة آلاف عنصر من بلدان الساحل (بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا، النيجر وتشاد) لمحاربة الجهاديين في المنطقة، غير أنه لم يمنح تلك القوة تفويضا أمميا، بسبب قلق واشنطن من الالتزامات المالية التي قد تترتب على الأمم المتحدة من جراء ذلك.
وتتلقى تلك القوة، مساعدات من عدد كبير من المنظمات والحكومات الدولية، بينها الاتحاد الأوروبي الذي أعلن المساهمة بـ 50 مليون يورو، فيما أعلنت الولايات المتحدة مساهمتها بـ 60 مليون دولار.
كما تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها ستقدم "مساهمة كبيرة" عبارة عن تجهيزات وبنى تحتية، كما أعلنت السعودية المساهمة بـ100 مليون دولار إلى جانب مساهمة الإمارات بـ 30 مليون دولار لتعزيز جهود التصدي للجهاديين. 
وترى بريطانيا، إن بوركينا فاسو تعتبر هدفا مشروعا للقاعدة في بلاد المغرب العربي والجماعات المرتبطة بها، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للحكومة البريطانية.
"من الممكن حدوث مزيد من الهجمات دون سابق إنذار.. إذا كنت في بوركينا فاسو، يجب أن تكون حذرًا وأن تراقب وسائل الإعلام المحلية وتتبع نصيحة السلطات المحلية" بحسب موقع الحكومة البريطانية.
ويضيف الموقع "هناك تهديد متزايد للهجمات الإرهابية على الصعيد العالمي ضد المملكة المتحدة والولايات المتحدة. يجب أن تكون حذرا في هذا الوقت".
الممثل الخاص للأمم
الممثل الخاص للأمم المتحدة في غرب أفريقيا محمد ابن شمباس
كما حذر الممثل الخاص للأمم المتحدة في غرب أفريقيا محمد ابن شمباس أمام مجلس الأمن الدولي، في يوليو 2017، من أن النزاع في مالي بات يتمدد حاليا إلى بوركينا فاسو والنيجر، مشيرا إلى "توسع كبير للعنف والأنشطة الإرهابية".
وقال ابن شمباس إن "تواصل انعدام الاستقرار في مالي يتمدد إلى بوركينا فاسو والنيجر، مع هجمات قاتلة في المناطق الحدودية"، مشيرا في شكل خاص إلى المناطق الواقعة في شمال بوركينا فاسو وغرب النيجر.
وأضاف إن منطقة ليبتاكو-غورما على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر "شهدت توسعا كبيرا للعنف والأنشطة الإرهابية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الهجمات المنسّقة عبر الحدود ضد مواقع أمنية"، مشيرا إلى أن تجار المخدرات ومهربي البشر وتجار السلاح يعبرون الحدود حيث ينتشرون بشكل موقت قبل انتقالهم إلى مناطق جديدة.
وتعمل بوركينا فاسو عن كثب مع الجهات الفاعلة الأفريقية لتطوير التعاون الدولي في الجهود المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
"