18 ألف طفل.. ميليشيا الحوثي تتحدى المجتمع الدولي وتواصل تجنيد أطفال اليمن
الخميس 20/ديسمبر/2018 - 04:14 م
علي رجب
واصلت ميليشيا الحوثي تجنيد الأطفال؛ حيث أرسل زعيمهم عبدالملك الحوثي، أحد القيادات ويُدعى «أبوصقر»، لتجنيد تلاميذ وطلاب المدارس في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، في ظل خسائرهم البشرية على الجبهات، بعد تكبدهم أكثر من 5 آلاف قتيل في جبهة الحديدة، وفقًا لتصريحات القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني.
وحثَّ القيادي الحوثي «أبوصقر» خلال زيارتهم لمدارس الحديدة وصنعاء، طلاب المدارس على الانضمام إلى القتال في صفوف الميليشيا، لينال، على حسب زعمه، شرف محاربة أمريكا وإسرائيل، مطالبًا بترديد الصرخة الحوثية.
وبدأ الحوثي إعداد دورات عسكرية لتلاميذ وطلاب المدارس اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم، للانضمام إلى صفوف الميليشيا في الجبهات.
وطالب أبوصقر «عقال الحارات» في صنعاء والمدن اليمنية، بالمزيد من المجندين، ونبههم إلى أنه لن يقبل أقل من 10 مسلحين من كل عاقل، ومن يرفض من أولياء الأمور التجنيد أو يعارضه أو يتهرب منه عليهم الرفع به.
ووجه مديري المداس بالعمل مع العقال لرفد جبهات الحوثي على الأقل بـ500 مقاتل.
18 ألف طفل
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية عن مصادر يمنية، أن ميليشيا الحوثي، نجحت في تجنيد نحو 18 ألفًا من الأطفال في صفوفهم منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن عام 2014.
وذكر الأطفال للوكالة أنهم تعرضوا للتجنيد من قِبَل العناصر الحوثية في ملاعب كرة القدم، والمزارع، خصوصًا المدارس.
وقبل إرسالهم إلى جبهات القتال يتم إلحاق الأطفال بدورات عسكرية ودينية وثقافية تستمر لأكثر من شهر، من أجل إجراء عملية غسيل مخ للطفل اليمني الذي يُقاتل في صفوف الحوثي، لمدة شهر.
ويُعد ملازم حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الحركة الحوثية، والشقيق الراحل لزعيم الحركة الحالي عبدالملك الحوثي، أبرز الكتب التي يتم تدريسها في معسكرات ومراكز تدريب ميليشيا الحوثي.
الأرقام التي ذكرتها الوكالة الأمريكية تأتي أكبر بكثير من الأرقام التي ذكرتها تقارير حقوقية؛ حيث ذكرت أن هناك 2721 طفلًا تم تجنيدهم في صفوف ميليشيا الحوثي.
ووفقًا لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، لقي أكثر من 6 آلاف طفل مصرعه أو تعرضوا للتشويه المريع في اليمن منذ بداية الحرب.
ورغم التقارير الدولية وانتقادات الحقوقية والأممية لتجنيد الحوثيين للأطفال للقتال في صفوفهم فإن الوقائع على الأرض تشير إلى استمرار الحوثيين في تجنيد الأطفال، وذلك لأن صفوفهم أقل وأصغر عددًا بسبب الخسائر الفادحة التي تنالهم في ساحات القتال.
وكشفت تقارير الحكومة اليمنية عن أرقام مخيفة لتجنيد الانقلابيين الحوثيين للأطفال، والزج بهم في معاركهم، وذلك في مخالفة صارخة للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا «بتجنيد ما يزيد على 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018».
وبحسب التقارير، فإن الميليشيات الموالية لإيران «حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين، إضافة إلى قصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئيًّا وكليًّا، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية».
وتعليقًا على ذلك، قال القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، نزار هيثم: إن الميليشيات الحوثية تقوم بالفعل بتجنيد الأطفال في جريمة واضحة ضد الإنسانية؛ لكي يتم استغلالهم في الصراع السياسي باليمن.
وأضاف في تصريح لــ«المرجع»، أن الحوثيين قاموا بإنشاء معسكرات تدريبية للأطفال في «صعدة وحجة وعمران وذمار»، وأوقفوا الدراسة في المدارس بهذه المناطق؛ وذلك لتسخيرهم من خلال عملية التجنيد للقتال في صفوف الميليشيا، مشيرًا الى أن عدد القتلى من الأطفال المجندين تجاوز 2000 طفل، فيما تجاوز عدد المجندين من الأطفال 4 آلاف طفل في محافظة «حجة» فقط على سبيل المثال.
وأكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، أن هذه الجريمة البشعة، يتم فيها غسل عقول الأطفال الأبرياء باستخدام سلاح القوة والترهيب، مشددًا في ختام تصريحه، على أنه حذر مرارًا وتكرارًا في نداءات متكررة للمنظمات الحقوقية العالمية من هذه الممارسات اللاإنسانية للحوثيين.





