يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

المسلمون في اليابان.. مشهد معقد وتبرعات مجهولة المصدر

الجمعة 30/نوفمبر/2018 - 03:21 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

في مجتمع شديد المادية مثل المجتمع الياباني، يعمل كل أفراده لساعات طويلة كالأجهزة وربما أكثر دقة؛ لذا من المؤكد أن تكون الغلبة للفكر المادي المعتمد على حسابات المنطق فقط، ومن الطبيعي أن يكون هناك غياب تام للفكر الروحي لديهم؛ ما يؤثر على حياتهم واستقرارها النفسي على المدى البعيد، ولا يوجد دين يحمل خطابًا للنفس البشرية أكثر من الدين الإسلامي، ولكن يتوقف نجاح انتشار الدين هناك على كيفية وآليات تقديمه إلى المجتمع، خصوصًا في ظل تأثره بالفكر الغربي المؤيد لـ«الإسلاموفوبيا».

المسلمون في اليابان..

عدد المسلمين المقيمين في اليابان

«بنهاية هذا القرن، سيصبح الإسلام أكثر الأديان انتشارًا حول العالم، في الحقيقة، ليس من الطبيعي أن تجد تجمعات إسلامية في محيطنا باليابان، ولكن من المهم بالنسبة لنا، أن نستمع بإنصات شديد لهم؛ كي نستطيع العيش بتناغم مع المجتمعات الإسلامية»([1])، هكذا عبر البروفيسور تانادا Tanada، من كلية العلوم الإنسانية في جامعة واسيدا Waseda University، عن مستقبل الدين الإسلامي في العالم، والسبيل الصحيح للتعامل مع الإسلام والمسلمين في اليابان.


ومن الصعب التعرف على عدد المسلمين الموجودين في اليابان؛ بسبب عدم الاهتمام الحكومي بمعرفة طبيعة العلاقة الروحية الخاصة بالمواطنين، ولكن ما يعرف عنهم أن أعداد المسلمين بها في تزايد، ففي عام 2006، أصدر الباحث هيروشي كوجيما Hiroshi Kojima إحصائية تقول: إن عدد المسلمين في اليابان في عام 1984، وصل إلى 5300 مواطن، وفي عام 1995 وصل إلى 30 ألف نسمة، وفي عام 2003، وصل إلى 56 ألف مواطن، ووفقًا لورقة بحثية صادرة عن المركز الوطني للبحوث الآسيوية National Bureau of Asian Research، فإن عدد المهاجرين المسلمين في عام 2008، تراوح ما بين 70-80 ألف نسمة.([2])


وعلى الرغم من تزايد نسبة عدد المسلمين الموجودين حول العالم بصورة كبيرة، حتى بلغ عددهم ربع سكان الكرة الأرضية تقريبًا، فإن نسبتهم داخل اليابان في عام 2013، لم تتجاوز نسبة 1 % من إجمالي عدد السكان داخل البلاد.([3])

للمزيد: خريطة التنظيمات الإرهابية في شرق ووسط آسيا (1ـ2)


لذا تعد اليابان من الدول ذات التعداد الإسلامي القليل جدًّا، ووفقًا للبيانات الخاصة بالتعداد السكاني الصادرة في عام 2016، يوجد حاليًّا نحو 120 ألف مواطن مسلم، ترجع أصولهم إلى بلاد أجنبية، كما يوجد 10 آلاف مواطن من أصول يابانية يدينون بالدين الإسلامي، يعيشون داخل اليابان، ويتمركز هؤلاء في 3 مناطق رئيسية، منطقة طوكيو الكبرى، ومنطقة شوكيو متروبوليتان Chukyo Metropolitan Area، ومنطقة كينكي Kinki Region، كما تشهد البلاد تزايدًا واضحًا في أماكن وجود المسلمين اليابانيين.([4])


المسلمون في اليابان..

- الزائرون المسلمون في تزايد.. ما السبب؟

ولا تشهد اليابان زيادة في عدد المواطنين المسلمين بداخلها فقط، ولكنها تشهد أيضًا زيادة في عدد المسلمين الزائرين لها، ويرجع ذلك إلى أسباب عدّة، منها السياسة الحكومية التي تشجع على ذلك، مثلًا منذ عام 2013، تسمح اليابان للمواطنين من دول رابطة جنوب شرق آسيا ASEAN، وهي دول ذات أغلبية إسلامية مثل إندونيسيا، وماليزيا، بدخول البلاد دون اشتراط التصريح المسبق «Visa Exemption». ([5])


ونتيجة لهذه السياسة، ووفقًا لمنظمة السياحة الوطنية اليابانية Japan National Tourism Organization، هناك ما يقرب من 271 ألف إندونيسي سافروا إلى اليابان في عام 2016؛ حيث ارتفع العدد من 63 ألف مواطن فقط في عام 2009، وكذلك بالنسبة لأكثر من 394 ألف مواطن ماليزي سافروا إلى اليابان في العام نفسه، بعد أن ارتفع العدد من 89 ألف مواطن في عام 2010.([6])


كما تسعى الحكومة اليابانية إلى الوصول إلى القدرة على جذب 200 ألف زائر، مسلم الديانة إلى اليابان بحلول عام 2020، وذلك تزامنًا مع تنظيم طوكيو لبطولة الألعاب الأوليمبية في العام نفسه.([7])


واتخذت الحكومة والمؤسسات اليابانية في سبيل ذلك خطوات عدة، ومنها قيام الشركات اليابانية بمبادرة لإطلاق جمعية نيبون آسيا حلال Nippon Asia Halal Association، إضافة إلى تأسيس 5 مؤسسات أخرى، تعمل على استخراج شهادة خاصة للشركات، تؤكد بأن الطعام المقدم من خلالهم هو «طعام حلال»؛ وذلك حتى يسهل عليهم تسويقه للجاليات المسلمة داخل اليابان.


وتعقد تلك الشركات معارض دولية؛ لترويج تلك المنتجات في الخارج، مثل معرض «المنتجات الحلال 2014»، والذي أقيم في ماكوهاري ميسيهMakuhari Messe ، في نوفمبر من عام 2014، وهو أول منتدى للمنتجات الحلال داخل اليابان، وقد شهد إقبالًا كبيرًا خصوصًا من الجاليات المسلمة، والشركات الراغبة في التوسع بالأسواق الآسيوية ذات الأغلبية المسلمة مثل إندونيسيا؛ حيث شهد نوفمبر من عام 2017 حضور 7 آلاف شخص لفعّاليات المعرض في طوكيو، وهو ثاني معرض في العام نفسه بعد معرض مايو في مدينة أوساكا Osaka.


كما توفر المؤسسات اليابانية الحكومية والخاصة، مثل المطارات والفنادق والشركات، أماكن خاصة بالصلاة للزائرين المسلمين، وعادة ما تكون تلك الأماكن عبارة عن غرف صغيرة داخل المباني، مع وجود إشارة تجاه القبلة في مكة المكرمة، ويتزايد عدد هذه الغرف بصورة متزايدة داخل اليابان، وذلك تزامنًا مع زيادة عدد الزائرين المسلمين.([8])


ولم يكن الاهتمام الياباني ببناء المساجد وليد اللحظة، ولكنه بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي؛ حيث تزايد عدد المساجد المشيدة على طول الأرخبيل الياباني من أوكيناوا Okinawa وحتى هوكايدوا Hokkaido، وعلى الرغم من وجود أكثر من 90 مسجدًا عبر اليابان، فإن هذا الأمر لا يحظى باهتمام الشعب الياباني؛ بسبب انفتاحه على الثقافات الأخرى فيما يتعلق بالأديان، ومن المتوقع زيادة عدد المساجد الموجودة بالبلاد؛ بسبب الاهتمام المتزايد بالحركات الإسلامية الهادفة إلى التعريف بالدين الإسلامي خلال السنوات الماضية.([9])


ويعتبر مسجد طوكيو كامي Tokyo Camii، أكبر المساجد اليابانية، وقد بنى على الطراز العثماني، ويشبه في تصميمه المسجد الأزرق في اسطنبول؛ حيث يتميز بمئذنة شاهقة، وقبة ذات تصميم رائع، ويقع المسجد في حي هادئ بمنطقة يويوجوي أوإهارا Yoygi Uehara، بالقرب من وسط المدينة، وقد استمد المسجد اسمه من التركية؛ حيث تشير كلمة «كامي» في اللغة التركية إلى «جامع» باللغة العربية.([10])


ويعمل المسجد على نشر الدين الإسلامي من خلال عدة فعّاليات، مثل ما يحدث في رمضان؛ حيث يقدم المسجد 200 وجبة مجانية يومية خلال شهر رمضان، بغض النظر عن ديانة المستفيد منها؛ وذلك بهدف نشر تعاليم الإسلام بين المواطنين اليابانيين.([11])


المسلمون في اليابان..

-  التنظيمات الدينية في اليابان

على الرغم من الجهود السابقة كافة التي تقوم بها الحكومة اليابانية لضمان حرية العبادة للمواطنين والزوار المسلمين، فإنها تظل متأثرة بالدعاية السلبية حول الإسلام «الإسلاموفوبيا»، ويظهر ذلك بوضوح في ممارسات الشرطة اليابانية.


فقد أظهرت تسريبات إعلامية لـ114 ملفًا للشرطة اليابانية، في عام 2010، بأن عناصر الأمن يقومون بالتجسس على أماكن تجمعات المسلمين، سواء في المطاعم الحلال، أو المنظمات الإسلامية في العاصمة طوكيو، والهيئات الخيرية، وتشير الوثائق إلى خضوع 72 % من المسلمين في اليابان للمراقبة بينهم 1600 طفل، وتخشى اليابان من أي أنشطة إرهابية لهؤلاء.([12])


وعلى الرغم من الاعتراض القانوني لمجموعة من المسلمين على تلك المراقبة، فإن المحكمة العليا في اليابان أيدت تصرفات الشرطة؛ بسبب ما وصفته بـ«الحفاظ على الأمن القومي للبلاد»، معتبرةً أن زرع الشرطة كاميرات في المراكز، والهيئات الخيرية الإسلامية، أمر مشروع، وهذا بيان ببعض المراكز الموجودة في اليابان وطبيعة عملها:


1-  جمعية الوقف الإسلامية في اليابان Japan Islamic Truth

أسست في مدينة إكيبوكورو اليابانية، تحت إشراف رجل الأعمال الشيخ عقيل أحمد صديقي، يقيم منذ 45 عامًا في اليابان، والذي يرأس الجمعية حتى اليوم، ويعاونه هارون قرشي، الأمين العام للجمعية.


وتهدف الجمعية إلى الحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي داخل اليابان، من خلال تدريس وتعليم القرآن الكريم؛ حيث تقوم الجمعية بترجمة القرآن صوتًا وكتابةً للغة اليابانية، وكذلك تنظيم مسابقات حفظ كتاب الله، واستقدام مجموعة من الشيوخ من بعض الدول العربية، كما تقوم بشرح السنة النبوية الشريفة، من خلال الدروس العلمية داخل مسجد أوتسكا.


ويعد مسجد أوتسكا في مدينة أوتسكا Otsuka، من أبرز المشروعات التي قامت بها الجمعية؛ حيث بدأت فكرته في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وقد وصلت قيمته النهائية ما يقرب من 69 مليون ين ياباني في ديسمبر 1999، تم تجميع 38.454 مليون ين ياباني تقريبًا من مصادر داخل اليابان، وتم تجميع الجزء الباقي من إحدى الدول العربية.([13])


كما تسعى الجمعية إلى إنشاء مساجد أخرى في مناطق جديدة مثل توتوري، وجمعت لأجل ذلك نحو 11 مليون ين ياباني تقريبًا، من ضمنهم 3.500 مليون ين ياباني من الطلاب المسلمين في جامعة توتوري، وحصلت الجمعية على الباقي من ضمن جهات خارجية، وفتحت من أجل حسابات بنكية للتبرع من خارج اليابان.([14])


ولا تقتصر نشاطات الجمعية على بناء المساجد، ولكنها تذهب لأبعد من ذلك؛ حيث تتضمن جمع التبرعات إلى المواطنين السوريين في مناطق النزاع داخل سوريا، وتحديدًا في شمال مدينة حمص؛ حيث قدمت الجمعية دعمًا غذائيًّا لنحو 700 عائلة سورية في تلك المنطقة خلال عام 2016، كما أطلقت حملة لجمع «البطاطين»، والمواد العينية للمواطنين واللاجئين السوريين، مع فتح مجموعة من الحسابات البنكية لهذا الغرض.([15])


كما تقدم الجمعية دعمًا للمواطنين في أفغانستان وباكستان، وكذلك اللاجئون منهم، إضافة إلى تقديم الدعم إلى الروهينجيا في ميانمار، ويتراوح الدعم ما بين دعم مادي، أو دعم معنوي، ويلعب الطلاب المسلمون في الجامعات اليابانية دورًا مهمًّا في جمع تلك التبرعات، إضافة إلى الحصول على دعم المواطنين في العديد من الدول.


ويتضح أن الجمعية تتفاعل مع القضايا الإسلامية التي تشغل بال المسلمين حول العالم، وهذا يظهر أن هناك جزءًا من العاملين أو القائمين على إدارة الجمعية لا ينتمون إلى اليابان؛ وذلك لأن المواطن الياباني المسلم حديث العهد بالدين الإسلامي؛ ما يجعله غير ملم بكل الأحداث التي تقع في العالم الإسلامي، كما أن تقديم الدعم لمناطق تنتشر بها تنظيمات الإسلام الحركي، يزيد من الشكوك حول الجمعية.


- مركز هيروشيما الثقافي الإسلامي Hiroshima Islamic Culture Center

يعد مركز هيروشيما الثقافي الإسلامي HICC، أول مركز ثقافي إسلامي في محافظة هيروشيما اليابانية؛ حيث أسس في مايو من عام 2016، ويعتبر المركز  نفسه «بذرة عطرية، يتم الاعتناء بها، وسوف تزهر قريبًا؛ ليستفيد المسلمين بها»([16]).

ويعد المركز امتدادًا لجمعية سايجو الإسلامية Saijo Muslim Association، الذي تم تأسيسه منذ 15 عامًا، من قبل مجموعة من الطلاب الذين يدرسون في جامعة هيروشيما، ثم تغير اسمه لاحقًا إلى جمعية هيروشيما الإسلامية Hiroshima Muslim Association، وتم الاعتراف بها من قبل الحكومة اليابانية كجمعية إسلامية في نوفمبر من عام 2011، ثم تم تغيير اسمها إلى مركز هيروشيما الثقافي الإسلامي في 2016.


ويهدف مركز هيروشيما إلى تقديم خدمات دينية وثقافية إلى المسلمين في هيروشيما خصوصًا، واليابان عمومًا، مثل مكتبة ثقافية إسلامية، وقاعات دراسية لأبناء المسلمين، ومطبخ يقدم الطعام الحلال، وقاعة للصلاة تدعى «مسجد السلام»، كما ينظم المركز زيارات للمدارس اليابانية؛ بهدف تغيير صورة الإسلام في عيون الطلاب.


وعلى الرغم من تقديم المركز لدروس عدة دينية، مثل تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم قواعد الفقه والتجويد، فإنه لا يظهر اسم الشيخ المسؤول عن إعطاء تلك الدروس؛ ما يمنع معرفة خلفيته الفكرية والثقافية، ولكنه يكتفي بذكر جملة «يقدمه أحد الإخوة الخبراء في هذا المجال»، ولا يبدو أن للمركز نشاطات خارج حدود اليابان، كما أنه يعتمد على الدعم الذاتي وفقًا لما يعلنه على موقع الإلكتروني.


- جمعية شيزوكا الإسلامية Shizuoka Muslim Association

أسست في عام 2010، من قبل مجموعة من المسلمين الموجودين في مدينة شيزوكا اليابانية؛ وذلك بهدف تيسير الجوانب الإسلامية على المواطنين في تلك المنطقة، مثل إقامة حفلات الإفطار في رمضان، وصلاة الجمعة، وتعليم المسلمين الجوانب الدينية.


وتهدف الجمعية إلى إنشاء مسجد شيزوكا Shizouka Masjid، وتبلغ تكلفة بنائه 6 ملايين دولار أمريكي، ويضم مبنى المسجد متعلقات أخرى عدّة، مثل صالة مؤتمرات، ومطبخ، وقاعة ألعاب للأطفال، ومحلات للمنتجات الحلال، وتسعى الجمعية إلى جعل المسجد ذا صبغة بنائية حديثة ومتوافقًا مع البيئة([17])، كما تقدم الجمعية خدمات عدّة، مثل حفلات الزفاف والمواد الدراسية، وكلها بما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي.


ولا تتوقف نشاطات الجمعية على تنظيم العوامل الدينية فحسب، بل تقوم بنشاطات أخرى، أبرزها تجميع التبرعات وشراء مواد الدعم للشعب السوري، بصورة منتظمة منذ ديسمبر من عام 2014، وذلك داخل منطقة شيزوكا اليابانية.


ولم تقدم الجمعية أي تفسيرات حول حجم الأموال الواردة إليها ومصدرها، والدول الأكثر تبرعًا من خارج اليابان،  وكذلك لم توضح سبل صرفها داخل سوريا، والمناطق المستفيدة من تلك التبرعات، وكيفية إدخالها إلى الدولة السورية.


وتوفر جمعية شيزوكا دروسًا دينية إلكترونية بلغات متعددة، من ضمنها العربية، وذلك تحت عنوان «دليل المسلم الجديد»، ولكن الملاحظ في هذا الدليل الإلكتروني، أنه لا يعتمد على أي كتب فقهية معروفة، ولا يظهر الخلفية الفكرية التي اعتمد عليها، ولكنه يقدم أحكامًا دينية في المطلق.


ولا يظهر الموقع تعدد الآراء المعروف عن الدين الإسلامي، ولكنه يقدم آراء أحادية قاطعة في قضايا فقهية مختلف عليها، مثل قضية التوسل بغير الله؛ حيث يرى الموقع بأن الإسلام جاء لتحرير عقل الإنسان من الخرافة، والخضوع لغير الله تعالى؛ لذا فإن «سؤال غير الله نوع من أنواع الشرك».


وقد يكون ذلك عن عمد، بناءً على الجهة الداعمة لها، أو قد يكون ذلك عن جهل، خصوصًا، وأن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المنتشرة ما بين المسلمين اليابانيين، مثل الصلاة وقت الفراغ وليس في الوقت المفروض للصلاة، إضافة إلى وضع سجادة الصلاة في بعض المناطق غير المخصصة لذلك، مثل دورات المياه.


- مركز رعاية المسلمين اليابانيين Muslim Care Japan[18] 

يعد من المنظمات غير الربحية، التي تسعى إلى نشر الدين الإسلامي في اليابان، بالتعاون مع جمعية رعاية المجتمع الإسلامي في ماليزيا Muslim Care Malaysia Society، وتهدف الجمعية وفقًا لصفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى «نشر الحب والسلام بما يتناغم مع الشعب الياباني».


ويهدف إلى توفير المنازل للمشردين، وتجميع الأموال اللازمة لبناء المساجد، وتوفير الدعم الفقهي والحياتي ضمن مشروع خاص يدعي «ركن التربية»، وتوفير تعاليم الدين الإسلامي باللغة اليابانية، وإنشاء التجمعات الخاصة بالوجبات الحلال، كما تعمل الجمعية على جمع الأموال؛ بهدف دعم المناطق المنكوبة والتي تتعرض لأوضاع صعبة في مختلف دول العالم، ولم توضح الجمعية على صفحتها الرسمية طبيعة تلك المناطق.


ويبدو المركز غامضًا؛ حيث لم يطلق موقعًا إلكترونيًّا، بينما يمارس عمله عبر صفحته على «فيسبوك»، والتي أظهرت صفحات القائمين عليها، وهما شاب وفتاة من ماليزيا، يدرسان في اليابان.


وعلى الرغم من ذلك يمكن التعرف على اتجاهات المركز بسهولة؛ حيث يعبر من خلال منشوراته عن آرائه السياسية، ففي منشور في 14 يوليو الماضي، هاجم المركز الدولة الصينية؛ بسبب ما يحدث مع المسلمات هناك، وفي منشور آخر في 15 مايو الماضي، أعلن تأييده للقضية الفلسطينية ونشر «إنفوجرافيك» يظهر معاناة الشعب الفلسطيني.


وكان المنشور الأكثر إثارة للجدل في 20 نوفمبر الماضي؛ حيث أعلن المركز تأبين «الحاج محمد عبدالوهاب»، أمير تنظيم الدعوة والتبليغ في باكستان، وهو الوسيط الذي اقترحته حركة طالبان الإرهابية في مفاوضاتها للسلام مع الحكومة الباكستانية في عام 2013.[19]


- مؤسسة مسلمي اليابان Japan Muslim Foundation

أسست في سبتمبر من عام 2011، وهي منظمة معترف بها من قبل السلطات في مدينة أوساكا اليابانية Osaka كمنظمة تدعم النشاطات الإسلامية، وتسعى إلى تعزيز الفهم المشترك ما بين الثقافة الإسلامية والثقافة اليابانية داخل المجتمع؛ لإحداث الوحدة ما بين أفراد المجتمع.([20])


وتسعى المنظمة إلى القيام بالأنشطة نفسها التي تقوم بها نظيراتها اليابانية، إضافة إلى الاهتمام بالمواليد المسلمين؛ وذلك لتنشئتهم على الدين الإسلامي، وكذلك مساعدة المسلمين على التأقلم مع الثقافة اليابانية، ومساعدة المواطنين اليابانيين على فهم تعاليم الدين الإسلامي.


للمزيد: خريطة التنظيمات الإرهابية في شرق ووسط آسيا (2 ـ 2)

وتعتمد المنظمة بصورة أساسية على التبرعات القادمة من ماليزيا؛ وذلك لأنها تخاطب الماليزيين الموجودين في اليابان بصورة خاصة، وتأتي التبرعات في هيئة عينية مثل المصاحف المترجمة إلى اليابانية، أو في صورة مادية؛ وذلك للمساهمة في أنشطة عدّة، على رأسها تجديد المسجد في المدينة.


ويلاحظ أن المنظمات الإسلامية العاملة كافة في اليابان، تعتمد على جمع التبرعات والهبات بصورة أساسية، وتنفق تلك التبرعات على عملية توفير الحاضنة الإسلامية في المجتمع الياباني، وكذلك المساهمة في تقديم يد العون لبعض المناطق المضطربة مثل سوريا، ولكن لا تظهر المنظمات كافة آليات عملها بصورة واضحة داخل اليابان، كما أنها لا تظهر سبل نفق الأموال في الدول الأجنبية، ولا مصادر التمويل بصورة واضحة.


وعلى الرغم من اعتماد تلك المراكز والجمعيات على التبرعات الخارجية، فإن المواقع الإلكترونية الخاصة بها ضعيفة، وغير جيدة، ومن الصعب الوصول إليها؛ ما يؤثر على وصولها إلى قطاع كبير من الجمهور في الوطن العربي، ولكن قد يبرر ذلك أنهم يعتمدون على متبرعين محددين في بعض الدول العربية.


 الهوامش

 [1] - Tanada, Ever growing Muslim community in the world and Japan, Available at https://bit.ly/2Rcdqbz.


[2] - Sanjena Sathian, The «Sleeping Muslims» of Japan, Available at https://bit.ly/2DYE7hc.


[3] - The Japanese Teacher of Islam – An Interview with Shimoyama Shigeru of Tokyo Camii, Available at https://bit.ly/2AkSaJE.


[4] - Tanada, Op. Cit, Available at https://bit.ly/2Rcdqbz.


[5] - Peace of Mind for Muslims Dining in Japan, The Government of Japan website, Available at https://bit.ly/2FD5QFH.


[6] - Julian Ryall, Why are so many Muslims suddenly visiting Japan?, Available at https://bit.ly/2P7HZgY.


[7] - Sabrina Kim and Sarah Mercurio, Muslim in Japan 2020 Tokyo Olympics – Hospitality – State Security, Available at https://bit.ly/2r5T8VS.


[8] - Japan Guide, Basics for Muslim Travelers in Japan, Available at https://bit.ly/2KuWxX3.


[9] - Tanada, Op. Cit, Available at https://bit.ly/2Rcdqbz.


[10] - Tokyo Camii: Japan’s Biggest Mosque, Nippon, Available at https://bit.ly/2TKnf2c.


[11] - Free meals help mosque show Islam to japan, Available at https://bit.ly/2SgS78P.


 [12] - Matt Payton, Japan’s court has approved blanket surveillance of the country’s Muslims, Available at https://ind.pn/2y54JaD.


[13] - Foundation of Masjid Otsuka, Available at https://bit.ly/2QpgBQ3.


[14] - Tottori Masijd Update, Available at https://bit.ly/2E0DOSY.


[15] - Syria Support appeal winter goods donations – Extended until 30th Jan, Available at https://bit.ly/2QmgBQH.


[16] - Editors, About HICC, Available at https://bit.ly/2BAk2LE.


[17] - Our Project, Available at https://bit.ly/2QmnNwd.


[18] . https://www.facebook.com/muslimcarejapan/


 19] https://www.facebook.com/OnePathNetwork/videos/vb.771462172882741/565528443891513/?type=2&theater


[20] - About JMF, Available at https://bit.ly/2r8zWXk.

 

 

"