ad a b
ad ad ad

مذبحة في وسط إفريقيا.. دلالات هجوم داعش على مدارس أوغندا وقتل تلاميذها

الخميس 29/يونيو/2023 - 10:46 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
يسعى تنظيم داعش الإرهابي عبر ولاية «وسط إفريقيا»، ترسيخ وجوده داخل القارة، انطلاقًا من الكونغو وموزمبيق وتنزانيا وأوغندا، حيث استغلت التحالفات مع الجماعات المسلحة، والفراغ الأمني الهش الموجود في تلك المنطقة.

مذبحة غرب أوغندا
نفّذ «داعش» مذبحة في غرب أوغندا، الأحد 17 يونيو 2023، حيث تحدثت تقارير عن مقتل أكثر من 40 شخصًا معظمهم تلاميذ في هجوم على مدرسة ببلدة قريبة من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وانتشلت السلطات جثث 41 شخصًا، من بينهم 38 طالبًا، تم حرقهم أو إطلاق النار عليهم أو ضربهم حتى الموت بعد أن هاجم متمردون مدرسة ثانوية، ليلة الجمعة، كما خطفوا ما لا يقل عن 6 أشخاص، وألقت أوغندا باللوم في المذبحة التي وقعت بمدرسة «لوبيريها» الثانوية في بلدة مبوندوي الحدودية، على «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وهي جماعة تشن منذ سنوات هجمات من قواعد في شرق الكونغو المضطرب.

وكانت بداية تنظيم «داعش» الحقيقية في القارة السمراء في وقت «أبو بكر البغدادي»، إذ ركز الأخير على إفريقيا ليعلن قيام ما سماه بـ«ولاية وسط إفريقيا» لتقود عمليات التنظيم في وسط وشرق وجنوبي القارة.

وبالفعل شن «داعش» هجمات في الكونغو وموزمبيق وتنزانيا، وسيطرت عناصره على مدينة ساحلية استراتيجية وقرى، وتسببوا في مقتل مئات المواطنين، ونزوح مئات الآلاف في موزمبيق.

وذكر تقرير لمركز صوفان الاستشاري للشؤون الأمنية أن «تنظيم ولاية وسط إفريقيا في موزمبيق يضم متشددين أجانب، لكن لا توجد مؤشرات واضحة على وجود عناصر عرب جاءوا من معاقل تنظيم داعش في الشرق الأوسط».

وتابع «غالبية عناصر ولاية إفريقيا الوسطى من الأجانب المتحدثين باللغة السواحيلية، والقادمين من جميع أنحاء شرق إفريقيا بما في ذلك كينيا وتنزانيا، وربما أيضًا أوغندا ودولة جزر القمر».

ورغم ترويج وسائل الإعلام الموالية لـ«داعش»، لولاية وسط إفريقيا، باعتبارها تنظيمًا واحدًا، فإنها في الواقع تنقسم إلى جماعتين منفصلتين.

وتنشط القوات الديمقراطية المتحالفة في كل من أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ التسعينيات، ويقود التنظيم في الوقت الحالي سيكا موسى بالوكو.

وفي أوائل 2017 ومنتصف 2018، رصدت السلطات أموالًا حولها المنسق المالي لـ«داعش»، وليد أحمد زين الذي اعتقل في كينيا في يوليو 2018، لصالح القوات الديمقراطية المتحالفة.

وتمتلك القوات الديمقراطية المتحالفة وسائلها وطرقها للحصول على التمويل اللازم لأنشطتها من خلال قطع الأشجار بشكل غير قانوني، واستخراج الذهب والاتجار في العاج، بالإضافة إلى شبكة من سيارات الأجرة والدراجات النارية التي تعمل بين مدن محلية في الكونغو.

الجماعة التي أعلنت ولاءها لـ«داعش» عبر مقطع فيديو في أكتوبر 2017، شنت هجمات وحشية وعنيفة في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري في شرق الكونغو ضد المواطنين وقوات الجيش، أدت إلى مقتل أكثر من 849 مدنيًّا في عام 2020 وحده، وفق تقارير الأمم المتحدة.

وأعلنت جماعة أنصار السنة (تعرف أيضًا بجماعة الشباب) ولاءها لـ«داعش» في أبريل 2018، لكن التنظيم لم يعترف بها كجماعة تابعة له إلا في أغسطس 2019، ويقودها في الوقت الحالي أبو ياسر حسن.

ومنذ أكتوبر 2017، قتلت الجماعة أكثر من 1300 مدني على الأقل، بل إن بعض التقديرات تشير إلى مقتل أكثر من 2300 مدني وعسكري منذ بدء التنظيم الإرهابي تمرده العنيف في البلاد.

وارتكبت «أنصار السنة» عددًا من المجازر، كان أبرزها مجزرة مروعة في نوفمبر2020، تُعد الأكبر من نوعها في البلاد، عندما ذبح عناصرها 50 مدنيًّا في ملعب قرية مواتيد، شمالي موزمبيق.

إنذار إرهابي

قال محمد الشرقاوي، الباحث المتخصص في شؤون جماعات العنف ومناطق الأزمات، إن الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة، ذراع تنظيم داعش الإرهابي، ينذر بسلسلة عمليات أخرى، في إطار خطة التنظيم لإعادة تموضعه في شرق ووسط إفريقيا.

وأكد الباحث في كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الشراسة التي نفذت بها العملية الإرهابية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 41 أوغنديًّا تأتي ضمن موجة إرهابية يشهدها الإقليم بداية من الشهر الجاري.

وأشار الشرقاوي إلى أن تنظيم داعش وجه قبل أيام دعوة للمسلمين في إثيوبيا، مستغلًا حالة الصدام التي وقعت بسبب عمليات لهدم مساجد ضمن مشروعات تطوير عمرانية، مستغلًا الصراعات العرقية والدينية التي تعاني منها أغلب دول إقليم شرق إفريقيا، ففي 23 يناير 2023، نفذت ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة، هجومًا على كنيسة في الكونغو الديمقراطية أسفر عن وفاة 11 شخصًا وإصابة العشرات.

وأوضح أن ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة هي في الأصل جماعة أوغندية تعمل حاليًّا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتتألف من أكثر من 120 جماعة متطرفة، بدأت نشاطها عام 1995 بعد اتفاق بين جماعة التبليغ الأوغندية والجيش الوطني لتحرير أوغندا للقتال ضد الحكومة الأوغندية خلال ذلك الوقت، بعدما تلقت تدريبات ودعم من السودان.

وأفاد أنه مع إعلان تنظيم داعش عن وجوده في وسط إفريقيا في أبريل 2019، انضمت له مجموعات من الميليشيات أطلق عليها "مدينة التوحيد والمجاهدين"، نفذوا هجمات إرهابية عبر مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطي، تحت قيادة سيكا موسى بالوكو.

وتابع الشرقاوي، أن التنظيم يتمدد في شرق الكونغو بشكل كبير، خاصة بعد العملية العسكرية التي نفذها في بوتيمبو، هرب بموجبها ما يقرب من 800 سجين، وذلك في منتصف 2022، ناهيك عن هجمات إرهابية أخرى شهدها النصف الثاني من العام الماضي.
"