بعد اعتقال «إدوارد نجيسونا».. هل ينتهي الصراع الطائفي في أفريقيا الوسطى؟
في خطوة جديدة لإنهاء الصراع
الطائفي في أفريقيا الوسطى، اعتقلت الشرطة الفرنسية باتريس إدوارد نجيسونا، وذلك بناء على توصيات من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب
وضد الإنسانية.
وكانت أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة توقيف بحق نجيسونا في ديسمبر 2017، مؤكدة أنه يشتبه به في شن هجوم مسلح ضد المدنيين المسلمين، وتحديدًا في المنطقة الغربية بالبلاد، كما أنه يواجه عدة تهم متمثلة في تعذيب وقتل وترويع وتشويه المسلمين في أفريقيا الوسطى.
ويعتبر نجيسونا هو قائد لميليشيا أنتي بالاكا (جماعة مسيحية تأسست لاضطهاد جماعة سيليكا والتي يعتبر أغلبيتها مسلمين وذلك بعد حصول الجماعة المسلمة على السلطة في العاصمة بانجي) الموجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى بالفترة ما بين 2013-2014، وهو عضو بِاللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) في عام 2017 ، كما أنه يشغل منصب رئيس اتحاد الكرة في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وفي نوفمبر الماضي، اعتقلت الشرطة في أفريقيا الوسطى ألفريد يكاتوم الشهير
بـ«رامبو» الزعيم السابق للميليشيات المسيحية المسلحة في أفريقيا الوسطى، التي تتكون
من 3 آلاف مقاتل، ويطلق عليها «أنتي بالاكا» ، وتم تسليمه للمحكمة الجنائية
الدولية في مدينة لاهاي الهولندية.
ويزداد الصراع الطائفي في أفريقيا الوسطى، وسط معارك بين المجموعات المسلحة المختلفة ففي نوفمبر الماضي وصل عدد القتلى حوالي 37 شخصًا ، كما تم إشعال النيران في كنيسة ومخيم للاجئين في غرب البلاد .
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة أميرة عبدالحليم الباحثة في الشأن الأفريقي: إنه باعتقال نجيسونا قد يخفف الصراع الطائفي في البلاد ولكن بشروط وهو الجلوس على طاولة حوار تحت رعاية أممية وإقليمية ودولية، وذلك لنزع السلاح من مقاتلي أنتي بالاكا.
وأكدت أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه من المحتمل زيادة وتيرة العنف في البلاد مرة أخرى، ويكون ذلك للرد على اعتقال قائد أنتي بالاكا، وتعود البلاد مرة أخرى إلى بحر الدماء.
وأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي، إلى أن الصراع في البداية كان سياسي على السلطة، ولكن في عام 2009 نشبت معارك بين الأقلية المسلمة المتماثلة في حركة سيليكا والأغلبية المسيحية المتماثلة في أنتي بالاكا، ونتيجة لهذا الصراع تمت الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزي.
وأضافت أن التهميش والاضطهاد الديني، من الأسباب الأساسية في عملية الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وجاء مكانه رئيس حركة سيليكا ميشال دجوكوديا.





