«عسكر جنجوي».. تنظيم طائفي إرهابي في باكستان
السبت 28/يناير/2023 - 01:40 م

محمود البتاكوشي
تعج باكستان بالكثير من التنظيمات الإرهابية، التي تستخدم العنف أداة لإخضاع نظام الدولة وفرض سيطرتها عبر تكوين ميليشيات عسكرية خاصة ذات طابع طائفي، ومن أبرزها تنظيم عسكر جنجوي، الذي تم تصنيفه منظمة إرهابية منذ عام 2013.
ويضم مئات العناصر الإرهابية، من جنسيات مختلفة، ويعمل بشكل رئيسي في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية السابقة، والبنجاب، وبلوشستان، وكراتشي، وكذلك في أفغانستان، ولديه علاقات وثيقة مع كل من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية.
تقوم عقيدة التنظيم على معادة أبناء الطائفة الشيعية بشكل أساسي، وقد أعلن مسؤوليته عن العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت المكون الشيعي في باكستان وخاصة إقليم بلوشستان غرب البلاد، فضلًا عن مقتل آلاف الأبرياء من المواطنين الباكستانيين في هجمات انتحارية منذ منتصف التسعينيات.
يصنف عسكر جنجوي محليًّا ودوليًّا كأحد أذرع تنظيم القاعدة نتيجة التأثر أيديولوجيًّا بأفكار هذا التنظيم، وتعتبر المنطقة الحدودية في السند وبلوشستان معقله الرئيسي.
نشأ التنظيم الإرهابي عام 1996، عندما انشق عناصره عن تنظيم جيش الصحابة تحت إمرة رياض بصره الذي قتل عام 2002م في مواجهات مع القوات الأمنية الباكستانية، وخلفه في الإمارة مالك محمد إسحاق، والذي قتل هو الآخر عام 2015م، برفقة 16 من القيادات بينهم ولديه وغلام رسول شاه المتحدث باسم التنظيم، وكان مالك من أشد الإرهابيين المطلوبين خطورة، إذ تم اتهامه بالتخطيط لـ 40 عملية عنف طائفي.
ولا يزال تنظيم عسكر جنجوي نشط وبقوة في بعض مناطق إقليم بلوشستان مثل كويتا وماستونغ رغم عدم توفر معلومات عن القائد الجديد للتنظيم، وتعزو قيادات البلوش قوة التنظيم إلى الدعم اللوجيستي الداعشي وخاصة انتظام التدريبات في بعض مناطق عواران ومكران.
نفذ التنظيم الإرهابي العديد من العمليات الإرهابية ضد الشيعة في باكستان وأفغانستان، وشهدت البلاد حالة من العنف الطائفي والمذهبي في التسعينيات، وازداد الأمر سوءًا لا سيما بعد أحداث 2011م حيث تبنى التنظيم 3 تفجيرات دموية في مدن كابل، ومزار شريف، وقندهار خلفت نحو 80 قتيلًا و160 مصابًا.
وفي 9 يناير 2013م أسفرت سلسلة هجمات عن مقتل 130 شخصًا وإصابة 260 شخصًا آخرين في حصيلة اعتبرت الأكثر حدة منذ العام 2007م، وقد وقعت اثنتان من هذه الهجمات في إقليم بلوشستان، الواقع في جنوب غرب باكستان. وفي فبراير 2013 قتل 81 مواطنًا في هجوم على سوق، وكان غالبية القتلى في الهجمات من الشيعة الهزارة. وفي 15 يونيو2013، أعلن التنظيم مسؤوليته عن استهداف حافلة لطالبات جامعيات في مدينة كويتا، وأسفر عن مصرع 14 شخصًا.
وفي 30 مايو 2015، لقي 49 شخصًا مصرعهم، في انفجار هائل بمسجد للشيعة في باكستان. وفي 5 أكتوبر 2016م اجتاحت موجة من الذعر مدينة كويتا لتبني التنظيم مسؤوليته عن مقتل 4 نساء شيعيات، وأصدر التنظيم الطائفي بيانًا وصف فيه الهجوم بأنه رد فعل على مقتل السنة في حلب بسوريا، وادعى أن التنظيمات الشيعية الباكستانية متورطة أيضًا في هذه المجزرة بحق السنة، وقام بإرهاب المدنيين بتحميل صور للعديد من المدنيين الشيعة الباكستانيين الذين قتلهم التنظيم في روالبندي وديرا غازي خان وشيكاربور وكويتا وتارجتيد في أجزاء أخرى من البلاد.
وفي 24 يونيو 2017م أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت بكويتا، والتي راح ضحيتها 63 شخصًا، فيما أصيب 200 شخص على الأقل.
وفي يناير 2021م، أعلن تنظيم داعش بالتعاون مع عسكر جنجوي مسؤوليته عن خطف وقتل 11 عامل منجم يعملون في منجم فحم ينتمون إلى قبيلة الهزارة في بلوشستان.
أظهرت سجلات مكافحة الإرهاب أن بعض المنتمين إلى عسكر جنجوي كانوا جزءًا من شبكة داعش العالمية، حيث كان يساعد التنظيم الإرهابي في توسيع عملياته في إقليم بلوشستان، وكان يزود داعش والقاعدة وأنصار الإسلام بالآلاف من المسلحين للقتال في كل من باكستان وأفغانستان.