بعد «القاعدة».. «بلوشستان» وجهة التنظيمات المتطرفة حول العالم
الأربعاء 18/يوليو/2018 - 12:58 م

عبدالرحمن صقر
تستغل التنظيمات المتطرفة، ومنها «القاعدة وداعش»، معاناة الشعب البلوشي (إحدى
كبرى القوميات التي تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم بلوشستان) بسبب
تهميش السلطات الإيرانية والباكستانية والأفغانية لهم، لغرز عقيدتها القتالية
التكفيرية في هذه المنطقة، حتى ظهر في عام 2010 تنظيم يُدعى «جيش العدل» وغيره من
التنظيمات الصغيرة، التي لم تستطع الاستمرار واندمجت مع «القاعدة، جيش العدل
وداعش» موخرًا، وفيما يلي رصد لوجود التنظيمات المتطرفة داخل الإقليم.
يشار إلى أن إقليم «بلوشستان» يعد منطقة تاريخية في شبه القارة
الآسيوية، تضم أجزاء من غرب باكستان وشرق إيران وجنوب غرب أفغانستان، ويلقب
الإقليم بمنطقة «الألغام والتفجيرات الإرهابية».

◄ داعش ووجوده في بلوشستان:
وفي بداية الشهر الحالي (يوليو) 2018، أعلن تنظيم «داعش»
مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي طال تجمعًا انتخابيًّا لحزب «العوامي الوطني»
المناهض لحركة «طالبان-باكستان».
وقع هذا الهجوم بمنطقة «ماكتوى» في بلوشستان الباكستانية؛ وأسفر
عن سقوط 131 قتيلًا وأكثر من 150 مصابًا بجروح، وأدان مرصد الفتاوى التكفيرية،
التابع لدار الإفتاء المصرية، الهجوم الإرهابي في ولاية بلوشستان الباكستانية.
كما أدانت الخارجية الروسية الهجوم، وأعربت -في بيان نقلته قناة
«روسيا اليوم»- عن الأمل في الوصول إلى من يقف وراء هذه الجريمة بسرعة ومعاقبتهم
عقابًا شديدًا، فيما ذكرت وكالة «الأناضول»، أن الهجوم هو الثالث خلال أسبوع، وقد
أودت هذه الهجمات بمجملها بحياة 152 شخصًا على الأقل.
وفي ديسمبر 2016، تبنى «داعش» الهجوم الانتحاري الذي نفذ في
بلوشستان، وكشف مسؤول محلي أن فتى انتحاريًا نفذ الهجوم الذي قُتل فيه 52 شخصًا،
من أتباع طريقة صوفية، وتبناه التنظيم.

◄ القاعدة وجدت منذ بداية الألفية:
بدأت قصة وجود تنظيم «القاعدة» في إقليم بلوشستان، عقب أحداث 11
من سبتمبر 2001، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشنِّ حرب شاملة على
أفغانستان، ركزت فيها على مناطق انتشار «القاعدة» من أجل القضاء على هذا التنظيم،
وبعد أن رأى أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة حينها) حجم الهجوم وقوته أصدر
الأوامر بإخراج العوائل من النساء والأطفال إلى مناطق آمنة في «وزيرستان وبلوشستان».
ويعود اختيار «ابن لادن» لـ «وزيرستان» الباكستانية و«بلوشستان»
الإيرانية، لوجود القبائل السنية هناك، والتي عُرف عنها حماية المستجير؛ وبعد دخول
العوائل إلى بلوشستان الإيرانية واختفائهم بين الأهالي، كشفت الاستخبارات
الأمريكية عن وجود العديد من قيادات «القاعدة» هناك، وأخبرت إيران بذلك، والتي
بدورها شنَّت عمليات مداهمة وتفتيش كبيرة جدًّا في مناطق البلوش، وسيطرت إيران على
قيادات التنظيم منذ ذلك الوقت.
ورأى قيادات «القاعدة» في بلوشستان، وعلى رأسهم «أبومصعب
الزرقاوي»، -بعد أن اشتد الخناق عليهم في بداية الأمر- الخروج إلى إقليم كردستان
العراق، حيث استقبلتهم جماعة «أنصار السنة»، والتي غيرت اسمها فيما بعد إلى «أنصار
الإسلام»، وهي جماعة معروفة في العراق.

◄ مصيدة الصيد لقادة التنظيمات الإرهابية
وفي أغسطس 2015م، أعلن وزير محلي باكستاني أن قوات الأمن قتلت
قائدًا بارزًا في تنظيم «القاعدة»، واعتقلت زوجته، في مداهمة ليلية لمخبئه في ولاية
بلوشستان جنوب غرب البلاد، موضحة أن القيادي القاعدي هو المدعو «عمر لطيف»، حيث
قتل خلال مواجهة مع قوات الأمن المحلية، وأن قوات الأمن نقلت ابنتيه إلى مركز
رعاية، بعد عملية الدهم التي جرت في إقليم شاغي.
وقال الوزير الباكستاني: إن «لطيف» أنشأ شبكة لـ«القاعدة»، وكان
يشرف على «الأنشطة الإرهابية وتقديم تسهيلات السفر والتسهيلات اللوجستية
للإرهابيين في كل من بلوشستان وجنوب البنجاب بالإضافة إلى أفغانستان».
وخلال شهر سبتمبر 2009م، أعلن الجيش الباكستاني -في بيان له-
القبض على مسؤول كبير في «القاعدة»، هو يونس الموريتاني، في منطقة كويتا عاصمة
بلوشستان، بمساعدة الاستخبارات الأمريكية.
وقال الجيش الباكستاني في البيان: إن يونس الموريتاني اسم
مستعار، وكلفه «ابن لادن» شخصيًا بالتخطيط لعمليات إرهابية ضد أهداف اقتصادية مهمة،
في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.
وفي 7 مارس 2003م، نشرت صحيفة «الشرق الأوسط»، «أن الهواتف
والوثائق وديسكات الكومبيوتر التي صادرتها الاستخبارات الأمريكية، بعد إلقاء القبض
على خالد شيخ محمد، القيادي في «القاعدة»، في باكستان، قادت إلى تحديد مكان أسامة
بن لادن- وفق ما ذكرته مصادر غربية وباكستانية».
وأكدت الصحيفة، على لسان مصادر استخباراتية باكستانية: «أنه تم
تحديد مكان وجود (بن لادن) في إقليم بلوشستان الباكستاني الحدودي مع إيران، إثر
المعلومات التي قدمها قيادي «القاعدة» المعتقل خالد شيخ محمد».
كما أكد مسؤولون آخرون- حينها- أن المواد التي ضبطت بحوزة قيادي
«القاعدة» المعتقل أظهرت أن (بن لادن) حي وربما موجود في روالبندي، المدينة التي
ألقي القبض فيها على خالد شيخ، أو في بلوشستان.

جيش العدل
◄تنظيم
«جيش العدل البلوشي»:
في 20 يونيو 2010م، أعدم النظام الإيراني «عبدالمالك ريجي»،
زعيم جماعة «جند الله»، فتعهد رفقاؤه، وعلى رأسهم شقيقه عبدالرؤوف ريجي
وعبدالرحیم ملازاده، على مواصلة العمل المسلح ضد النظام الإيراني، وإعلان «ملازاده»
أميرًا للجماعة، وبعد عدة شهور أعلن «ملازاده وريجي» عن تأسيس ما يسمى بـ«جيش
العدل» عبر توحيد الفصائل والحركات المسلحة التي تخوض حربًا ضد النظام الإيراني.
ويتشكل «جيش العدل» من 3 كتائب تحمل أسماء 3 من عناصر جماعة
«جند الله»، الذين قتلوا في مواجهات عسكرية مع النظام الإيراني، وهم «عبد الملك
ملازاده، ونعمت الله توحيدي، والشيخ ضيائي»، بالإضافة إلى كتيبة أمنية تقوم بمهام
الرصد والاطلاع.
وتقوم قيادات «جيش العدل» بتجنيد وتدريب الصبية فكريًّا
وعسكريًّا في المدن والقرى التي يقطنها البلوش؛ من أجل دعم الفكر المسلح للوصول
إلى أهدافهم.