روسيا تتراجع مجددًا.. موسكو تشحن الغاز لأوروبا عبر بوابة كييف
بعد أن تراجعت القوات الروسية، وانسحبت من العديد من المواقع التي فرضت عليها السيطرة في أوكرانيا، اتخذت موسكو خطوة جديدة إلى الوراء أمام أوروبا وحليفتها الولايات المتحدة، إذ أعلنت شركة «غازبروم» الروسية، أنّها ستشحن الغاز إلى أوروبا عبر بوابة كييف.
وقال ممثل الشركة سيرجي كوبريانوف، إنّ الشركة ستبدأ بتوريد شحنة جديدة من الغاز إلى أوروبا، كما هو متفق عليه مع الجانب الأوكراني عبر محطة سودجا بنحو 42.4 مليون متر مكعب، اعتبارًا من يوم 25 ديسمبر 2022.
وأضاف كوبريانوف في مؤتمر صحفي: «محطة سودجا لا تزال المحطة الوحيدة التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا»، مشيرًا إلى أنّ كييف ترفض استخدام محطة «سوخرانوفكا» بداعي أنّها تخضع لسيطرة قوات لوجانسك التابعة لروسيا.
وأكّد أنّ «غازبروم» تفي بجميع التزاماتها تجاه المستهلكين الأوروبيين، وأنّه يتمّ دفع تكاليف خدمات النقل بالكامل.
تقسيم روسيا
في سياق متصل، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغرب، بالسعي إلى تقسيم ما وصفها بـ«روسيا التاريخية» التي تشمل أوكرانيا، وذلك بعد أكثر من عشرة أشهر من العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا.
وقال «بوتين»، في مقابلة بث التلفزيون الروسي مقاطع منها: إن كل شيء يستند إلى سياسة خصومنا الجيوسياسيين الذين يهدفون إلى تقسيم روسيا التاريخية.
وأوضح الرئيس الروسي أن هدف موسكو مختلف تمامًا وهو توحيد الشعب الروسي، مؤكدًا أنه سيصدر مرسومًا بخصوص ردّ فعل موسكو على فرض الغرب للسقف السعري لنفط بلاده.
وقال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، إن بلاده قد تخفض إنتاج النفط بنسبة تتراوح بين 5% و7% في مطلع 2023 ردًا على الحد الأقصى للسعر الذي تفرضه الدول الغربية على نفطها الخام ومنتجات التكرير، كما قد تُوقف المبيعات إلى البلدان التي تدعمهم.
وذكر نوفاك أن المرسوم، والذي سيقوم الرئيس الروسي بإصداره، سيحظر مبيعات النفط ومنتجاته إلى البلدان التي انضمت إلى قرار فرض الحد الأقصى للسعر والشركات التي تشترط الالتزام به.
وفي أول تصريحات تفصيلية بخصوص الرد الروسي على الحد الأقصى للسعر الذي قرره الغرب بسبب الأزمة، قال نوفاك إن التخفيضات قد تصل إلى نحو 500-700 ألف برميل يوميًّا.
احتياطات الغاز في أوروبا
إلى ذلك، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بعدما أعلنت شركة «غازبروم» الروسية خفضًا محتملًا لإمدادات الغاز عبر أوكرانيا في نوفمبر الماضي.
وأعلن مشغل الغاز في الاتحاد الأوروبي، في السادس من نوفمبر الماضي، أنّ خمس دول بدأت استخدام احتياطاتها من الغاز، بعدما استنفدته في تغطية العجز في إثر العقوبات على روسيا.
وسبق أن توقّعت وكالة الطاقة الدولية حدوث عجز في قطاع الغاز الأوروبي يقدر بـ30 مليار متر مكعب الصيف المقبل، داعية أوروبا إلى التحرك فورًا لتفادي حدوث نقص في الغاز الطبيعي العام المقبل في ضوء فقد الإمدادات الروسية وتوقعات بزيادة الطلب الصيني على الغاز.
يذكر أنّ شركة غازبروم أغلقت خط أنابيب نورد ستريم إلى أجل غير مسمّى بسبب وجود خلل في المحرك العامل الوحيد المتبقي، بعد اكتشاف تسربات نفطية في وحدات الضغط لمحركات الضخ، وفق ما أعلنت شركة «سيمنز» الألمانية.





