ad a b
ad ad ad

بصفقة كبيرة.. موسكو تنعش طالبان اقتصاديًّا رغم العقوبات المفروضة عليهما

الجمعة 07/أكتوبر/2022 - 09:33 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
محاولات لإنعاش حركة طالبان الأفغانية اقتصاديًّا وإخراجها من المأزق الداخلي عبر الاتفاق على استيراد النفط من روسيا، بإنهاء صفقة تبادلية معها، حيث يُعَدّ هذا الاتفاق أول اتفاق اقتصادي تعقده حكومة طالبان منذ عودتها للسلطة، إذ يمهد لزيادة في التعاون الاقتصادي بين الجانبين رغم عدم اعتراف أيّ دولة بحكم طالبان، بما فيها موسكو، حتى الآن.

تعاون روسي

يتجه النفط الروسي إلى أفغانستان قريبًا بعد اتفاقية عقدتها حكومة طالبان الأفغانية مع موسكو، تهدف إلى استيراد النفط والغاز والقمح وسلع أخرى، حيث أعلن القائم بأعمال وزير التجارة والصناعة في حكومة طالبان الأفغانية الحاج نور الدين عزيزي، توقيع اتفاق مؤقت مع روسيا، لتزويد بلاده بالنفط والغاز والبنزين والديزل والقمح، وفق تصريحاته لوكالة رويترز.

ويُعَد اتفاق تصدير النفط الروسي إلى أفغانستان أول اتفاق اقتصادي دولي تعقده حكومة طالبان منذ عودتها إلى السلطة في الدولة الآسيوية قبل أكثر من عام، وهو الاتفاق الذي قد يدعم تخفيف العزلة العالمية المفروضة عليها، خاصة عن النظام المصرفي العالمي.

ويأتي الاتفاق بين الحكومتين الروسية والأفغانية، على الرغم من عدم اعتراف موسكو حتى الآن بحكومة طالبان، ولكنها لا تتخذ منها موقفًا متشددًا، إذ سبق أن استضافت قادة الحركة قبل سقوط العاصمة، كما أنها لم تغلق سفارتها في كابول حتى الآن.

وأوضح القائم بأعمال وزير التجارة والصناعة الأفغاني الحاج نور الدين عزيزي، أن الصفقة تشمل استيراد النفط الروسي، بجانب ما يصل إلى مليون طن من البنزين، ومليون طن من الديزل، و500 ألف طن من الغاز المسال، بالإضافة إلى مليوني طن من القمح سنويًا، منوهًا إلى أن الاتفاق بين حكومة طالبان وموسكو لاستيراد النفط الروسي والمشتقات والقمح سيستمر لمدة تجريبية غير محددة، وبعد ذلك من المتوقع أن يوقّع الجانبان اتفاقًا طويل الأجل، إذا كانت النتائج مرضية لكل منهما.

ورفض عزيزي تقديم أي معلومات بشأن أسعار النفط الروسي المتفق عليها أو طرق دفع أسعار الشحنات، لكنه أوضح أن موسكو وافقت على تقديم خصم كبير يقل عن السعر في الأسواق العالمية، خاصة بالنسبة إلى السلع التي ستتسلمها أفغانستان عن طريق البر والسكك الحديدية.

وبجانب صفقة النفط الروسي إلى أفغانستان، سبق أن تلقت حكومة طالبان بعض شحنات النفط من كل من إيران وتركمانستان، كما أنها لديها بعض العلاقات التجارية مع باكستان، ولكن لم توقع اتفاقًا دوليًّا كبيرًا حتى الآن مع أي من هذه الدول، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أغسطس 2022، اتفق الجانبان الروسي والافغاني على عدد من الأمور، حيث اقتربت الحركة من إتمام اتفاق مع روسيا يتضمن استيراد البنزين والغاز وسلعًا أخرى من موسكو، وذلك في الذكرى الأولى لسيطرة الحركة على السلطة، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة والصناعة في حكومة طالبان، حبيبو رحمان حبيب، إن وفدًا رسميًّا زار روسيا، ووضع اللمسات النهائية على اتفاقات لاستيراد القمح والنفط والغاز.

ولفت المتحدث باسم وزارة التجارة والصناعة بحكومة طالبان في أفغانستان، آنذاك إلى أن هناك مفاوضات جارية مع روسيا للتوصل إلى اتفاق يُمَكّن بلاده من استيراد البنزين ومشتقات النفط الأخرى، موضحًا أن جميع التفاصيل المتعلقة بصفقة استيراد البنزين والسلع الأخرى، ستُعلَن فور توقيع الاتفاق رسميًّا.

وتواجه كل من حكومة طالبان في أفغانستان وروسيا عقوبات اقتصادية غربية، وحُظرت بنوكهما من التعامل مع نظرائها في الخارج، حيث لم يعترف الغرب بحكومة طالبان في أفغانستان حتى الآن، رغم سيطرتها على الحكم قبل أكثر من عام، بعد الإطاحة برئيس الوزراء أشرف غني في أغسطس 2021.

وفي الوقت الذي جُمّدت فيه أصول البنك المركزي الأفغاني، تعوق العقوبات الاقتصادية المفروضة على حكومة طالبان عمل المصارف في البلاد، ورغم ذلك، تتعاون بعض الدول مع كابول، وتمكّنها من الوصول إلى الأسواق العالمية، حيث تستورد باكستان آلاف الأطنان من الفحم الأفغاني يوميًا، بهدف مواجهة أزمة الطاقة التي تتفاقم لديها، والتي تسببت في معاناة قطاع الكهرباء الباكستاني.

"