ad a b
ad ad ad

تركيا تتبنى خطة جديدة للتدخل في الشأن الليبي

الإثنين 22/أغسطس/2022 - 06:21 م
كنعان يلماز السفير
كنعان يلماز السفير التركي في طرابلس
محمود البتاكوشي
طباعة
غيرت تركيا من تكتيكاتها للتدخل في الشأن الليبي ومحاولة إيجاد دور فعال في ليبيا الجديدة، إذ تعمل حاليًا على القيام بالوساطة بين الشرق والغرب في البلد العربي الذى انهكته الحرب لتقريب وجهات النظر.

ويضمن هذا الأمر حضور تركيا الكامل في الأراضي الليبية، بحسب سفيرها في طرابلس كنعان يلماز، الذى أكد أن بلاده باتت تتعامل مع ليبيا باعتبارها وحدة واحدة شرقًا وغربًا، وتسعى لتحقيق الاستقرار هناك، من خلال دعم حوار شامل يتضمن الأطراف الليبية كافة للتوصل إلى صيغة توافقية، فضلًا عن دفع المباحثات القائمة بين مجلسي النواب والدولة للتوصل لقاعدة دستورية.

تصاعد وتيرة الانخراط التركي 

وتؤكد زيارة رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبدالله اللافي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري إلى تركيا مطلع أغسطس 2022، تصاعد وتيرة الانخراط التركي في الملف الليبي، إذ شهدت عقد اجتماعات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، للتأكيد على ضرورة الإسراع في إنجاز الانتخابات البرلمانية والرئاسية، عبر التوصل إلى توافقات بشأن حكومة واحدة، مع ضرورة استبعاد الحل العسكري، بيد أن «صالح» أكد ضرورة تسليم السلطة لرئيس حكومة الاستقرار، فتحي باشاغا، لضمان إجراء الانتخابات.

يشار إلى أن مدينة إسطنبول التركية، استضافت في 21 يوليو الماضي، اجتماعًا بشأن تطورات الملف الليبي، حضره ممثلون عن مصر والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب المستشارة الأممية السابقة، ستيفاني ويليامز، حيث تم بحث ترتيبات المرحلة المقبلة في الملف الليبي، كما أسس البرلمان التركي مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الليبية، برئاسة أحمد يلماز، في أبريل 2021، في إطار مساعي أنقرة لتعزيز حضورها في ليبيا.

لعب دور الوساطة 

تسعى أنقرة في المرحلة الراهنة إلى لعب دور الوساطة بين عقيلة صالح وخالد المشري، لتحقيق اختراق بشأن المسار الدستوري والسياسي في البلد، وهو ما يفسر زيارة الأخير لتركيا بالتزامن مع وجود «صالح» هناك، لعقد اجتماع مشترك بوساطة تركية.

وعلى الرغم من عدم الإعلان بشكل رسمي عن إجراء هذا اللقاء أو مخرجاته، بيد أن ثمة تقديرات ألمحت إلى أن اللقاء تم بالفعل، وأن هناك مساعي تركية مكثفة لإنجاز التوافق بين الطرفين، وإن كانت التكهنات تشير إلى إمكانية تشكيل حكومة جديدة بديلة عن الحكومتين المتنافستين حاليًا، وأن هناك مشاورات قائمة في الوقت الراهن بين مجلسي النواب والدولة بشأن هذا الملف.

ويتمثل أحد التوافقات المحتملة في تشكيل مجلس رئاسي جديد، برئاسة عقيلة صالح، مع تولي نائب رئيس المجلس الرئاسي الحالي، عبدالله اللافي، رئاسة حكومة مصغرة تتولى التحضير للانتخابات المقبلة، فيما لا يزال الحديث عن إمكانية إعادة تدوير حكومة فتحي باشاغا قائمًا، من خلال إدخال بعض التعديلات عليها بحيث تضمن دعم أكبر قدر ممكن من الأطراف.

احتمالات قائمة

وتبقى احتمالات نجاح تركيا في إحداث بعض التقدم في التوافق بين مجلسي النواب والدولة الليبيين قائمة، لاسيما في ظل المتغيرات الراهنة التي باتت تهدد استمرارية المجلسين خلال الفترة المقبلة، ناهيك عن القلق المتنامي من احتمالية انفجار الوضع الأمني في غرب ليبيا.

زيارة قيادات المؤسسات السياسية الليبية إلى تركيا تفتح المجال لتعزيز حضورها في شرق ليبيا، وإعادة إحياء مشروعاتها الاقتصادية هناك، خاصة أن بعض التقديرات أشارت إلى أن تلك الزيارة أفضت إلى التوافق بشأن اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين، والتي كانت تركيا وقعتها في 2019 مع حكومة الوفاق، وتسعى أنقرة لإقناع مجلس النواب للتصديق على الاتفاقية، بما يعزز من دورها في ملف غاز شرق المتوسط.

مزيد من التحركات التركية 

ومن المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التحركات التركية نحو شرق ليبيا، سواء عن طريق فتح القنصلية في بنغازي، أو استئناف المجالين الجوي والبحري بين أنقرة وبنغازي، وبحث عودة مشروعاتها الاقتصادية في شرق البلاد، وهو ما قد يدعمه الإعلان عن اتجاه وفد من البرلمان التركي لزيارة طبرق برفقة عدد من رجال الأعمال قريبًا.

فضلًا عن التحركات التركية في طرابلس التي تستهدف تخفيف حدة التوترات بين المجموعات المسلحة المتصارعة والموالية للحكومتين المتنافستين، حيث كانت هذه المجموعات على وشك إشعال حرب أهلية جديدة، قبل أن يتم الإعلان بشكل مفاجئ عن اتفاق بين قادة هذه المجموعات، في 27 يوليو 2022، على خفض التصعيد، الأمر الذي ربطه البعض بالتدخل التركي.

الكلمات المفتاحية

"