أبرزها الدبيبة والمرتزقة.. أسباب زيارة وفد أمني تركي لغرب ليبيا
السبت 29/يناير/2022 - 04:29 م
محمود البتاكوشي
تسعى تركيا بشتى السبل، لتعزيز وجودها وتغلغلها، داخل ليبيا، عبر توسيع شبكة علاقتها بجميع الأطراف الداخلية، بما في ذلك مكونات شرق ليبيا، مع العمل على استمرارية نفوذها في غرب ليبيا، وظهر ذلك جليًا في الزيارة السرية، التي قام بها وفد أمنى تركي، مؤخرًا إلى غرب ليبيا، تضمنت العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، ما يؤكد أن أنقرة لم تعد مقتصرة على منطقة غرب ليبيا فقط، بل توسعت نحو الشرق أيضًا، وهو الأمر الذي بدأت مؤشراته مع الزيارة التي قام بها وفد من البرلمان الليبي إلى أنقرة منتصف ديسمبر 2021.
وفتحت
تلك الزيارة الباب أمام عودة الشركات التركية إلى إقليم الشرق، خاصةً مع
الحديث عن مناقشات تتعلق بعودة شركة الخطوط الجوية التركية إلى ليبيا،
فضلًا عن إعادة فتح القنصلية التركية في بنغازي.
وحرص
الوفد الأمني التركي على لقاء، محمد الحديد، رئيس أركان القوات التابعة
لحكومة الوحدة الوطنية، وصلاح النمروش، آمر المنطقة العسكرية الغربية، وذلك
لتأكيد نفوذها هناك، واستيعاب أي تحركات ليبية للإطاحة برئيس الوزراء
عبدالحميد الدبيبة، فقد عقد لقاء غير معلن بين عقيلة صالح، رئيس البرلمان
الليبي، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة، في مملكة المغرب، وهو اللقاء الذي
انضم إليه في وقت لاحق بلقاسم حفتر، نجل خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني
الليبي السابق.
وأشارت
تقارير إلى أن هدف هذا الاجتماع الثلاثي استهدف بالأساس التخطيط لإزاحة
الدبيبة من رئاسة الحكومة، ما أثار قلق تركيا التي تسعى لضمان استمرار
حليفها.
كما
عكست زيارة الوفد الأمني التركي إلى ليبيا، قلق أنقرة من التحركات الأخيرة
التي أفرزت بوادر تحالفات داخلية جديدة، لعل أبرزها التوافقات الأخيرة بين
المشير خليفة حفتر ووزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، وهو ما قد يفسر
اجتماع الوفد التركي بباشاغا في مصراته.
ولعل
أبرز نتائج تلك الزيارة، تمثلت في خروج 300 من المرتزقة الأجانب، من شرق
ليبيا إلى خارج البلاد، بناء على التوافقات الأخيرة مع الأمم المتحدة،
والالتزام بمبدأ المعاملة بالمثل، إذ توجهت طائرة شحن عسكرية تركية من
قاعدة مطرد بأنقرة نحو مدينة مصراتة، لنقل المرتزقة الأجانب.
كما
حرص الوفد الأمني التركي، على التنسيق مع حلفاء أنقرة في غرب ليبيا بشأن
الترتيبات الأمنية هناك في ظل المعطيات الجديدة، ولاسيما بعد وجود تحركات
لخلايا نائمة تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة، وهو ما يفسر
الاجتماع الثلاثي الذي عقده الوفد التركي مع مسؤولين من غرب ليبيا،
بالإضافة إلى وفد أمني إيطالي، لتعزيز التنسيق الأمني واللوجستي، فضلًا عن
محاولة السيطرة على نشاط الميليشيات المسلحة في طرابلس بعدما شهدت الأسابيع
الأخيرة وصول وحدات عسكرية إلى العاصمة طرابلس قادمة من مصراتة، لضبط
تحركات بعض الميليشيات في العاصمة.
وهو
ما أثار قلق أنقرة بشأن احتمالات حدوث مواجهات مسلحة بين الميليشيات
المختلفة في غرب ليبيا، ما يهدد مصالحها خاصة بعدما عمد المجلس الرئاسي
الليبي إلى إقالة آمر منطقة طرابلس العسكرية، اللواء عبدالباسط مروان،
وتعيين اللواء عبدالقادر منصور سعد خليفة بدلًا منه، فضلًا عن قيام المجلس
الرئاسي بحشد ميليشيات من عدة مدن بغرب ليبيا إلى العاصمة طربلس.
وشهدت
زيارة الوفد الأمني التركي، إلى غرب ليبيا، بحث ملف توحيد المؤسسة
العسكرية في ليبيا، باعتباره محددًا رئيسيًّا في ضمان إنجاز عملية
الانتخابات، فضلًا عن إعادة هيكلة الطيران المدني الليبي، إذ أعلنت المديرية
العامة للطيران المدني في تركيا، أنها ستشرع خلال الفترة المقبلة في إعادة
هيكلة مصلحة الطيران المدني الليبية، فضلًا عن التوسع في التدريبات التي
سبق أن قدمتها أنقرة لموظفي المصلحة، والمتعلقة بالمطارات وأمن الطيران
ومراقبة المنحدرات، مع التركيز خلال هذا العام على التقنيات، خاصة الأمن،
وذلك بناء على مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها في اسطنبول في نوفمبر 2021،
والتي تنطوي على التعاون في مجالات البنية التحتية التقنية وتعزيز التدريب،
فضلًا عن تنفيذ خطط تطوير الطيران المدني في ليبيا، ما يعكس تنامي
الانخراط التركي في مجالات البنية التحتية الليبية، بما في ذلك المتعلقة
بالطيران المدني، الأمر الذي يعزز حرص تركيا على تعزيز دورها الاقتصادي في
ليبيا، خاصة في حالة خروج قواتها والمرتزقة السوريين الموالين لها
مستقبلًا من هناك.





