أزمة بين طهران وأثينا بسبب العقوبات.. إيران في مأزق جديد
الجمعة 03/يونيو/2022 - 05:29 م
إسلام محمد
ألقت أزمة العقوبات الأمريكية على إيران بظلالها على علاقات إيران بدولة اليونان خلال الفترة الأخيرة، حيث وقعت أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين على خلفية التزام أثينا بالعقوبات المفروضة على طهران وقيامها بمصادرة ناقلة كانت تنقل النفط بشكل غير شرعي مخالف للعقوبات المفروضة على إيران، وقررت اليونان تسليم هذه السفينة المصادرة للولايات المتحدة الأمريكية التزامًا منها بالعقوبات.
والسبب الذي يدفع دولة مثل اليونان للإقدام على مثل هذا التصرف هو أن العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران في عام 2018 كانت تعاقب ليس إيران فحسب، وإنما أي دولة في العالم تتعامل معها.
فالعقوبات أساسًا كانت موجهة إلى الأطراف الثلاثة التي تتعاون أو تتعامل أو تتواطأ مع إيران، ولذلك امتنعت دول العالم عن التعامل مع الكيانات والشركات والجهات الإيرانية خوفًا من أن تشملها قائمة العقوبات الأمريكية هي نفسها بسبب تجاوزها لما نصت عليه العقوبات.
وقد صادرت اليونان سفينة محملة بالنفط الإيراني أثناء مرورها بالقرب من السواحل اليونانية في أبريل الماضي
كانت ترفع علم روسيا للاشتباه في كونها تخرق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن تم اكتشاف أنها تنقل نفطًا إيرانيًّا، ولذلك تم التواصل مع الجانب الأمريكي الذي صادر الحمولة التي بلغ حجمها 700 ألف برميل.
وهددت إيران باتخاذ إجراءات عقابية ضد اليونان، واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال سفارة اليونان لإبلاغه احتجاجها على استيلاء أثينا على الناقلة.
تلا ذلك احتجاز قوات إيرانية ناقلتي نفط ترفعان العلم اليوناني في مياه الخليج العربي.
واتهمت أثينا طهران بـ«القرصنة» بعد أن قامت طائرات هليكوبتر إيرانية بإنزال قوات عسكرية على متن السفينتين قبل اقتيادهما إلى المياه الإيرانية.
وقال بيان صادر عن قوات الحرس الثوري إن احتجاز الناقلتين يوم الجمعة جاء بسبب «انتهاك أصول الملاحة».
وأوضحت الحكومة اليونانية أن إحدى السفينتين كانت تبحر في المياه الدولية وقت الاستيلاء عليها، والأخرى كانت تبحر بالقرب من السواحل الإيرانية.
وأكدت وزارة الخارجية اليونانية أن تسعة من مواطنيها من بين طاقم السفينتين، دون أن تعلن المزيد من التفاصيل عن عدد البحارة الإجمالي الذين كانوا على متنهما.
وحثت أثينا المواطنين اليونانيين على تجنب السفر إلى إيران، وقالت إنها أبلغت الاتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية بما وقع.
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية خطيب زاده أن علاقات إيران مع اليونان لا ينبغي أن تتأثر من خلال حسابات قصيرة النظر جدًا، بما في ذلك القرصنة بأمر من طرف ثالث، مضيفًا أن أطقم الناقلتين بخير وبصحة جيدة.





