صفعة جديدة لـ«الملالي».. الاتحاد الأوروبي يُمَدِّد العقوبات على إيران

على الرغم من محاولات إيران اللجوء للاتحاد الأوروبي لمواجهة الإجراءات، التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية ضد طهران، سواء فرض العقوبات الاقتصادية أو تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، فإن الاتحاد وجه صفعة جديدة لنظام الملالي؛ وذلك بتمديد العقوبات التي فرضها بحق ثمانين كيانًا وشخصية إيرانية لسنة إضافية.

انتهاكات خطيرة
وتضمن بيان الاتحاد الأوروبي بشأن تمديد العقوبات أن القرار جاء على أثر انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إيران؛ حيث تضمنت هذه العقوبات منع السفر، وتجميد ممتلكات ومنع تصدير معدات أوروبية قد تستخدم في قمع داخلي، وفرضت هذه العقوبات لأول مرة في 2011 وتجدد سنويًّا وهي عقوبات مختلفة عن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران حتى عام 2016 بسبب أنشطتها النووية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن «المجلس مدد الإجراءات التقييدية التي اتخذها على أثر انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إيران»، مُشيرًا إلى أن هذه الإجراءات مُنفصلة عن العقوبات الاقتصادية والفردية القاسية، التي فرضت على إيران بسبب نشاطاتها النووية ورفعت في يناير 2016 بعد إبرام الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى حول تفكيك البرنامج النووي.
وأوضح البيان أن «الإجراءات التقييدية تقضي بمنع السفر، وتجميد موجودات 82 شخصية وكيانًا، ومنع دول الاتحاد الأوروبي من تصدير معدات يمكن أن تستخدم في قمع داخلي ومعدات لمراقبة الاتصالات»، لافتًا إلى أن هذه العقوبات تطال عسكريين رفيعي المستوى وقضاة ومدعين ومسؤولين في الشرطة أو في الاستخبارات وقادة قوات مسلحة ومدراء سجون، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات قد فرضت بعد قمع مظاهرات نظمتها المعارضة ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في 2009، وأسفرت هذه الاحتجاجات عن سقوط عشرات القتلى وتوقيف الآلاف.
للمزيد..بعد الردع الأمريكي.. خطة واشنطن لانتزاع التعاطف الأوروبي مع إيران

مأزق جديد
الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بناية، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن تمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات على إيران في الوقت الحالي تحديدًا يأتي بمثابة مأزق جديد للنظام الإيراني الذي يعاني من تداعيات العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا، إضافة إلى التوترات التي تشهدها السياسة الخارجية الإيرانية.
وأشار «بناية» إلى أن إيران كانت تسعى خلال الفترة الماضية إلى توطيد علاقتها بالاتحاد الأوروبي لمواجهة الإجراءات الأمريكية، وكانت تعول على ذلك بشكل كبير، إلا أنها فوجئت بإجراءات متعاقبة من الجانب الأوروبي، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في الحشد الدولي ضد إيران.
وأوضح الباحث في الشأن الإيراني، أن مثل هذا الإجراء من الجانب الأوروبي سيسهم في تقوية الموقف الأمريكي تجاه إيران أمام المجتمع الدولي، ويبرر كل الإجراءات التي اتخذتها واشنطن تجاه طهران خلال الفترة الماضية، خاصة وأن هذه العقوبات مرتبطة بانتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان.
أشار «بناية» إلى أن هذه العقوبات التي مددها الاتحاد الأوروبي بدأت منذ عام 2011 بعد تورط كيانات إيرانية في قمع وتعذيب المعتقلين؛ مشيرًا إلى أن تمديد هذه العقوبات يعني أن الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني مازالت قائمة، وهو ما يضعف موقف النظام الإيراني في مواجهة أي إجراءات تتخذ ضده.