بعد العقوبات الأمريكية.. «نظام الملالي» يواجه المأزق الأوروبي

يواجه النظام الإيراني مأزقًا جديدًا، بعد الإعلان عن اتجاه الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليه، بسبب ممارساته تجاه النشطاء الأحوازيين في أوروبا، وهو الأمر الذي يزيد الخناق على إيران خاصة في ظل المعاناة التي يعيشها الإيرانيون بسبب العقوبات الأمريكية.

ويأتي ذلك في ظل تغير الموقف الأوروبي تجاه إيران مؤخرًا، بعدما أعلنت الدنمارك، استدعاء سفيرها في طهران، إثر افتضاح مخطط إيراني لتصفية أفراد في كوبنهاجن، وتوعد وزير الخارجية الدنماركي أندريس سامويلسون، بنقل هذا الأمر إلى الاتحاد الأوروبي كي يناقش بشكل جماعي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية، أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وافقوا اليوم الاثنين، على بحث فرض عقوبات اقتصادية على مواطنين إيرانيين بسبب مؤامرات اغتيال في الدنمارك وفرنسا، ولم يتم حتى الآن بحث أسماء محددة، لكن كان هناك توافقٌ عام بين الوزراء خلال اجتماعهم في بروكسل على بدء العمل الفني بشأن وضع قائمة بأفراد محتملين.
للمزيد.. «التراجع الأوروبي» يعمق جراح إيران بعد عقوبات «ترامب»

قلق أوروبي
ويرى مراقبون أن التحركات الأوروبية تنم عن تغير في الموقف من إيران، بسبب الممارسات الإيرانية، مشيرين إلى أن دولًا أوروبية أخرى ينتابها القلق أيضًا من السلوك الإيراني، ففي الصيف الماضي، تم إحباط مخطط لاستهداف ملتقى للمعارضة الإيرانية في باريس.
وأشاروا إلى أن الانتهاكات المتواصلة لإيران في قلب دول أوروبية، تثير تساؤلات عدة حول مستقبل العلاقات بين طهران والاتحاد الأوروبي، لاسيما وأن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في مايو الماضي، أربك التقارب الغربي مع طهران الهادف إلى تحقيق أكبر مكسب اقتصادي ممكن منها.
للمزيد.. إيران وأوروبا.. تقارب وتنافر تحكمه المنافع المتبادلة

تطور خطير
الباحث في الشأن الإيراني، هشام البقلي، يري أن فرض عقوبات علي شخصيات إيرانية هو تطور وتحرك أوروبي له دلالات، خاصة وأنه جاء في التوقيت الذي تسعي فيه إيران بقوة نحو فرض دبلوماسيتها على الاتحاد الأوروبي، كما تأتي تلك العقوبات لتزيد الموقف لدى النظام الإيراني تعقيدا خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها النظام.
«البقلي» اعتبر أيضًا أن هناك مؤشرات مهمة حول فرض تلك العقوبات، أولها أن السبب في هذه العقوبات هو محاولات الاغتيال، وهذا يثبت على الطرف الإيراني تورطه في عمليات إرهابية ودعمه للإرهاب، ويؤكد صحة الموقف العربي ضد طهران، ويشير أيضًا إلى أن السياسات العربية كانت لها نظرة ثاقبة في التعامل مع الملف الإيراني.