ad a b
ad ad ad

تسريب يحرج واشنطن.. هكذا اغتال الحرس الثوري مفاوضات النووي

الخميس 05/مايو/2022 - 03:01 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
 تشهد الأيام الماضية محاولات إنقاذ لمفاوضات الاتفاق النووي التي باتت مهددة بشكل كبير، حيث نقلت تقارير أجنبية عن مصادر أمريكية أن مسؤولين أوروبيين يستعدون للقيام بخطوة جديدة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وعرضوا إرسال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إلى طهران في محاولة لكسر الجمود في المحادثات، مشيرة إلى أن إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات، أبلغ نظراءه الإيرانيين أنه مستعد للعودة إلى طهران لفتح طريق للخروج من المأزق الحالي، وأضافوا أن إيران لم تستجب حتى الآن للدعوة.
تسريب يحرج واشنطن..
تطورات ومستجدات

وتأتي هذه التطورات مع اتجاه واشنطن للتراجع عن نيتها في رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، وهو الشرط الذي تعتبره إيران عقبة في إتمام محادثات الاتفاق النووي، التي بدأت في فيينا في أبريل 2021، إلى الاتفاق على خطوات يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وإيران للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 الموقع في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والذي رفع معظم العقوبات الدولية عن إيران مقابل قيود مؤقتة على أنشطتها النووية، وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 وأعاد فرض حزمات من العقوبات.

تأجيل الشرط الإيراني

بعد وقف المحادثات في فيينا، التي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، منذ 11 مارس الماضي، في مرحلة كانت شبه حاسمة حسب تصريحات مسئولين أمريكيين وغربيين، زار انريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي طهران في أواخر مارس الماضي، لمحاولة حل المشكلة المتعلقة بتصنيف الحرس الثوري، إلا أن مساعيه لم تفلح لتجاوز هذه العقبة، ومن المقرر أن يجاول مورا مجددًا إقناع إيران بالتوقيع على النص النهائي للاتفاقية دون إزالة التصنيف، وترك هذه المسألة إلى مفاوضات مستقبلية.

ويشير دبلوماسيون غربيون إلى أنهم  يريدون إلقاء الكرة في ملعب إيران مرة أخرى، موضحين أن المحادثات يمكن أن تنهار ما لم تقدم إيران طريقة للخروج من الأزمة وسط تلميحات إلى أنه إذا عادت إيران بطلب تنازل أمريكي في قضية أخرى، فإن واشنطن ستنظر في ذلك، وذلك بعدما رفضت طهران عرضًا أمريكيًّا يقضي بإمكانية رفع تصنيف الحرس الثوري الإيراني كإرهاب أجنبي إذا وافقت طهران على عدم مهاجمة الأمريكيين في المنطقة أو السعي لاغتيال مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.

وتوجه الولايات المتحدة الأمريكية للحرس الثوري الإيراني المسؤولية عن قتل مئات الأمريكيين، والعمل على برامج إيران الباليستية والنووية، والتورط في انتهاكات حقوق الإنسان. وقيام فيلق القدس التابع له بنقل الأسلحة وتقديم الدعم للميليشيات الموالية لإيران في جميع أنحاء المنطقة، في ظل تأكيدات من مسؤولين أمريكيين أنه حتى إذا تم رفع الحرس الثوري من قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، فإن الحرس الثوري الإيراني سيواجه العديد من العقوبات الأمريكية الأخرى.
تسريب يحرج واشنطن..
إحراج واشنطن

باتت مسألة رفع الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية شبه مستحيلة، وذلك بعد تسريبات إسرائيلية تضع واشنطن في موقف محرج، والتي تؤكد استمرار الحرس الثوري في تنفيذ عمليات إرهابية، حيث تضمنت التسريبات تحقيقات إسرائيلية على الأراضي الإيرانية مع أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني، منصور رسولي، واعترف فيها على شريط مصور بخطة لاغتيال دبلوماسي إسرائيلي وجنرال أمريكي وصحفي فرنسي، كانت حاسمة في إقناع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالتراجع عن نيته سحب الحرس من قائمة المنظمات الإرهابية.

ويأتي التسريب بمثابة ورقة ضغط إسرائيلية ومبرر قوي لإقناع أعضاء الكونجرس الأمريكي وبعض المترددين في الإدارة الأمريكية بأن إبقاء اسم الحرس الإيراني في القائمة السوداء هو أمر ضروري ولا يجوز التراجع عنه، خاصة بعدما سلمت إسرائيل الولايات المتحدة، مؤخرًا، قائمة بعمليات اغتيال أخرى كانت إيران تنوي تنفيذها في عدة دول في العالم، وتم إحباطها بفضل جهود الموساد، وبينها عمليات في قبرص وكولومبيا وكينيا وتركيا.

ووفق تقرير نشرته «الشرق الأوسط»، فإن مسؤولًا إسرائيليًّا أمنيًّا كبيرًا قد كشف أمام قناة التلفزيون الرسمي في إسرائيل «كان 11» وقناة «إيران إنترناشيونال» الناطقة بالفارسية، أن فرقة تضم رجالًا من "الموساد" و"الشاباك" الإسرائيليين، قاموا قبل عدة شهور بدخول الأراضي الإيرانية ومداهمة رسولي، الضابط في الوحدة 860 في "فيلق القدس الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وقاموا باحتجازه والتحقيق معه وتصوير اعترافاته بشريط فيديو. 

ووفق التسريبات، التي تضمنت أن رسولي كلف بالقيام باغتيال دبلوماسي كبير في القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، وجنرال أمريكي كبير في ألمانيا وصحفي في فرنسا، وهو الأمر الذي يشير إلى أن واشنطن أصبحت في مأزق كبير أمام الشرط الإيراني برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي قد يتسبب في انهيار محادثات إحياء الاتفاق النووي، ما لم تتراجع إيران عن هذا الشرط الذي أصبح تنفيذه شبه مستحيل.
"