بعد زيارة «رئيسي» لقطر.. قراءة حول دور الدوحة في مفاوضات فيينا النووية
قام الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» في 21 فبراير 2022 بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، في الوقت الذي يترقب فيه الإيرانيون نتائج الجولة الثامنة من المفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا المعروفة بمفاوضات «إحياء الاتفاق النووي»، حتى يتم رفع العقوبات الأمريكية عنهم، والتي نجم عنها تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للبلاد، واللافت في هذه الزيارة إعلان بعض الصحف الإيرانية عن أن توجه «رئيسي» إلى قطر، يأتي من أجل مناقشة الاتفاق النووي، وأن إيران تريد من الدوحة أن تلعب دور «الوسيط» في مفاوضات فيينا.
قطر والاتفاق النووي
وفي هذا السياق، فإن صحيفة «جهان صنعت» الإيرانية أفادت في تقرير لها، أن الدوحة تسعي لكي تلعب دور الوسيط في المفاوضات النووية وذلك من خلال قيامها بالنياية عن واشنطن في إجراء مفاوضات مع طهران حول نقاط الخلاف المتبقية بين كل من إيران وأمريكا.
من ناحية أخرى، فإن الصحف المحسوبة على نظام الملالي والحرس الثوري، أشادت بهذه الزيارة وباستقبال القطريين للرئيس الإيراني خاصة أنها أول زيارة له إلى الدوحة منذ تسلمه منصب رئاسة الجمهورية في أغسطس 2021، كما أنها الزيارة الأولى لرئيس إيراني لقطر منذ 11 عامًا، وكشفت عن توقيع 14 وثيقة تعاون بين إيران وقطر،
رسالة الى واشنطن
وتجدر الإشارة إلى أن «رئيسي» وجه رسالة إلى واشنطن خلال مؤتمره الصحفي مع أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، قائلًا، «يتعين على الولايات المتحدة أن تثبت إرادتها لرفع العقوبات الرئيسية وتقديم ضمان موثوق لرفع هذه العقوبات»، ودعا أيضًا دول المنطقة لحل الأزمات المتفاقمة داخل الإقليم من خلال المزيد من الحوارات، الأمر الذي دفع بأمير قطر للتأكيد على أن بلاده تأمل في أن تتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
الدوحة وطهران.. وعلاقات جيدة
ومن الجدير بالذكر أن قطر وإيران تربطهما علاقات جيدة منذ سنوات متعددة، حيث كانت طهران هي المتنفس للدوحة إبان المقاطعة الخليجية لقطر عام 2017، وكانت السوق الاقتصادي لها، ولذلك فإن هذه الزيارة قد يكون الهدف منها محاولة الحصول على دعم اقتصادي من الدوحة يسهم في إنقاذ الاقتصاد الإيراني المنهار.
أهداف موضوعية
وحول ما تقدم يطرح تساؤلًا، هل يمكن للدوحة أن تلعب دور الوسيط في مفاوضات فيينا؟، وللإجابة عن هذا التساؤل، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن هذه الزيارة مهمة وتأتي في توقيت مهم، إذ أن إيران تعتبر قطر طرفًا مهمًا في حلحلة الأزمة مع الأطراف في المنطقة العربية خاصة السعودية والإمارات، كما لإيران دور كبير في دعم الدوحة إبان فترة الحصار العربي عليها.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن هذه الزيارة لها أهداف موضوعية أهمها ملف الطاقة، والمشاركة في اجتماع الدول المصدرة للغاز، وبعض المشاريع الاقتصادية بين البلدين وهو ما يؤكد متانة العلاقة القطرية الإيرانية.
أما فيما يخص الوساطة في الملف النووي، أفاد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن هذا أمر صعب، لأن النجاح في مفاوضات فيينا النووية مرهون بالتنازلات التي يقدمها كلا الطرفين سواء الأمريكي أو الإيراني وليس بوساطة أي دولة من الدول.





