يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الثروات والسياسة.. الصين تتعمق في المشهد الأفغاني في خضم الانسحاب الأمريكي

الإثنين 31/مايو/2021 - 10:14 ص
الصين
الصين
شيماء حفظي
طباعة

أعلنت الصين رغبتها في زيادة التعاون الأمني مع أفغانستان في مكافحة الإرهاب ومساعدة البلاد على تعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب.


تعميق التعاون


في تصريحات في مايو 2021، جدد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، رغبة بلاده في تعميق التعاون الأمني ​​مع أفغانستان في مكافحة الإرهاب، وهي الدعوة التي أطلقت قبل سنوات.


من جانبها، تسعى الصين، للعب دور قيادي في عملية السلام والمصالحة في أفغانستان، فيما تطلق عليه «تجنب تجدد الإرهاب»، وأن يتولى قيادة الأفغان «أفغان» ودعم جميع الأطراف في أفغانستان في إيجاد ترتيب سياسي واسع وشامل من خلال الوسائل السلمية.


التدخل الصيني في المشهد بأفغانستان، تنامى منذ التلميحات الأمريكية بشأن انسحاب القوات الأمنية من البلاد الأفغانية، والذي يقترب حاليًا من التحول لواقع بعدما وافق الرئيس الأمريكي على الانسحاب ليكون بحلول سبتمبر 2021.


تعتمد الرؤيا الصينية في دعم مواجهة الإرهاب في أفغانستان، على التوصل لخلق بيئة مواتية لمحادثات سلام شامل، وتحلي جميع الأطراف بالصبر وحسن النية، والسعي لوقف العنف ووقف إطلاق النار، من أجل إيجاد سلطة تحافظ على الصداقة مع الدول المجاورة وتكافح بحزم جميع أشكال الإرهاب.


الاهتمام باستقرار أفغانستان، والقضاء على الإرهاب فيها، يأتي في طليعة أهداف الصين، لأنها أرض محتملة لـ«ذوبان» خلافات بكين مع الهند، حيث اتفقت الدولتان على تنفيذ مشروع مشترك في أفغانستان في 2018.


الموقف الأمريكي


الدعم الأمريكي لدور الهند في أفغانستان، ظهر في تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قبل 3 سنوات، حين طالب الهند بمواصلة دعم أفغانستان اقتصاديًّا، لكن ظهور الصين بشكل أكثر وضوحًا ربما يربك الحسابات، لكن الولايات المتحدة ماضية في تنفيذ خطتها للانسحاب في كل الأحوال.

 

 الوجود الصيني في أفغانستان يرتيط بشكل أساسي بالمنافسة الصينية الأمريكية على خلق موقع تأثير في المنطقة، ففي الوقت الذي تنسحب الولايات الأمريكية من أفغانستان فهي تدعم حليفًا لها من خلال تقوية الوجود الهندي فيها، وهو ما تحاول الصين اختراقه بالتعاون مع الهند ليصبحا معًا بديلًا لواشنطن.


واختارت الصين، طريق الاستثمار والتعاون الاقتصادي لإرساء وجود قوي لها في أفغانستان؛ حيث يبلغ حجنم الاستثمارات الصينية في البلاد أكثر من 3 مليارات دولار في صورة عقود لبناء مناجم للنحاس تبعد عن العاصمة الأفغانية كابل مسافة 25 كيلومترًا،


وبدأت الصين تستحوذ على الثروات المعدنية لأفغانستان، في وقت وجود القوات الأمريكية، وهو ما يعني احتمالية زيادة هذه الاستثمارات بعد انسحاب القوات الأمريكية، خاصة أن المعادن تستعمل لتصنيع رقاقات الحاسوب والمنتجات الإلكترونية الأخرى.


الوجود الاقتصادي للصين، تضمن أيضًا مبادرة  الحزام والطريق التي أعلنتها مع أكثر من 50 دولة، ويعد أحد عوامل استمرار الطريق، استقرار البلاد الواقعة عليها، ومن بينتها أفغانستان.


وفي 2019، أعلنت الصين توقيعها اتفاقيات تتخطى قيمتها حاجز الـ64 مليار دولار، خلال قمة مبادرة الحزام والطريق، في العاصمة بكين، وسجلت صفقات وصل إجمالي قيمتها لـ3.67 تريليون دولار، وهو مشروع يستهدف إعادة إحياء «طريق الحرير» التجاري القديم، والذي كان يمتد عبر آسيا وأوروبا لنقل البضائع من تلك المناطق إلى الصين، وبالعكس.


كما عملت الصين خلال الفترة الماضية، على الاستعداد للانسحاب والفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية بعد الانسحاب، وحتى في حالة التخبط الذي يخيم على الداخل الأفغاني مع صعوبة التوصل لاتفاق بين الأطراف بما فيها الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.


وعلى مدار سنوات، كانت الصين حاضرة في المباحثات واستضافت كل الأطراف للنقاش حول الأمر، ولكن سيكون على الجميع مراقبة موقف «طالبان» من الصين خلال الفترة المقبلة.

 

 

 

 

"