يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

نحو جهود موحدة.. تفاهمات أمنية بين أمريكا وفرنسا في الساحل الأفريقي

الخميس 04/فبراير/2021 - 06:41 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
لا يزال الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي، متوترًا، الأمر الذي دفع القوى الدولية إلي السعي لتضافر الجهود مع القوات الحكومية للقضاء على الجماعات الإرهابية الموجودة في المنطقة.

نحو جهود موحدة..
تنسيق أمريكي فرنسي

وفي الإطار ذاته، بحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي،  الجمعة 29 يناير 2021،  الوضع الأمني في الساحل الأفريقي، دون تقديم أي التزام لها.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي إن الأخير ناقش مع بارلي الأمن والاستقرار في أفريقيا، وضرورة اليقظة الدائمة في مواجهة الإرهاب وجائحة كوفيد-19. 



تأني واشنطن قبل القرار

وأضاف كيربي، خلال مؤتمر صحفي، أن الوزير أوستن لم يقدم أي التزام أمريكي لفرنسا بشأن المساعدة في مكافحة الإرهابيين في القارة السمراء، لكنه أعرب بوضوح عن امتنانه للعمل الذي تؤديه فرنسا لمكافحة الإرهاب.

كما تطرق الوزيران، خلال محادثاتهما، إلى الوضع في العراق وأفغانستان، وفي الشرق الأوسط عمومًا، وفق المتحدث.

وأشار المتحدث إلى أن أوستن يريد بعد أسبوع فقط على توليه منصبه، أن يدرس الوضعية العسكريّة للولايات المتحدة في العالم قبل اتخاذ قرارات محددة.

ووجه وزير الدفاع الأمريكي الشكر لنظيرته بارلي على قيادة فرنسا لقضايا الأمن والدفاع العالمية، وقال إنه يتطلع لاستمرار الحوار في المستقبل حيث تعمل الولايات المتحدة وفرنسا معًا لتعزيز ردع الناتو وتعزيز العلاقات عبر الأطلسي.



نحو جهود موحدة..

عملية برخان

وتوفر واشنطن لعملية برخان في منطقة الساحل قدرات استخبارية ومراقبة مهمة، ولا سيما بفضل طائراتها من دون طيار، فضلًا عن مساعدتها في عمليات النقل اللوجستي وتزويد الطائرات بالوقود جوًا، بتكلفة 45 مليون دولار سنويًّا.

في سبتمبر 2020، قالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا إن دور فرنسا في الساحل الأفريقي قيادي، وهي أقدم حليف لأمريكا ورائدة في مكافحة الإرهاب في القارة السمراء.

وأثنى قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند على الدور الفرنسي «القيادي» في منطقة الساحل الأفريقي، في وقت لم توضح واشنطن بعد إستراتيجيتها الإقليمية.


 وقال تاونسند في بيان أعقب لقاءه رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال فرنسوا لوكوينتر: «إنّ فرنسا أقدم حليف للولايات المتحدة ورائدة في مكافحة الإرهاب في أفريقيا».

وتابع «نواجه تهديدات مشتركة، ولدينا مخاوف مشتركة، ويجمعنا الالتزام بمكافحة منظمات عنفية متطرفة». ورأى «أنّ الحفاظ على القيادة الفرنسية وزيادة الدعم من جيرانها الأوروبيين ضروريان لمساعدة الأفارقة في تغيير المسار ومنع تفشي العنف في غرب أفريقيا».


وأكدت وزارة الجيوش الفرنسية على موقعها انعقاد اللقاء. وقالت «جرى تناول الأوضاع في الساحل. كما تناول رئيس الأركان وضيوفه الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للعمليات الفرنسية الجارية حاليًا في منطقة الساحل وضرورة تحرّك الدول الأوروبية من أجل مكافحة التهديد الإرهابي في المنطقة».

وفي أوائل العام 2020، حذرت فرنسا إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة تعتزم تقليص وجودها في منطقة غرب أفريقيا، ما أثار خشية فرنسا من تقليص المساعدات الأمريكية لعملية برخان، وطالبت باريس استمرار تقديم الدعم من واشنطن لمكافحة الإرهابيين في  منطقة الساحل الإفريقي.

وتأمل فرنسا كذلك في الحصول على تأكيدات من الإدارة الأمريكية الجديدة في شأن مستقبل التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، الذي تقوده واشنطن ويشارك فيه 900 جندي فرنسي.

مكاسب فرنسية

ورغم أن القوات الفرنسية وقوات الساحل حققت بعض المكاسب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك مقتل زعيم تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا عبدالملك دروكدال في أواخر عام 2020، فإن الإرهابيين واصلوا هجماتهم في الفترة الأخيرة ضد المدنيين والعسكريين وتقدموا أكثر إلى الجنوب نحو دول ساحلية مثل ساحل العاج.

وترفض فرنسا الحديث عن أي تحرر من الالتزام في مكافحة الإرهاب، لكنها تعوّل على تعزيز القوات المحلية بما يمكن أن يسمح لها بإعادة 600 عنصر تم تعزيز القوة بهم هذا العام.

"