يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«معهد الشرق الأوسط»: اتفاق السلام المرتقب في أفغانستان لن يدوم

الثلاثاء 27/أغسطس/2019 - 07:41 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

أعلنت حركة طالبان الأفغانية أنها على وشك توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بخصوص الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

 

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة سهيل شاهين إن الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها العسكرية من أفغانستان، في مقابل حل القضية الأفغانية سلميًّا، وقبول الحركة المشاركة في العملية السياسية في أفغانستان.

 

وبالرغم من إعلان الحركة أنها ستلتزم بالاتفاق الذي سيتم توقيعه مع الولايات المتحدة، فإن هناك مؤسسات ومراكز بحثية غير رسمية شككت في مدى صدق حركة طالبان.

 

ونشر معهد الشرق الأوسط -وهو مؤسسة بحثية أمريكية- تحليلًا جديدًا عن المفاوضات الأمريكية مع طالبًان، مؤكدًا أن أي اتفاق سلام بين واشنطن وطالبان لن يكون دائمًا.

 الملا محمد عمر
الملا محمد عمر

طالبان وفكرة المفاوضات


وقال المعهد إن حركة طالبان تأسست في أوائل تسعينيات القرن الماضي على يد الملا محمد عمر، وعدد من طلاب المدارس الدينية في باكستان واتبعت المذهب الديوبندي، وكان كل أعضائها من المنتمين لقبائل البشتون، ثم تحولت في منتصف التسعينيات إلى العمل المسلح.

 

وفى تلك الفترة، سيطرت حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان ولقبت زعيمها الملا محمد عمر بأمير المؤمنين، وفرضت رؤيتها للشريعة الإسلامية على بقية طوائف الشعب الأفغاني.

 

ويشبه معهد الشرق الأوسط فترة حكم «طالبان» التي امتدت من 1996 وحتى 2001، بفترة حكم داعش في العراق وسوريا والتي امتدت من 2014، وحتى 2017.

 

ولم تبد الحركة خلال تلك الفترة أي استعداد للتفاوض مع خصومها وقتها، بما في ذلك تحالف الشمال -عدة فصائل أفغانية معارضة لطالبان- ولم يقبلوا بأي نوع من الوساطة في هذه المسألة.

 

وذكر المعهد أن «طالبان» ما زالت متشبثة بمواقفها، وهذا يصعب مهمة المفاوضين، معتبرًا أنه حتى مع وجود مفاوض متمكن مثل زلماي خليل زاده فلن تسفر المفاوضات عن نتائج كبيرة.

 

واعتبر معهد الشرق الأوسط أن أقصى ما سيستطيع "زاده" التوصل إليه مع «طالبان»، هو إقناعها بانسحاب آمن لقوات التحالف من أفغانستان.

«معهد الشرق الأوسط»:

الموقف العسكري والمفاوضات السياسية


وأوضح المعهد أن الموقف العسكري في أفغانستان هو الذي يقوي الموقف السياسي لحركة طالبان في المفاوضات، مشيرًا إلى أن النفوذ العسكري للحركة تزايد في الولايات الأفغانية الـ34، بينما تراجع نفوذ قوات الأمن الأفغانية منذ بدء الانسحاب الأمريكي التدريجي في 2014.

 

وتكبدت القوات الأفغانية خسائر في الأرواح بلغت نحو 28 ألف ضحية في السنوات الأربع الماضية، بينما تقدر المصادر العسكرية الأمريكية أن طالبان لديها 60 ألف مقاتل منتشرين في جميع الولايات الأفغانية.

 

ونجحت الحركة في عام 2017، في السيطرة على مدينتي قندوز وغزني لفترة وجيزة، قبل أن تنسحب منهما لاحقًا بسبب الخسائر التي تكبدتها.

 

وبالرغم من انخراطها في المفاوضات الدبلوماسية، فإن حركة طالبان لم تتوقف عن تنفيذ الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن والمدنيين، بينما تفرض ضرائب على السكان في عدد من الولايات وتستخدم الأموال التي تجمعها في تمويل العمليات الإرهابية.

ترامب
ترامب

اتفاق لن يدوم


واعتبر معهد الشرق الأوسط أن أي اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، لن يدوم وذلك بسبب وجود عدد من العقبات في طريقه.

 

وأكد المعهد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبحث عن استراتيجية للخروج الآمن من أفغانستان، دون النظر في التداعيات المحتملة للانسحاب العسكري.

 

ولفت المعهد إلى أن «طالبان» تعتبر نفسها أقوى من الحكومة الأفغانية، لذا لا تقبل التفاوض معها، وهو ما يهدد باندلاع حرب أهلية إذا انسحبت القوات الأمريكية بدون وضع آلية واضحة لتعامل الحكومة مع حركة طالبان.

 

وفى سياق متصل، قال معهد الشرق الأوسط إن إحدى أبرز العقبات أمام اتفاق السلام المرتقب هي وضع زعيم الحركة هبة الله أخونده زاده الذي تعتبره أميرًا للمؤمنين، الذي لم تتطرق المفاوضات إلى دوره في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي.

 

وتنفذ الحركة تعليمات قائدها، وفتحت الحركة إبان سيطرتها مكتبًا لزعيمها في العاصمة الأفغانية، ويتوقع معهد الشرق الأوسط أن يؤدي الخلاف على وضع أمير حركة طالبان إلى حدوث اقتتال وانشقاقات في صفوف الحركة إذا لم تتم تسوية وضعه في الاتفاق الجديد.

 

وعن العقبة الثانية، قال المعهد إن تنظيم القاعدة الإرهابي تعهد بالولاء لحركة طالبان، وبالتالي يمكن اعتباره جزءًا منها، ورفضت حركة طالبان إبان فترة حكمها لأفغانستان تسليم أسامة بن لادن والمقاتلين الأجانب التابعين للقاعدة للولايات المتحدة.

 

ورفضت الحركة، خلال المفاوضات الجارية، التطرق لمناقشة وضع القاعدة وارتباطها بطالبان، لكنها تعهدت ألا تكون الأراضي الأفغانية قاعدة لتوجيه وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد أمريكا وحلفائها.

 

كما ألمح المعهد إلى أن أفغانستان قد تصبح ملاذًا للمقاتلين الإيغور -أقلية مسلمة صينية- بمن فيهم الحزب الإسلامي التركستاني الذي قاتل بجوار فرع القاعدة في سوريا، معتبرًا أن استثمارات الصين في أفغانستان ستكون في خطر إذا حدث ذلك.

"