بعد تبادل قوائم الأسرى.. ميليشيا «الحوثي» تواصل جرائم الخطف

أعلن مسؤول باللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2018، أن الطرفين المتحاربين في اليمن تبادلا قوائم تتضمن إجمالي 16 ألف اسم لأشخاص يُعتقد أنهم معتقلون في إطار اتفاق لتبادل سجناء جرى التوقيع عليه الأسبوع الماضي.

وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه في غضون 40 يومًا على توقيع الاتفاق في 11 ديسمبر، سيكون أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر عشرة أيام أخرى لمقابلة من يتم الإفراج عنهم وترتيب نقلهم، موضحًا أنه من المتوقع أن تتضمن القوائم أسماء أشخاص معتقلين خارج اليمن، وبعض الأجانب المحتجزين في البلاد.
ترقب دولي بشأن الهدنة
يأتي ذلك في الوقت الذي يترقب فيه المجتمع الدولي مؤشرات نجاح الهدنة، حيث ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الهدنة التي وُقّعت في السويد؛ بين الحوثيين والحكومة اليمنية لوقف القتال، تبدو هشّة بعد يوم واحد من إعلان تنفيذها، ما يستدعي تضافر أكبر للجهود الدولية من أجل دعم هذا الاتفاق.
وأشار التقرير إلى أن وقف إطلاق النار المدعوم دوليًّا في ميناء الحديدة، وبعده بساعات تجدَّدت الاشتباكات منتصف الليل، ما يشير إلى أن هذه الهدنة «الهشّة» يمكن أن تنهار في أي لحظة، وكان الهدف من الهدنة التي وُقعت في السويد هو ضمان وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى الحديدة، التي تُمثّل نحو 70% من مجمل المساعدات التي تدخل اليمن، وأحيا الاتفاق آمال اليمنيين برؤية نهاية للحرب التي أدّت إلى تشريد ومقتل الآلاف، إضافة إلى تهديد حياة الملايين بسبب الجوع.
وقضى الاتفاق، الذي وُقع الأسبوع الماضي في السويد، بأن تسحب القوات المتحاربة عناصرها من حدود المدينة في غضون 21 يومًا، تحت إشراف لجنة تقودها الأمم المتحدة، ويقول مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، إن من سيرأس اللجنة باتريك كامييرت، الجنرال الهولندي المتقاعد الذي سبق له أن قاد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو الديمقراطية، وعلى طول الحدود بين إثيوبيا وإريتريا.

جرائم الميليشيا مستمرة
وفي تصريح خاص لـ«المرجع» أكد المحلل السياسي اليمني، مطهر الريدة، أن الحوثيين لن يلتزموا بأي معاهدات، سواء فيما يتعلق بتبادل الأسرى أو الهدنة، لافتًا إلى أن الميليشيا استخدمت مصطلح تبادل الأسرى بين ميليشيا محاربين تم أسرهم في جبهات القتال ومدنيين تم اختطافهم من المحافظات التي سيطروا عليها وهو أكبر تزوير للحقائق في التاريخ، وبمباركة دولية من الأمم المتحدة والدول التي رعت المشاورات، وضغطت على الحكومة الشرعية بالموافقة والرضوخ لما سيتم في هذه المشاورات.
وأشار الريدة إلى أنه على الرغم من المكسب الإنساني الذي نأمل حدوثه فإن التخوف من عدم تنفيذه والتنصل من الميليشيا الحوثية في إبرام هذا الأمر هو ما يدور الآن، فما زالت هذه الميليشيا تختطف المدنيين حتى هذه اللحظة لكي تستخدمهم أوراق ضغط على أي مفاوضات أو اتفاقات.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أن الميليشيا أعلنت أن قائمة الأسرى التابعين لهم تضم 8500 أسير، إلا أن هذا الرقم مبالغ فيه بشكل كبير جدًّا، ما يستدعي التنصل من الاتفاق بنية مبيتة، وبالتالي فإن الميليشيا الحوثية لن تلتزم بأي اتفاق يحقق الاستقرار وإيقاف الحرب إلا بتحقيق أهداف هذه الميليشيا في إشراكها بحكم الشمال بالكامل والاعتراف بها دوليًّا ومحليًّا وإلغاء كل الأحكام والمساءلة القانونية لجرائمهم التي ارتكبوها في حق الوطن والمواطن اليمني.
للمزيد.. بعد اختراق الحوثيين لـ«هدنة الحديدة».. خبراء يتوقعون فشل مشاورات السويد