ad a b
ad ad ad

سفير ميليشيا الإرهاب لدى نظام الملالي.. رسائل إيران إلى المجتمع الدولي

الأحد 18/أغسطس/2019 - 04:52 م
المرجع
علي رجب
طباعة

في 17 أغسطس الجاري، عينت ميليشيا الحوثي الانقلابية باليمن، مدير قناة «المسيرة» المدعو «إبراهيم محمد محمد الديلمي» سفيرًا لها في طهران، ليكون الأول للميليشيا في ظل إعلان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، عن مد جسور العلاقات مع بعض الدول، وبالتالي فإن قبول نظام الملالي له يشكل صورة من صور الدعم المباشر للميليشيا الإرهابية.

ابراهيم محمد محمد
ابراهيم محمد محمد الديلمي

وحضر «الديلمي»، مع وفد الحوثيين الذي زار طهران في 12 أغسطس؛ حيث ظهر إلى جانب الناطق الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، وظهر خلال لقاء وفد الميليشيا مع المرشد الإيراني علي خامنئي.


وقالت قناة «المسيرة» التابعة للميليشيا إن تعيين «الديلمي» يأتي ضمن خطة لتعزيز العمل المؤسسي الرسمي في إطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ التي شكلتها الميليشيا، وهو ما كشف عنه خطاب زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، الذي دعا الدول العربية والإسلامية، إلى إعادة العلاقات الرسمية مع اليمن بما فيها التمثيل الدبلوماسي، كاشفًا في الوقت ذاته أن زيارة ما أسماه بـ«الوفد الوطني» لطهران تأتي في سياق التمهيد لعودة العلاقة الرسمية، والتمثيل الدبلوماسي مع إيران.


كما اعتبر «الحوثي» أن تعيين سفير يشكل كسرًا للعزلة على اليمن، مذكرًا بالعلاقات الرسمية بين اليمن وبين إيران في وقت سابق، والتي كانت على مستوى الرؤساء والوزراء واللجان المشتركة، وذكر بوجود أكثر من 70 اتفاقية بين إيران واليمن قبل وصول ميليشيا الحوثي وشركائهم إلى الحكم.


وقال إن العلاقة مع إيران والتي اعتبرها أنها تخدم الشعب اليمني، ستكون أفضل من الماضي، مشيرًا إلى وحدة الموقف بين البلدين في عدد من الملفات، منها دعم القضية الفلسطينية، والموقف من الهيمنة الأمريكية، والموقف من إسرائيل.


وفي محاولة لتكذيب خضوع ميليشيا الحوثي للمرشد الإيراني، نفى الحوثي ذلك قائلًا: «نحن اليوم لا نتلقى أمرًا واحدًا ولا فرضيةً واحدة من إيران، وردنا على العدوان قرار سيادي مشروع».


وفيما يتعلق بالدول التي قد تسير على نهج إيران، قال الحوثي: إن سوريا والعراق ولبنان أقرب الدول التي قد تعين سفراء من قبل الحوثي لديها؛ حيث أشاد بالموقف الرسمي العراقي والسوري، وموقف «حزب الله» اللبناني الذي وصفه بالمتقدم جدًّا، دون أن يغفل الإشادة بالمواقف الأخرى التي لم تستطع التعبير عن رفضها لما وصفه بالعدوان على اليمن.


الحكومة تندد

الحكومة اليمنية، اعتبرت أن خطوة ميليشيا الحوثي الانقلابية بتعيين ممثل لها لدى طهران «تجاوزًا للقوانين والأعراف الدولية» و«تخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية».

 معمر الإرياني
معمر الإرياني

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: «التبادل الدبلوماسي بين نظام طهران وأداته في اليمن الميليشيا الحوثية، ليس مفاجئًّا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقي الدعم من تحت الطاولة إلى العلن، ويؤكد صحة ما قلناه منذ البداية عن هذه العلاقة وطبيعتها وأهدافها».


وشدد «الإرياني» في سلسلة تغريدات على «تويتر»، الأحد 18 أغسطس، على أن «هذه الخطوة تتجاوز القوانين والأعراف الدولية، وتخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية».


وحول توقيت إعلان الخطوة الحوثية، قائل الوزير اليمني: «توقيت إعلانها في ظل اشتعال المنطقة على خلفية أزمة اختطاف الناقلات النفطية وأمن الملاحة في مضيق هرمز، يؤكد حالة العزلة التي يعيشها نظام طهران ومساعيه لكسرها».


وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي بموقف حازم حيال استمرار التدخلات الإيرانية في اليمن وسياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار.


المد الإيراني الخبيث

 المحلل السياسي اليمني،
المحلل السياسي اليمني، عبد الكريم المدي
من جانبه، يرى المحلل السياسي اليمني، عبد الكريم المدي، أن تعيين ميليشيا الحوثي الانقلابية، سفيرًا لدى طهران، يكشف عن مخطط إيران الجديد في اليمن، مضيفًا أن ما أقدمت عليه الميليشيا يجسد قيام جماعة إرهابية بتعيين سفير لها لدى دولة تُشرف على تمويلها، وبالتالي فإنه لا يوجد مسوغ قانوني أو دولي يتيح لها القيام بهذا الفعل، ويشكل تحديًا للقوانين والمجتمع الدولي.

وأردف في تصريح لـ«المرجع» قائلًا: إن تعيين «الديلمي» يشكل نوعًا من شرعنة سلطة ميليشيا الحوثي، وكسر عزلتها دوليًّا، وسحب الاعتراف بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًّا.

ولفت المدي، إلى زيارة وفد الحوثي إلى طهران، ولقائه المرشد خامنئي، وكذلك التنسيق الإيراني بلقاء «الحوثي» سفراء أربع دول أوروبية في طهران هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ليكشف ملامح الخطوات الإيرانية المقبلة في اليمن، ودخول حرب الدبلوماسية لتقديم الحوثي كممثل شرعي عن الشعب اليمني لدى المجتمع الدولي.

وتابع المحلل السياسي اليمني قائلا: إن تعيين «الديملي» يشكل رسالة إيرانية بأن «الحوثي» ذراعها الطولى في الجزيرة العربية والبحر الأحمر، ولن تتخلى عنه، بل ستسعى ليكون نموذجًا أكثر تطورًا من مشروع «حزب الله» في لبنان، بأن يسيطر «الحوثي» على الدولة اليمنية، ولا يكون مجرد شريك في الحكم كما يفعل «حزب الله» في لبنان.

الكلمات المفتاحية

"