يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بين محمد بن سلمان وأردوغان.. الأويغور تفضح متاجرة تركيا وقطر بقضايا المسلمين

الخميس 11/يوليو/2019 - 01:20 م
المرجع
علي رجب
طباعة

«الأويغور» مسلمون وتعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، أحد أبرز ضحايا النظام الصيني، رصدت تقارير عديدة انتهاكات ضد الأقلية المسلمة في الصين، وهو ما كان ورقة ابتزاز تركية في يد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وجماعة الإخوان الإرهابية، والذين صمتوا صمت القبور بعد تصريحات أردوغان عن أوضاع المسملين في تركستان الشرقية أو إقليم «شينغ يانغ» الصيني.


بين محمد بن سلمان

كما تناول الإعلام القطري التركي الإخواني لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول الأويغور، تكشف كيف يتاجر أردوغان والإخوان بقضايا المسملين لصالحهما.


وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية أن أردوغان صرح خلال لقائه في قصر الشعب ببكين الثلاثاء الماضي، لنظيره الصيني شي جينبينغ، أن الأقليات تعيش بسعادة في إقليم شينجيانغ خلافًا لانتقادات أنقرة في الماضي لبكين حول القمع في هذه المنطقة.


والتقى أردوغان، بـ«شي» الثلاثاء الماضي، بعد 4 أشهر مرت على وصف وزارة الخارجية التركية معاملة المسلمين الأويغور الناطقين بالتركية بأنها عار كبير على الإنسانية.


وأكد الرئيس التركي، في مؤتمر صحفي عقده في سفارة بلاده بالعاصمة الصينية بكين، وجود جهات لم يسمها، تحاول استثمار مسألة تركستان الشرقية والأويغور، لزعزعة العلاقات التركية الصينية، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية الخميس 4 يوليو الجاري.


وشدد أردوغان على عدم إتاحة الفرصة للمستغلين، مشيرًا لوجود خطوات أخرى لحل الأوضاع في تركستان الشرقية، كاستعدادهم لإرسال وفد تركي إلى هناك.


تصريحات أردوغان تفضح سياسة المتاجرة بالقضايا الإسلامية والشعبية واللعب على وتر الدين والقومية؛ من أجل تحقيق مصالحه وأهدافه، فالرسائل الإعلامية والخطابات الرنانة بخصوص مسلمي الصين كانت الشغل الشاغل للرئيس أردوغان وحكومته، ولم تكن تلك الحملات الإعلامية بعيدة، بل جرت سجالًا ضد الصين في مطلع هذا العام وما قبله؛ ما هدّد بنسف العلاقات التركية – الصينية من أساسها.


بين محمد بن سلمان

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مشاركته في النسخة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان، قد طالب في فبراير الماضي، السلطات الصينية بوقف الانتهاكات التي تطول حقوق الأويغور في الصين.


وأوضح جاويش أوغلو، أن التقارير التي تشير إلى وجود انتهاكات كبيرة لحقوق أتراك الأويغور والأقليات المسلمة في إقليم تركستان الشرقية، تثير القلق، مضيفًا أنه على الحكومة الصينية التمييز بين الأبرياء والإرهابيين، والتعامل مع الأقليات في إقليم تركستان الشرقية، انطلاقًا من مبدأ الالتزام بحقوق الإنسان، والحفاظ على الهوية المسلمة في الإقليم.


تصريحات أوغلو قوبلت بترحيب حار وتمجيد من قبل الإعلامي التركي الناطق بالعربية، وكذلك وسائل الإعلام القطرية والإخوانية، باعتباره نصير المسلمين في الصين، يأتي ذلك تزامنًا مع شن هجوم على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في فبراير الماضي، الذي شنت عليه وسائل الإعلام التركية والقطرية والإخوانية هجومًا شديدًا، معتبرًا أن ولي العهد السعودي يشجع الصين على إبادة مسلمي الأويغور.


فتحت عنوان «بن سلمان في الصين.. أحبط الأويغور ووقع اتفاقيات مليارية» تناولت الجزيرة القطرية، زيارة محمد بن سلمان خلال زيارته للصينيين في محاولة للعب على الوتر الديني والمتاجرة بقضة الأويغور، في الوقت الذي صمتت فيه القناة عن تصريحات أردوغان.


وتحت عنوان «بن سلمان يرى في اعتقال المسلمين الأويغور حقًّا للصين» تناول موقع «الخليج أون لاين» الإخواني المقرب من الاستخبارات القطرية والتركية، زيارة ولي العهد السعودي إلى الصين، فيما لم يعلق الموقع على تصريحات أردوغان.


كما تصدرت عناوين صحيفة القدس العربي الممولة قطريًّا، زيارة محمد بن سلمان للصين، فيما غفل الموقع أيضًا عن تصريحات أردوغان بشأن الأويغور.


بين محمد بن سلمان

الاقتصاد أهم

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، لم يكن أمام أردوغان سوى الصمت وشراء الرضا الصيني؛ من أجل إنقاذ نظامه المتهاوي بفعل تهاوي وتراجع معدلات النمو الاقتصادي وخسائر الليرة التركية الموجعة.


وتعتزم الصين تقديم بعض المساعدات المالية لتركيا، من بينها شراء بعض السندات المزمع إصدارها باليوان، بحسب ما جاء في صحيفة « South China Morning Post » الصينية.


ونقلت الصحيفة عن محللين صينيين، أن استجابة بكين لتحركات أنقرة للتواصل مع «أصدقاء جدد» في محاولة لوقت انهيار الليرة التركية، جاءت من منطلق سياسي أكثر منه اقتصاديًّا.


أردوغان يطمح لأن تكون لتركيا حصة في «مبادرة حزام واحد طريق واحد»، التي طرحتها الصين للمرة الأولى عام 2013.


ويكشف تقرير حديث لصحيفة «ديلي صباح» التركية، أن أكثر من 1000 شركة صينية تنشط الآن في تركيا عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، وهو ما يوضح أن أردوغان يخشى الغضب الصيني، بل ويعمل على الحصول على الرضا الكامل؛ من أجل بقاء نظامه وتخطي مرحلة الكارثة الاقتصادية في ظل تلويح إدراة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة، بعد صفقة الصواريخ الروسية «أس400».


ويوضح أن الشركات الصينية التي تعمل في قطاعات الخدمات اللوجستية والإلكترونيات والطاقة والسياحة والمالية والعقارات في تركيا، تعمل على توسيع أعمالها في البلاد. مع دخول البنك الصناعي التجاري الصيني وبنك الصين، تسارع في تدفق الشركات الصينية إلى تركيا، وتوسع كذلك في قطاع التجارة الإلكترونية في الآونة الأخيرة.

 


بين محمد بن سلمان

من هم الأويغور؟

الأويغور مسلمون، وتعود أصولهم إلى الشعوب التركية ( التركستان)، وتشير إحصائيات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في الصين، 23 مليونًا منهم من الأويغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.


ويشكل الأويغور نحو 45% من تركستان الشرقية التي سيطرت عليه الصين منذ 1949، وأطلقت عيه «شينجيانغ» أي «الحدود الجديدة».


ويقول خبراء ومنظمات حقوقية: إن ما يصل إلى مليون مسلم محتجزون في مراكز لإعادة التأهيل السياسي في إقليم «شينجيانغ».


وتتهم منظمات حقوق الإنسان الدولية السلطات الصينية باحتجاز ملايين الأويغور في تركستان الشرقية بمعسكرات للاعتقال؛ بحجة «إعادة التعليم».


لكن بكين تنفي هذه الاتهامات وتتحدث عن مراكز للتدريب المهني بهدف مكافحة التطرف. وتؤكد أيضًا أن الإجراءات الأمنية في شانجيانغ ضرورية لمحاربة التطرف، ولا تستهدف مجموعة إثنية محددة.


وفي ديسمبر الماضي، قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، إن مكتبها يسعى لترتيب زيارة للإقليم؛ للتحقق من «تقارير مثيرة للقلق» عن مراكز احتجاز تسميها الصين «معسكرات إعادة التثقيف السياسي»، وتضم مسلمي الأويغور.


كما أفاد تقرير أصدره الكونجرس الأمريكي في الفترة الأخيرة، أن السلطات الصينية تقوم بحملة قمع «غير مسبوقة» لأفراد الأقليات الإثنية وبينهم المسلمون الأويغور، كما أن أساليب الحكومة السلطوية تتسبب بتدهور وضع حقوق الإنسان في البلاد.


وقالت اللجنة التنفيذية حول الصين في الكونجرس، والمؤلفة من أعضاء في الحزبين: إن القمع ازداد في السنوات الأخيرة رغم النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته البلاد وازدياد تعاملها مع العالم.


وسلط التقرير الضوء على «وضع حقوق الإنسان الوخيم داخل الصين، والذي يواصل تدهوره من جميع النواحي»، منذ أن أصبح شي جينبينغ الأمين العام للحزب الشيوعي في 2012 رئيسًا في العام التالي.

 

ما بين محمد بن سلمان وأردوغان، يعري ملف الأويغور أكاذيب ومتاجرة تركيا وقطر والإخوان بقضايا المسلمين والعرب، وهو ما حدث في سوريا والعراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من القضايا التي يتاجر بها؛ من أجل مصالح تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان، ولتذهب الحقيقة للجحيم.

 

الكلمات المفتاحية

"