روغان الثعالب.. «الإخوان» يتاجرون بنصر العاشر من رمضان
السبت 26/مايو/2018 - 04:22 م

عبدالهادي ربيع
العاشر من رمضان، ذلك النصر
التاريخي الوحيد في العصر الحديث الذي تكبدت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي خسائر
كبيرة على يد الجيش المصري، كشف روغان جماعة الإخوان وتَقِيّتها السياسية لمحاولة كسب
ود المواطنين، من خلال مدح نصر العاشر من رمضان، مع تقديم خطاب داخلي لأبناء التنظيم
يلعن الحرب ويهاجم قياداتها.

الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس
المتاجرة بالنصر
بدأت متاجرة جماعة الإخوان بالنصر في وقت مبكر، فادعت قيادات
الجماعة -الموجود منهم خارج السجون- أنها شاركت كجماعة منظمة في حرب أكتوبر للدفاع
عن مدينة السويس، كما زعم عصام العريان عضو المكتب السياسي للجماعة في وقت سابق،
أن الجماعة شاركت في الدفاع عن مدينة السويس بشكل تنظيمي بالتعاون مع الجماعة
الإسلامية.
وأشار «العريان» إلى أنه لم يكن هناك تمايز بين الاتجاهات
الإسلامية، مناقضًا نفسه في التصريح الصحفي ذاته؛ إذ أكد أن أعضاء الإخوان كانوا
طلابًا في الجامعات وقتها؛ ولذلك لم يشاركوا في الحرب.
ونفى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس وقتها،
في تصريحات صحفية، أن تكون الجماعة شاركت في الدفاع عن المدينة أو أدت أي دور
عسكري أسهم في النصر، موضحًا أن السويس كانت منطقة عسكرية لا يسمح بدخولها إلا
لأهلها.
وتؤكد الحقائق التاريخية أن عناصر الجماعة وقادتها لم يتمكنوا
من المشاركة في الحرب؛ بسبب سجن مجموعة كبيرة منهم منذ عامي 1954، 1965 ولم يتم
الإفراج عنهم إلا بعد انتهاء الحرب، وصدور قرار رئاسي بالإفراج عنهم عام 1975.

الراحل أنور السادات
الخطاب الخفي
كان الخطاب الحقيقي والخفي لجماعة الإخوان، أنها رفضت حرب
العاشر من رمضان، وهاجمت قياداتها، ووصفت الحرب بالخديعة الكبرى، وظهر هذا الخطاب
الخفي من خلال أول وأخطر عملية مسلحة عقب الحرب، فبعد 6 أشهر من حرب أكتوبر في
18 أبريل 1974 نفذت مجموعة تابعة للجماعة هجومًا عسكريًّا على الكلية الفنية
العسكرية المصرية، في محاولة لقلب نظام الحكم وقتل قيادات الحرب المنتصرين، وكان
منفذو العملية من الجناح المسلح للجماعة.
كما أكدت الوقائع التاريخية أن «الإخوان» لم تهتم يومًا ما في
مصر أو سوريا بالاحتفال بالنصر، وأن الجماعة تعتبر حرب أكتوبر عاملًا أساسيًّا في
تثبيت ديكتاتوريات عسكرية، تُحارب الإسلام، وتمنعهم السير نحو دولة الخلافة -حسب
وصفهم.
وشاركت الجماعة في حروب على قيادات الحرب المنتصرة، خاصةً الرئيس
الراحل أنور السادات، الذي تصفه «بالنصاب»، كما احتفلت جماعة «الإخوان» -من داخل
السجون- باغتيال الجماعة الإسلامية «المنبثقة عنها» الرئيس «السادات» في السادس من
أكتوبر 1981، بحسب رواية ثروت الخرباوي الخبير في شؤون الإسلام السياسي، في إحدى
ندواته.

الفريق سعد الدين الشاذلي
تمجيد «الشاذلي»
وبعد وصول جماعة الإخوان إلى حكم مصر عقب التفافها على ثورة 25
يناير، أقامت الجماعة ممثلةً في رئيسها ومرشحها احتفالية بذكرى حرب أكتوبر، تجنبت
فيها دعوة زوجة الرئيس المصري السابق جيهان السادات، في حين تمت دعوة قتلة الرئيس
الراحل، عبود وطارق الزمر، وعاصم عبدالماجد، كما تم تكريم الفريق سعد الدين
الشاذلي، رغم كونه غير إخوانيٍّ ولم يعرف عنه الانضمام إلى الجماعة، ولكن لأن الأخير
كان بينه وبين «السادات» خلاف مشهور على بعض الخطوات العسكرية أثناء الحرب، فتم
تكريمه نكايةً في مؤيدي «السادات».

هجوم الهاربين
بدت حقيقة موقف «الإخوان» من حرب أكتوبر بعد ثورة 30 من يونيو، عقب الإطاحة بحكم الجماعة في مصر، فهاجمت عناصر الجماعة الهاربة، إلى كل من تركيا وقطر، الحرب وقياداتها في كل ذكرى سنوية للنصر، ومن أبرز هؤلاء محمد شرف، المتحدث باسم ما يُعرف بـ«جبهة الضمير الإخوانية»، الذي هاجم الجيش المصري، متهمًا قيادات الجيش زورًا بتغيير عقيدتهم العسكرية.
كما وصفت الإخوانية الهاربة الموضوعة على قوائم الإرهاب آيات العرابي، الحرب بـ«المباراة المبيعة»، مدعية أنه لا يوجد فارق بين نكسة 1967 والحرب المصرية لتحرير سيناء.
وهاجمت الشعب المصري المحتفل بعيد النصر، قائلةً: «سيقضي الهمج ليلة من الاحتفالات البدائية حول النار وسيرقصون في الشوارع».