رغم هزيمته.. تحذيرات أمريكية من عودة «داعش»
حذر برات مكجورك، المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، من أن عدم مبالاة صناع القرار في منطقة الشرق الأوسط، قد تفتح الباب أمام عودة التنظيم للسيطرة على المنطقة من جديد.
ويأتي هذا التحذير بعد يوم واحد من صدور تقرير أمريكي أعده «معهد دراسة الحرب»، حذر فيه بدوره من إمكانية عودة التنظيم بشكل سريع وأكثر خطورة عن ذي قبل.
العودة المرتقبة
وأوضح التقرير أن مسلحي تنظيم داعش، لا يزالون منتشرين الآن في مناطق بالعراق وسوريا، ويشنون هجمات خاطفة، كما أشار إلى أن التنظيم يحتفظ بشبكة تمويل عالمية كبيرة، إضافةً إلى احتفاظه بأسلحة قد تساعده في العودة من جديد.
وأكد التقرير، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أخطأ بإعلانه القضاء على التنظيم وسحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، مطالبًا في الوقت ذاته الولايات المتحدة بأخذ كل الاحتياطات الأمنية والاستعداد لهذه العودة، موضحًا، أن التباطؤ في مكافحة إرهاب داعش أعطى الكثير من الوقت للمجموعة للتخطيط والإعداد للمرحلة التالية من الحرب.
وتابع التقرير الأمريكي، أن تنظيم داعش لا يزال يحتفظ بشبكة تمويل عالمية تدعم عودته خاصة مع قدرة عناصره على إعادة بناء قدراته الإعلامية وإمداده بالأسلحة والعتاد؛ لتجهيز عدد من الإرهابيين الجدد، كما أن التنظيم بدأ بإعادة بناء قدراته الرئيسة أواخر العام الماضي؛ ما سيفضي إلى موجات جديدة من العمليات الإرهابية في أوروبا والعالم.
وفي تقرير سابق لوزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، تم التأكيد على أن تنظيم داعش يسعى في الوقت الحالي لتعويض خسائره في سوريا والعراق، عن طريق حرب العصابات في الشوارع، وأسلوب الخطف التي تقوم بها الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في سوريا والعراق.
وأوضح تقرير البنتاجون، أن الخلايات التابعة للتنظيم هي السبب الأساسي وراء الفوضى التي حلت بالعراق وسوريا في الوقت الحالي، وأن هُناك تحولًا في النمط الإرهابي المستخدم من قبل داعش، بدليل اغتيال عناصر التنظيم للقيادات البارزة في المجالس المحلية بسوريا والعراق.
داعش لم ينته
كما أشار التقرير، إلى أن الهيكل التنظيمي لداعش، لم يتم القضاء عليه تمامًا سواءً كان في سوريا أو العراق، خاصةً وأن داعش على الرغم من خسارة مصادر تمويله المتمثلة في البترول، فإنه استطاع تكوين مصادر جديدة للتمويل أبرزها غسيل الأموال.
ومن جانبه قال محمد محمود، المُحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان: إن داعش لن ينتهي بسهولة سواءً كان في سوريا أو العراق؛ لأنه تنظيم عالمي يحصل على تمويلات من بعض الدول الأجنبية كتركيا، لذلك يتفنن بين كل حين والآخر في استخدام استراتيجية جديدة، تمكنه من العودة إلى معاقله التي فقدها في بلاد الشام والرافدين.
وأكد محمود في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن داعش مازال حتى هذه اللحظة يمتلك أموالًا كثيرة التي استطاع جنيها من تجارة البترول الفترة الماضية، وهذا الأموال يستخدمها في تجنيد عناصر جديدة تقوم بشن هجمات إرهابية، ويستخدمها أيضًا في شراء الأسلحة الجديدة.
وأشار إلى أن داعش خلال الفترة المقبلة سوف يزداد عنفًا ويصبح أكثر وحشية؛ لتعويض خسائره في سوريا وبالأخص العراق، التي تحتفل في الأيام الحالية بذكرى نصرها عليه، ومن المُرجح أن يستغل أعياد الميلاد والسنة الجديدة في تنفيذ هجمات إرهابية كبرى.
