«دواعش أفغانستان» يخطفون الأضواء الأوروبية من «القاعدة»
الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 11:59 ص

داعش والقاعدة في أفغانستان
شيماء حفظي
حذرت بريطانيا، من تهديد وصفته
بـالـ«خطير» على المملكة المتحدة، وأوروبا، من عناصر تنظيم «داعش» في أفغانستان، في
وقت تشير تقارير أوروبية ورسمية إلى تهاوي قوة التنظيم، وتزايد قوة وخطر تنظيم «القاعدة».
الخطر الذي تحدث عنه وزير الدفاع
البريطاني، جافين ويليامسون،
هو تحذير من شن التنظيم هجمات إرهابية، على بريطانيا ودول أوروبية، مشيرًا إلى أن بلاده
ترى تهديدًا مباشرًا من هذه المجموعات الإرهابية على بريطانيا، ويجب أن تتصرف حتى لا
تتكرر هجمات مانشستر في مايو 2017 (وقع في
مايو 2017، واستهدف حفلًا غنائيًا، وراح ضحيته 22 شخصًا).

وزير الدفاع البريطاني، جافين ويليامسون
وفي تقرير لوكالة تطبيق القانون الأوروبية «يوروبول»، الأسبوع الماضي، سجلت الهجمات الإرهابية على أوروبا خلال عام 2017، ارتفاعًا بنسبة 44% مقارنة بالعام الذي يسبقه، لكن التقرير توقع أن يجذب تنظيم «القاعدة» عناصر تنظيم «داعش»، الذي أصبح أقل جذبًا للمقاتلين المتطرفين، لكن يبدو أن بريطانيا ترى الأمر بشكل مختلف.
وبالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع البريطاني، عن خطر «داعش» أفغانستان، نشرت بريطانيا 440 من القوات غير المقاتلة الأخرى في أفغانستان لمحاولة معالجة التهديد الإرهابي الذي تشكله المجموعات الموجودة في المنطقة.
القلق البريطاني، فسره وزير الدفاع، بأنه يتلقى باستمرار معلومات استخباراتية تفيد بأن «داعش» في أفغانستان لديه روابط مباشرة بالجماعات الإرهابية في المملكة المتحدة وفي القارة الأوروبية بأكملها.
وتعاني من بريطانيا من العمليات الإرهابية التي ارتفعت خلال العام 2017، إلى نحو 107 عمليات مسلحة، من أصل 205 عمليات شهدتها أوروبا خلال العام، وفقًا لتقرير اليوروبول السنوي.

داعش
تحذيرات متتالية
التحذير البريطاني من هجمات إرهابية جديدة، يأتي في وقت تحذر فيه أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية، من تصاعد وتيرة العمليات التي يتبناها «داعش» في الغرب، في محاولة لتعويض خسائره في سوريا والعراق وإثبات وجوده في المشهد.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن «داعش» ما زال يشكل تهديدًا إقليميًّا وعالميًّا على الرغم من خسائره، ففي الوقت الذي فقد فيه «داعش» موطئ قدم له في العراق وسوريا، زاد الجيش الأمريكي بشكل كبير من عدد الضربات الجوية التي نفذها في أفغانستان.
وفي تقريره السنوي، حذر «اليوروبول» من أنشطة إرهابية في دول الاتحاد الأوروبي مستوحاة من أساليب تنظيم «القاعدة» أو المنظمات الإرهابية الأخرى، قائلًا إن العمليات الإرهابية تبقى احتمالًا واقعيًّا، خاصة أن «داعش» حاول زيادة عدد هجماته في أوروبا لمحاولة تعويض خسائره، والحفاظ على دعم مؤيديه، خاصة مع تقهقره، وعودة صعود تيار القاعدة، وفقًا للتقرير.
ورأى تقرير اليوروبول، أن «القاعدة» ما زال لاعبًا قويًّا وبصورة نشطة، وأن وجوده يشجع على الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.

«داعش» أفغانستان
لماذا «داعش» أفغانستان؟
ضعفت جبهة «داعش» في سوريا والعراق، مع تزايد الضربات التي توجه لعناصره أو قادتها، فبات عليه البحث عن مناطق أخرى، وفي حين كانت أفريقيا عصية عليه – حيث حافظ «القاعدة» على إرثه في الجنوب والغرب الأفريقيين من خلال جماعات مثل حركة الشباب الصومالية – وجد التنظيم في أفغانستان ملاذًا له في ظل تراجع تنظيم القاعدة.
وقال تقرير حديث للأمم المتحدة إن «داعش» يواصل تسهيل نقل بعض عناصره الرئيسية إلى أفغانستان، بما في ذلك المقاتلون الأجانب من أوروبا، وهؤلاء يعاد استخدامهم مرة أخرى في تنفيذ عمليات إرهابية في بلدانهم حال العودة من التنظيم.
ووفقًا لما قاله وزير الدفاع البريطاني، فإن «داعش» في أفغانستان – وهي أقوى فرع للتنظيم حاليًا – لديه صلات قوية بجماعات مسلحة وإرهابيين في بريطانيا وأوروبا.
وفي أفغانستان بشكل عام، يتبادل تنظيم «داعش» وحركة «طالبان» تنفيذ عمليات –ضد المدنيين أو ضد بعضهما– حيث يسعى «داعش» للحصول على مأوى مناسب لطبيعة العمل الإرهابي - وفرض سيطرته على مناطق كبيرة على حساب الحركة التي تحاول الحفاظ على إرثها.
اقرأ أيضًا: