كتائب «حزب الله» العراقية.. فكر إخواني وولاء إيراني
أقرت كتائب «حزب الله» العراقية المقربة من إيران، بالوقوف خلف الاعتداء على مقر السفارة البحرينية في العاصمة بغداد، إذ قال المتحدث باسمها جعفر الحسيني إن جزءًا كبيرًا من المتظاهرين ينتمون إلى الكتائب، مؤكدا أنهم قدموا الرعاية الأكبر لهذه الاحتجاجات.
ويرصد «المرجع» تاريخ الميليشيا العراقية التي تعد أبرز أذرع إيران في العراق، وتستهدف بشكل خاص المصالح الخليجية.
تشكلت نواة «كتائب حزب الله» العراقي، عقب سقوط بغداد في أيدي الاحتلال الأمريكي، ومع تصاعد النفوذ الشيعي بعد الإطاحة بحكم الرئيس الراحل صدام حسين، وفي هذا الوقت ظهرت كتائب تحمل اسم لواء أبي الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي، وجميعها ميليشيات شيعية مسلحة أعلنت تجمعها وتوحدها تحت اسم «حزب الله العراقي» في 2006، وقد كانت الأهداف المُعلنة لهذه التجمعات هي محاربة المحتل الأمريكي في ذلك الوقت، لكن خفايا نشأة هذه الميليشيات كانت أذرع إيرانية طائفية بالعراق، كما ظهر بعد ذلك.
تأثر بالإخوان
وفقًا لموقع كتائب حزب الله، تقول: «نؤمن بأن ما نسعى إليه في عملنا الجهادي هو الوصول إلى حاكمية الإسلام، لما يمثله
من هدف هو من أسمى الأهداف التي رسمها الله تعالى للأنبياء والأولياء لتحقيقه على الأرض
ونتيجة حتمية لجميع الرسالات التي ستكون خاتمتها دولة العدل الإلهي بقيادة الأمام المهدي».
ويشكل الحديث عن الحاكمية في الإسلام، تقاربًا من أفكار سيد قطب منظر الإخوان الأول، وواحد من أهم من أصَّلوا لهذا المفهوم في الفكر الأصولى، وسار على طريقه الجماعات المتشددة بشقيها السني والشيعي، خاصة مؤسس النظام الإيراني موسوي الخميني.
الولاء للمرشد
لا يخفي الحزب اتصاله الأيديولوجي بإيران أو بالجمهورية الإسلامية- كما يسميها الحزب- في بياناته، إذ أصدر عدة بيانات مؤيدة وداعمة لنظام الولي الفقيه المرشد الإيرانى علي خامنئي.
ووفقًا لموقع كتائب حزب الله فأنه يرى «ان ولاية الفقيه هي الطريق الأمثل لتحقيق حاكمية الإسلام في زمن الغيبة، وما الإنجاز العظيم في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران إلا مرحلة أساسية في التمهيد لدولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن كتائب «حزب الله» واحدة من بين الأدوات التي تعمل بها إيران على خوض حربها بالوكالة في سوريا والعراق.
وتنتشر كتائب حزب الله ، في عدة مدن عراقية وخاصة في الجنوب والوسط، حيث كانت البداية في مدينة العمارة (400 كلم جنوب شرقي بغداد). ومن ثم انتشرت في مدينة الناصرية (الجنوبية أيضًا) ثم صحراء السماوة، وغيرها من المدن العراقية.
ووفقًا لتقديرات عراقية تشارك كتائب حزب الله في الحشد الشعبي الشيعى بنحو 2500 مقاتل من بين 7000 مقاتل هم عدد منتسبيها، أما على مستوى الأسلحة، فتمتلك أسلحة الكلاشنكوف "AK-47" والمسدسات والـ"M16" والـ"PKC" وقذائف صاروخية RPG-7 وقناصات B29, HS-50 والهاون من 60 إلى 180 ملم، والكاتيوشا و"ستر" للمقاومة للطائرات والمدافع الأحادية والثنائية والرباعية، والراجمات الصغيرة المثبتة على الأرض وعلى العجلات.
شاركت الكتائب منذ أكتوبر 2016 في عدة معارك إلى جانب الجيش العراقي بعدما انضوت تحت لواء الحشد الشعبي، وهو تجمع عسكري تشكل من عدة فصائل طائفية وارتكب انتهاكات واسعة ضد مدنيين عراقيين.
ويعتبر خالد إسماعيل المكنى «أبو مصطفى» مسؤولًا عن تمويل كتائب حزب الله وعمليات التجنيد، وكان يعمل خلف واجهة لشركة أمنية وفي سبتمبر 2009 اعتقلته العمليات الخاصة العراقية، ثم أفرج عنه لاحقًا.
ولكتائب حزب الله مجلس شورى، ويضم عددًا من القيادات التي تضع الخطط العسكرية، بالإضافة إلى التحركات السياسية والإعلامية، والتمويل.
والأمين العام للكتائب، هو عباس المحمداوي، ومقرب من الحرس الثوري الإيراني، أما المشرف العام للكتائب، فهو المرجع الشيعي آية الله محمد السند وهو من أصول عراقية ويقطن حاليًا في لبنان.
وكان لكتائب حزب الله دور في الصراع السوري، حيث أقرت في 2013 بإرسال مقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب الحرس الثوري وتحت قيادة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس.
صفقة الأمراء
برزت كتائب حزب الله في العراق بعد فضيحة الفدية القطرية، إذ كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن الميليشيات الإرهابية كانت من الأطراف التي قبضت أموال الدوحة لأجل الإفراج عن مخطوفين قطريين.
وبحسب مراسلات قطرية مسربة حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، تلقى زعيم كتائب حزب الله العراقي 25 مليون دولار، نظير دوره في صفقة الإفراج عن مخطوفين قطريين، فيما حصلت الميليشيات ذاتها على 150 مليونًا.
نتيجة لكل هذه المواقف أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 2 يوليو 2009 إدراج كتائب حزب الله وشخصيات سياسية عراقية أخرى على لائحة الإرهاب، وبينت أن وزارة الخزانة الأمريكية قامت بتجميد أصوال الكتائب.





