«ذا أتلانتك»: ترامب يفكر في إخضاع إيران على طريقة كوريا الشمالية
الثلاثاء 25/يونيو/2019 - 03:55 م
ترامب
أحمد سلطان
قالت صحيفة ذا أتلانتك: إن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن قرراها بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، على خلفية إسقاط الأخيرة لطائرة تجسس بدون طيار تابعة للبحرية الأمريكي.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتبين المتخصصين في الشؤون الدولية «كاثي جليسنان ويوري فريدمان»، أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تخلى عن فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وبدئه لحملة الضغط الاقتصادي الأقصى على «نظام الملالي»، والتي تضمنت إعادة جميع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها قبل التوصل للاتفاق النووي مع مجموعة «5+1» في عام 2015.
الملالي
ضغوط «ترامب» وسخط الملالي
ويعتبر «خامنئي» أنه لا فائدة من التفاوض مع الولايات المتحدة في ظل الضغوط التي يمارسها «ترامب» وعدم التزامه ببنود الاتفاق النووي.
كما علق خامنئي على كلمات الرئيس الأمريكي قائلًا: «يقول ترامب إن المفاوصات مع أمريكا ستفضي لتقدم إيران، لكننا سنتقدم بمشيئة الله» في إشارة منه إلى رفضه التفاوض مع الولايات المتحدة في ظل ما يعتبره «تهديدًا وإكراهًا»».
ونقل الكاتبان عن المتحدث باسم فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين الأسبق حسين موسوي، أن إيران لن تفكر في التفاوض مع الولايات المتحدة إلا بعد التزام ترامب ببنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي نسف الاتفاق النووي ودمر الثقة بين البلدين.
ويعتقد ترامب أن الضغط على إيران سيؤدي إلى تنازلها كما حدث في حالة كوريا الشمالية؛ ما جعله يرفض الاقتراحات التي قدمها مسؤولون أمريكيون بما فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو حول التفاوض مع إيران بدون شروط.
وأوضح الكاتبان أن الإدارة الأمريكية تتبع استراتيجية الضغط الاقتصادي على إيران، بجانب رد العدوان الإيراني والاستعداد لحرب عسكرية محتملة، مؤكدين أن هذا ينهي الأمل في التفاوض بين البلدين في الفترة الحالية.
كما كشفت ذا أتلانتك أن الكونجرس الأمريكي قد عقد جلسة استماع سرية حضرها المندوب الخاص بإيران في وزارة الخارجية الأمريكية، ومسؤولي البنتاجون والسي أي إيه؛ لمناقشة احتمالية وخطط الحرب مع إيران، وقدم المجتمعون أدلة تشير إلى تورط إيران في الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان.
الرئيس السابق باراك أوباما
ثمن الأفعال الأخيرة
نقل الكاتبان عن إليسا إويرز مسؤولة ملف الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما قولها: إن قادة إيران لا يرغبون في حرب عسكرية شاملة مع الولايات المتحدة، لكنهم يريدون تحميل الولايات المتحدة بعض التكلفة؛ بسبب العقوبات التي فرضتها على النفط الإيراني.
وأضافت إليسا -بحسب ما أورده الكاتبان- أن إيران قد تدفع ثمن أفعالها الأخيرة؛ لأن الأمور يمكن أن تتطور بصورة كبيرة، لافتةً إلى إيران تعتقد أنها طالما ابتعدت عن الحرب الشاملة فإنها ستكون في مأمن.
وبحسب «ذا أتلانتك» فإن العديد من الأطراف حاولت التوسط بين إيران والولايات المتحدة، وكان من بين هؤلاء الوسطاء «سويسرا، والكويت، وعمان، وقطر»، بالرغم من الإعلان الرسمي عن عدم وجودة وساطة أو مفاوضات من أي نوع.
واعتبر الكاتبان أن إيران تسعى للحصول على شيء من النفوذ عبر شن الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان، آملين أن تسهم تلك العمليات الإرهابية في تحسين موقفهم التفاوضي مع الولايات المتحدة.
كما هددت إيران بوقف التزامها ببنود الاتفاقية النووية مع مجموعة «5+1» وتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم من جديد.
ويمكن أن تساهم العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني في حدوث أزمة اقتصادية هائلة، داخل إيران، وهذا سيؤدي إلى فشل «نظام الملالي» في توفير الخدمات وقد يسرع من تنازلهم وقبولهم للمفاوضات بحسب صحيفة «ذا أتلانتك».
واختتم الكاتبان مقالهم بالتأكيد على أن إيران والولايات المتحدة ليس أمامهما سوى طريقين اثنين؛ إما التفاوض المباشر وإما الدخول في حرب عسكرية شاملة.





