يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«صفقة الملالي والعم سام».. إيران وأمريكا تتفقان على العرب

الجمعة 03/أغسطس/2018 - 02:34 ص
المرجع
علي رجب
طباعة
بوادر صفقة سريعة تلوح في الأفق بين نظام المرشد الأعلى علي خامنئي، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سوريا والعراق واليمن؛ من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، ومستقبل النظام الذي أصبح على المحك، في ظلِّ العقوبات الأمريكية، والتي ألقت بظلالها على الشارع الإيراني؛ حيث عادت التظاهرات مرة أخرى إلى الشارع الإيراني.
«صفقة الملالي والعم
لعبة التصريحات:
أمس، الثلاثاء 31 يوليو 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن وزير الخارجية مايك بومبيو يؤيد تصريحات الرئيس دونالد ترامب عن استعداده لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.

ولكن مايك بومبيو لم يترك هذا التأييد يمر دون شروط أمريكية بالجلوس مع الإيرانيين، حيث قال: «إذا أبدى الإيرانيون التزامًا بإجراء تغييرات جوهرية في كيفية تعاملهم مع شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث، والاتفاق على أنه من المفيد الانخراط في اتفاق نووي يمنع فعليًّا انتشار الأسلحة النووية».
«صفقة الملالي والعم
للمزيد.. انهيار الاقتصاد.. «إيران» تدخل نفقًا مظلمًا وتجر«الحوثيين» للهاوية

الطرح الأمريكي، قوبل برفض إيراني على الملأ؛ حيث أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، رفض لقاء القادة الإيرانيين للرئيس الأمريكي، قائلًا: «يا سيد ترامب! إيران ليست كوريا الشمالية لتقبل دعوتك للاجتماع».

تصريحات جعفري، جاءت لقطع الطريق على إدارة روحاني من أجل التفاوض مع إدارة ترامب؛ حيث أبدى حميد أبوطالبي، مستشار روحاني، موافقته على التفاوض والجلوس مع ترامب في حالة عودة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي، قائلًا: «احترام حقوق الأمة الإيرانية وخفض الأعمال العدائية والعودة إلى الاتفاق النووي خطوات يتعين اتخاذها لتمهيد طريق المحادثات الصعب بين إيران وأمريكا».

مؤشرات الصفقات:
الموقف الإيراني يتنافى مع ما يحدث على أرض الواقع، فبعد ساعات قليلة من تصريحات ترامب بلقاء المسؤولين الإيرانيين، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، والتي تُعدُّ إحدى أوراق إيران في الدول العربية، عن هدنة مفاجئة لمدة أسبوعين.
«صفقة الملالي والعم
للمزيد.. تقرير أممي جديد يُثبت تورط إيران في دعم الحوثيين

المؤشر الآخر كان في سوريا، حيث أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، انسحاب القوات الإيرانية لمسافة 85 كيلومترًا من مواقعها في الجنوب السوري قرب الحدود مع إسرائيل، وهو المطلب الأمريكي من روسيا، والذي يُشكل بوادر لتأمين دولة الاحتلال الإسرائيلي.
«صفقة الملالي والعم
للمزيد إيران.. لاعب «إرهابي» على الساحة السورية

المؤشر الثالث؛ عودة الهدوء إلى العراق مؤقتًا، وتحرك عراقي من أجل حسم ملف تشكيل الحكومة العراقية؛ حيث أعلن مقتدى الصدر، أمس، عن ملامح حكومته، والتي تُشكل عابرًا للحصص الطائفية.
«صفقة الملالي والعم
للمزيد.. محللون لـ«المرجع»: إيران أكثر المستفيدين من إشعال العراق بالفوضى

المؤشر الرابع؛ هو زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى واشنطن، ولقائه نظيره الأمريكي وصناع القرار في إدارة البيت الأبيض؛ من أجل تجنب إيران تصعيدًا غير مدروس مع الولايات المتحدة، ومحاولة لإنقاذ الاتفاق النووي، وذلك لعلاقة سلطنة عمان القوية بإيران، وأنها كانت جزءًا من مفاوضات الاتفاق النووي، ولعبت دورًا في التوصل إليه، عبر لقاءات بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما.
«صفقة الملالي والعم
صفقة ترامب وخامنئي:
ما بين فضح وزير الخارجية الأمريكي لثروات قادة وحكام إيران، وتهديد الحرس الثوري بإغلاق مضيق باب المندب، وتهديده باستهداف ناقلات النفط، وقيام الحوثيين باستهداف ناقلتي نفط سعودية في البحر الأحمر، والحرب الكلامية، باتت الطبخة الأمريكية الإيرانية على وشك النضوج.

من جانبها، قالت الدكتورة منى حامد أستاذة اللغة الفارسية جامعة عين شمس: إن ما يحدث بين إيران وأمريكا ملخصه أن أمريكا لن تُحارب إيران، وأن إيران لن تُهدد مصالح أمريكا.

وأضافت «حامد» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن ما يحدث بين إدراة ترامب والنظام الإيراني هو إنهاء صفقات معلقة بين البلدين في المنطقة في سوريا والعراق واليمن، وكل هذه الصفقات تأتي على حساب المصالح العربية.

وِتابعت: إن أمريكا وإيران تديران اللعبة بذكاء شديد من وراء الستار، وهناك صفقات معلقة واتفاقيات واسعة بين الطرفين، والمطلوب أن تبقى إيران «فزاعة» العرب؛ حيث لن يكون هناك صراع بين واشنطن وطهران.

كما أن الأمر الآخر هو الحفاظ على أمن إسرائيل، ولعل التقارير حول انسحاب قوات إيران 85 كيلومترًا عن الحدود الإسرائيلية، توضح مدى خبث الصفقة التي تتم في المنطقة.
"