حيلة المهزوم.. «مظلومية» الإرهابيين لشيطنة الجيش الليبي
لا تملّ الجماعات الإرهابية من استدعاء المظلوميات وروايات الاضطهاد، كلما ضاقت بهم ارض المعركة. لا يقتصر الأمر على فصيل بعينه، أو أولئك المحسوبين على جماعة الإخوان التي تتغذى على البكائيات، بل ذهب الوضع الى أبعد من ذلك، حتى وصل لتنظيم «داعش» الذي استخدم لغة عاطفية عن ما سمّاه «حصاره» و«اضطهاده»، بمدينة الباغوز (آخر جيوبه الإرهابية في سوريا).
اكاذيب الاغتصاب
حديثًا انتهج إرهابيو ليبيا الشيء نفسه، فبعدما أعلن الجيش الليبي تحركه نحو المنطقة الغربية لتحرير العاصمة، وتمكنه من السيطرة على بعض المدن المحيطة بطرابلس، استشعر الإرهابيون الخطر وبدؤوا في استخدام لغة عاطفية، تستند إلى روايات غير حقيقية عن جرائم زعموا ارتكابها من قبل قوات الجيش الليبي ضد أهالي طرابلس وتحديدًا النساء.
الاتهامات تلك وردت على لسان رئيس هيئة الإعلام الخارجي، جمال زوبية، الذي تحدث خلال ظهور له على قناة «التناصح» المحسوبة على الإسلاميين، عن جرائم شرف ارتكبتها عناصر من الجيش الليبي في حق نساء المنطقة الغربية.
وبما أن قصص الاغتصاب والنساء تحمل قدرًا جيدًا من التأثير في هذه المواقف، فقدّر زوبية عدد من قال إنهن اغتصبن من قبل الجيش بـ9 سيدات زوبية، وفقًا لإحصاء قال إنه منسوب لوزارة خارجية حكومة الوفاق (تدير الغرب الليبي وتلقى دعمًا من الفصائل الإسلاموية).
وبخلاف أن تكذيب هذه التصريحات جاء من قبل «صحة الوفاق» نفسها، التي نفت رصدها لأي حالات اغتصاب، داعية للاكتفاء بالبيان الرسمية الصادرة عنها فقط، فيما يخص الوضع الصحي، فجاء التكذيب الثاني على لسان المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، الذي قال في مؤتمر صحفي: إنه لا وجود لأي اعتداءات أو خسائر في صفوف المدنيين في المدن التي دخلها الجيش، فيما تفيد الأنباء الواردة عن تعليمات للقائد العسكري، المشير خليفة حفتر، بضرورة فرض القانون في المناطق التي دخلت تحت سيطرة الجيش.
سوريا نموذجًا
وإذ كانت تلك الروايات المتبنّية موقف المستضعف قد وجدت طريقها في ليبيا ويرشح المشهد لتصاعدها، فالأمر تكرر مرات ومرات داخل المشهد السوري خلال سنوات الحرب المستمرة منذ 2011؛ إذ لازم كل انتصار للجيش السوري، روايات عن انتهاكات يرتكبها في حق مدنيين.
ورغم الحرفية التي كانت تحاك بها هذه الاتهامات في سوريا، فإن تكرارها أفقدها مصداقيتها، خاصةً أنه في كل مرة كان يتهم فيها الجيش السوري بارتكاب انتهاكات كان المدنيون المقصودون هم أفراد ميليشيات خاسرة.
مؤشرات الهزيمة
وللتعليق على ذلك قالت الإعلامية الليبية، فاطمة غندور: إن هذا النهج الإعلامي في التعامل مع انتصارات الجيوش الوطنية، أمر متوقع من قبل الإسلاميين الذين لا يجدون أزمة في اختلاق أكاذيب لتقليص خسائرهم.
واعتبرت أن الأمر حدث في السابق في ليبيا، عندما كان الجيش يواجه ميليشيات تنظيم القاعدة في مدينة درنة، شرق ليبيا، وخرج الإخوان ومن ورائهم الإسلاميون ليتحدثوا عن استهداف المدنيين من قبل الجيش، محرضين المجتمع الدولي على قوات المشير خليفة حفتر.
ولفتت إلى أن مثل هذه الروايات أثبتت فشلها؛ إذ تمكن الجيش في السابق من تحرير مدن الشرق والوسط والجنوب؛ ما يعني أنه سائر في طريقه نحو العاصمة رغم كل ما يحاك ضده.
وأكدت أن هذه الروايات رغم ما تحمله من معلومات مكذوبة، فإنها تحمل دلالات على هزيمة المليشيات وقرب تحرير طرابلس.
للمزيد: «المسماري» يكشف السرّ.. ماذا تفعل القوات الأمريكية في ليبيا؟
للمزيد: ليبيا.. رعب إخواني من «طوفان الكرامة»





