«تحرير الشام».. هل تتجه نحو مزيد من السيطرة في «إدلب»؟
الأربعاء 20/مارس/2019 - 06:21 م
سارة رشاد
أحكمت ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، كبرى الفصائل العاملة في مدينة إدلب السورية، سيطرتها على حاجز مدخل مدينة كفر تخاريم بريف إدلب، الذي كان يخضع لسيطرة «فيلق الشام».
ووفقًا للمعلومات التي نشرتها صحف سورية فانتقال السيطرة
من «الفيلق» إلى «تحرير الشام» جاء بفعل اتفاق عُقد بين الطرفين.
وبهذا الشكل تكون «تحرير الشام» آخذة في تمديد سيطرتها على
كامل مدينة إدلب، خاصة أن الهيئة مددت سيطرتها على مناطق فصائل مناظرة مثل نور
الدين الزنكي، مطلع العام الجاري، ما دفع البعض للحديث عن تداعيات هذه السيطرة.
للمزيد.. بإزاحة «الزنكي».. دلالات سيطرة «تحرير الشام» على غربي حلب
للمزيد.. تركيا ترغب و«تحرير الشام» تنفذ.. الحركة الإرهابية تستعد لإدارة الشمال السوري
ومن قبل إدلب كانت «تحرير الشام»، قد تسلمت في وقت سابق الحواجز في مدخل معرة النعمان، إلى جانب مداخل مدينة أريحا في الريف الجنوبي للمحافظة.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع عمليات عسكرية يشنها الجيش السورى على مدينة إدلب، الأمر الذي يوحي بأن تحرير الشام الجهة الأولى المعنية بالتعبير عن جبهة الفصائل المسلحة.
ويأتي تحرك «تحرير الشام» برضا من تركيا، إذ تفضل الأخيرة الصمت تجاه أي تحرك تمددي للهيئة، حتى لو كان على حساب الفصائل المنضوية تحت الجبهة الوطنية للتحرير، المدعومة من تركيا نفسها.
ويدعم ذلك ما ذهب إليه مراقبون بأن تركيا تراهن على تحرير الشام، وتمهد لتقديمها للرأي العام الدولي كتنظيم سياسي، إذ تعمل أنقرة على تنقيح خطاب الهيئة واستبعاد أسماء مثيرة للجدل، لإقناع المجتمع الدولي بها.
ويقول المراقبون إن ثمة اتفاقًا تركيًّا مع الهيئة، مفاده أن تحافظ الهيئة على مصالح تركيا في سوريا، مقابل ضمان استمراريتها وتحولها للعمل السياسي.
وتتبني «تحرير الشام» خطابًا يشيد بتجربة حركة طالبان الأفغانية في العمل السياسي، مؤكدة عبر منابرها الإعلامية أن في ذلك حنكة، ما يشير إلى أن الهيئة تسعى لتكرار نموذج الحركة الأفغانية.
من جانبها لم تستبعد نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وجود هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن كلًا من الهيئة وأنقرة أطراف برجماتية، لهما سوابق في التخلي عن أفكارهما ومبادئهما مقابل المصالح، مشددة على أن المخطط التركي لن يمر، في ظل إصرار سوري على تطهير كامل الجغرافيا السورية من الحضور الإرهابي.
وكان وزير الدفاع السوري، العماد علي عبدالله أيوب، قال في مؤتمر صحفي، الإثنين 18 مارس، مع رئيسي أركان الجيش العراقي والقوات المسلحة الإيرانية، في دمشق، إن بلاده مصرة على تطهير كامل جغرافيتها، مشيرًا إلى أن إدلب لن تكون استثناء.
وتتفق ذلك مع ما تنتهجه الدولة السورية من عمليات عسكرية ضد الفصائل في إدلب خلال الفترة الأخيرة، ما يشير إلى احتمالية نشوب حرب واسعة قريبًا.





