يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

العلاقات السعودية العراقية.. تحركات لإذابة الجليد وتحجيم النفوذ الإيراني

الجمعة 15/فبراير/2019 - 06:53 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

تشهد العلاقات العراقية السعودية تطورًا ملحوظًا خلال الآونة الأخيرة، وذلك في محاولة لعودة العراق إلى محيطه العربي، وتحجيم النفوذ الإيراني، وذلك في ظلِّ تبادل الوفود الرسمية والتصريحات الداعمة من كلِّ طرف للآخر، وهو ما بدا في تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكثر من مناسبة، وهي التصريحات التي لاقت ترحيبًا عراقيًّا على المستويين الشعبي والرسمي، وفي اتصال هاتفي مؤخرًا بين ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي، أعرب الأول عن دعم المملكة لأمن وازدهار العراق، فيما أثنى الأخير على تطور العلاقات بين البلدين.


وفي إطار الإشادات المستمرة من قبل الدوائر الرسمية العراقية بالعلاقات مع السعودية، ثمّن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، بالعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق في شتى المجالات، والصلات التي تربط الشعبين الشقيقين، مؤكدًا وحدة المصير والتاريخ والترابط الجغرافي والثقافي بين البلدين.

 

وأعرب رئيس مجلس النواب العراقي عن تطلعه إلى مستقبل متطور في طبيعة هذا التعاون بين المملكة والعراق، بما ينعكس إيجابًا على الشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى أن العراق في المرحلة القادمة المتعلقة بالبناء والإعمار يتطلب تعاون الأشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم المملكة.

العلاقات السعودية

خطوات على الأرض

وتجاوزت المساعي لإذابة الجليد بين البلدين الوفود المتبادلة، إلى اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع؛ حيث أعلنت وزارة الإعمار والإسكان، البدء بإنشاء منفذ «عرعر» الحدودي الجديد، في منطقة عرعر العراقية الرابطة مع حدود السعودية، ومن المقرر أن يضم المنفذ المرافق الحكومية كافة للدوائر المختصة بعملها في المنافذ من جمارك وجوازات وحجر صحي وآخر بيطري ومبانٍ إدارية أخرى.


وتشمل البُنى التحتية للمنفذ نصب مولدات القدرة الكهربائية، ومحطات تحلية ماء، ومركزًا صحيًّا وجامعًا، إلى جانب أجهزة الفحص بالأشعة والساحات والطرق، وأكدت وزارة النقل العراقية، أنه تم إبرام عقد لتشغيل ساحة للتبادل التجاري في منفذ عرعر الحدودي مع المملكة العربية السعودية، بعد أن تم الاتفاق مع الجانب السعودي على إعادة العمل به، وتفعيل دوره بحركة التجارة ونقل المسافرين بين البلدين.


وجرت مباحثات بين الرياض والمسؤولين العراقيين إلى إنشاء منطقة حرة وأخرى صناعية على الحدود بين البلدين، ضمن تفاهمات مجلس التنسيق العراقي السعودي، وسيفعّل المجلس بشكل أكبر بزيارة وفد سعودي كبير بغداد، وتحدث عبدالعزيز الشمري السفير السعودي في العراق عن تفعيل المجلس، وعن جهود سعودية حثيثة لدعم العراق على المستويات كافة.

العلاقات السعودية

إذابة الجليد

المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع» في الحقيقة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003م، وتحديدًا بعد أن أصبح نوري المالكي رئيسًا لوزراء العراق ولدورتين متتاليتين شهدت العلاقات العراقية - السعودية حالة من التوتر، ودخلت هذه العلاقة مرحلة صراع، وتحديدًا في الإعلام، لاسيما أن أغلب القنوات الفضائية العراقية تابعة لأجندات الأحزاب والكتل السياسية الشيعية تحديدًا، ولأن المالكي رجل معروف بطائفيته المقيتة وكرهه للعروبة.

 

وأضاف المحلل السياسي العراقي، أن المالكي حينها، حاول أن يتهم المملكة العربية السعودية بأنها راعية للإرهاب في العراق، وطبعًا هذا توجيه إيراني لا يقبل الشك، ونتيجة لهذه السياسة تأزمت العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية، إلا أنه في الوقت الحالي بدأ التحرك السعودي لكسر هذا الجمود وإذابة الجليد، وبعد مجيء حيدر العبادي تحرك أيضَا في اتجاه إعادة هذه العلاقات، وكسر الجمود الذي كانت عليه.


وأوضح المحلل السياسي العراقي أن القضية المهمة الآن هي أن ائتلاف الإصلاح أحد أكبر الكتلتين في المشهد السياسي العراقي، والذي يضم فيه السيد العبادي وكتلة سائرون جماعة مقتدى الصدر، فهؤلاء لديهم ميول التقارب مع المحور العربي، وذلك في محاولة منهم للتصدي للتغلغل الإيراني في العراق، والذي يروج له ائتلاف البناء بزعامة هادي العامري.
"