ad a b
ad ad ad

«حرب ملحمية».. صراع ترامب وبيلوسي يُربك السياسة الخارجية الأمريكية

السبت 05/يناير/2019 - 09:29 م
ترامب وبيلوسي
ترامب وبيلوسي
شيماء حفظي
طباعة

صراع تلوح بوادره في أفق واشنطن بين إدارة الرئيس دونالد ترامب، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ما وصفته وسائل إعلام أمريكية بأنها «حرب ملحمية» ستؤثر على الأوضاع الأمريكية، وكذلك خريطة التعامل الأمريكي خارجيًّا.


الاختلاف بين الطرفين (الجمهوري ترامب)، والمعارضة الشرسة (الديمقراطية بيلوسي) فيما يتعلق بواحدة من أبرز قضايا واشنطن الخارجية الآن، وهي الوجود الأمريكي في سوريا، بدا منذ اللحظة الأولى، حتى قبل إعلان فوز بيلوسي رسميًّا بمنصبها.

«حرب ملحمية».. صراع

بداية الأزمة

منتصف الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا، في قرار رأى المعارضون له أنه «مفاجئ» ويضع قوات مكافحة الإرهاب في سوريا في موقف حرج مع استمرار تهديد تنظيم داعش، على حد وصفهم.


إضافة إلى النقد الذي واجهه قرار ترامب دوليًّا من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، انتقدت بيلوسي، القرار، وقالت: إنه مدعاة للقلق؛ ما سيجعل الوضع في سوريا أحد أبرز «مبارزات» الطرفين خلال الفترة المقبلة.


وقالت بيلوسي في بيان: إنه «من السابق لأوانه أن يُعلن الرئيس فوزًا كاسحًا ضد داعش عندما قاد جيشنا أكثر من 250 غارة جوية نفذتها قوات التحالف ضد أهداف في العراق وسوريا قبل أسابيع قليلة».

 

وأضافت في بيانها «يجب على جميع الأمريكيين أن يشعروا بالقلق من أن هذا الإعلان المتسرع قد صدر في اليوم الذي يبدأ فيه الحكم في الإجراءات الجنائية ضد مستشار الرئيس السابق لشؤون الأمن القومي مايكل فلين، الذي اعترف بأنه عميل أجنبي مسجل لدولة لها مصالح واضحة في النزاع السوري».

«حرب ملحمية».. صراع
بيلوسي..  فزاعة ترامب
تولت بيلوسي، 78 عامًا، أمس الخميس، مهامها رسميًّا كرئيسة لمجلس النواب، وهو المنصب الذي كانت أول امرأة في التاريخ الأمريكي تتولاه بين 2007 و2010، ومع تسلمها المهام من رئيس المجلس المنتهية ولايته بول راين، باتت بيلوسي الشخصية الثالثة في هرم السلطة في البلاد بعد الرئيس ونائبه.

وبحسب ما نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية، قالت بيلوسي: «يجب أن نسأل أيضًا لماذا لم يتخذ الرئيس هذا القرار في سياق تعزيز مفاوضات السلام.. لا تزال العائلات السورية التي تقع وسط هذا النزاع تعاني من فظائع مفجعة كل يوم».

«عندما نأخذ المطرقة فإن أغلبيتنا الديمقراطية ستحافظ على مسؤوليات الإشراف الدستوري للكونجرس؛ لضمان أن قرارات الرئيس تعمل على تعزيز مصالحنا الأمنية الوطنية، وليس أهدافه الشخصية أو السياسية» بحسب ما قالته بيلوسي.

وتحمل تصريحات بيلوسي، دلالات على محاربة قرار ترامب، بشأن سحب قوات أمريكا، وهو ما سننتظر رؤيته مع بداية ممارستها لعملها كرئيسة لمجلس النواب الأمريكي «الكونجرس».

وفي تطور لموقف الرئيس الأمريكي -  الذي توقع تحديات كبيرة أمامه بعد تولي بيلوسي، وقال: إن سوريا «ضاعت منذ زمن»، ولم يبق فيها إلا «الرمال والموت»، مضيفًا :«لا نتحدث عن ثروة طائلة، نحن نتحدث عن الرمال والموت، ولا أريد البقاء في سوريا إلى الأبد».

وتراجع ترامب عن قرار «انسحاب قواته من سوريا فورًا» وقال في اجتماع حكومي إنه لم «يقرر عودة القوات بين ليلة وضحاها.. نعم، سننسحب ولكن ذلك سيتم خلال فترة من الزمن».

وكان الرئيس الأمريكي قال الإثنين: إن الولايات المتحدة شرعت في سحب قواتها «تدريجيًّا» من سوريا، وهو تصريح مختلف في معناه عن إعلانه يوم 19 ديسمبر سحب قواته فورًا، وفقًا لما نقلته بي بي سي.

فيما نقلت سي إن إن، أن ترامب قال: «لم أقل أبدًا سريعًا أو بطيئًا.. قال أحدهم لأربعة أشهر، لكنني لم أقل ذلك أيضًا».

وخلال ولايتها الأولى، مثّلت بيلوسي قوة معارضة كبيرة للجمهوري جورج دبليو بوش في السنتين الأخيرتين من رئاسته، وسيكون دورها الرقابي على ترامب مماثلًا.

ووفقًا لمنصبها الحالي، سيكون لدى نانسي بيلوسي وللقيادة الديمقراطية القدرة على منع تمرير قوانين يطرحها الجمهوريون وتعطيل الكثير من الأحداث على أجندة ترامب، من مقترحات لخفض ضريبي جديد إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وفقا لـ«دويتش فيله».

ويمكن لبيلوسي أن تصعّب الأمور أكثر على ترامب إذا ما أطلقت إجراءات لعزله، لكنها حتى الآن عبرت عن معارضتها لاستخدام هذه العصا الغليظة ضده.

ويؤكد مراقبون أن بيلوسي هي الأكثر حنكة بين القادة السياسيين من جيلها، وقادت قانون الرعاية الصحية الذي طرحه الرئيس السابق باراك أوباما في المجلس وصولًا إلى تمريره التاريخي الشائك في 2010، وقد يكون هذا سبب اعتبارها من كثيرين مصدر إزعاج بعد ثماني سنوات.
"