ad a b
ad ad ad

سوريا.. مصير الأكراد على المحك وتلميح أمريكي بالحماية

الخميس 03/يناير/2019 - 12:20 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

في وقت يصبح فيه مصير الأكراد في الأراضي السورية على المحك، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية، عن رغبتها في حماية المقاتلين الأكراد، بالرغم من سحب قواتها من سوريا.


سوريا.. مصير الأكراد

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا «على مدى فترة من الوقت» وإنها تريد حماية المقاتلين الأكراد مع سحب القوات الأمريكية من هناك.


وأضاف ترامب في اجتماع بالبيت الأبيض، إنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولًا زمنيًّا للانسحاب، الذي كان قد أعلنه الشهر الماضي، متجاهلًا مشورة كبار مساعديه للأمن القومي ودون تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم «داعش».


وكان الرئيس الأمريكي، أعلن الأسبوع الماضي، بشكل مفاجئ، سحب قوات بلاده من سوريا، ما أسفر عن توترات نتيجة عدم الإقرار نهائيًا بهزيمة داعش، إلى جانب قلق الأكراد من الزحف التركي عليهم.


وفي وقت سابق من اليوم، انسحبت قافلة من المقاتلين الأكراد من منطقة منبج المضطربة في شمال سوريا، بالقرب من أراضٍ تسيطر عليها تركيا، بعد تهديدات أنقرة باجتياجها بريًا.


وتشغل البلدة الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود التركية، موقعًا حساسًا على خريطة الصراع السوري، لقربها من ملتقى مناطق نفوذ كل من روسيا وتركيا، و- حتى الآن- الولايات المتحدة .


سوريا.. مصير الأكراد

وقالت وزارة الدفاع السورية اليوم إن المعلومات تفيد بأن ما يقارب 400 مقاتل كردي غادروا منبج حتى الآن، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق في شمال الجمهورية العربية السورية، وعرضت الوزارة لقطات فيديو لعشرات العربات تسير على طريق غير ممهد وتحمل مقاتلين مسلحين بعضهم يلوح بعلم وحدات «حماية الشعب» التي يقودها الأكراد وشريكتها وحدات حماية المرأة.


ووحدات «حماية الشعب» هي العضو الأقوى في تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي دعمته الولايات المتحدة في حملة على تنظيم داعش، وساعدته على السيطرة على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا.


وكانت وحدات «حماية الشعب» طالبت قوات الحكومة السورية بالانتشار في المنطقة حول منبج، للتصدي لأي هجوم قد تنفذه تركيا ضدها.


وتعتبر تركيا وحدات «حماية الشعب» منظمة إرهابية على صلة بحزب العمال الكردستاني المسلح المحظور في تركيا، ونفذت تركيا عمليات داخل سوريا دعمًا لمسلحين من الفصائل السورية لطرد الوحدات من الحدود، ونتيجة لإحدى تلك العمليات، سيطرت قوات مدعومة من تركيا على منطقة متاخمة لمنبج منذ 2016، وطالبت أنقرة مرارًا بانسحاب وحدات «حماية الشعب» من المنطقة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.


وأعلنت الوحدات في السابق أنها سحبت قواتها من منبج وأن المقاتلين الذين بقوا في المنطقة ينتمون إلى فصيل مسلح محلي متحالف مع قوات سوريا الديمقراطية.


سوريا.. مصير الأكراد

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي: «في ظل الوضع الراهن مازلنا ندعم وحدة التراب السوري، هذه المناطق تنتمي لسوريا وفور أن تغادرها المنظمات الإرهابية لن يبقى لدينا ما نفعله هناك».


وأضاف: «الأمر لا يتعلق فقط بمنبج.. هدفنا الرئيسي هو أن نلقن وحدات حماية الشعب الكردية الدرس المطلوب هنا».


ويعمل قادة الأكراد من أجل الوصول سريعًا إلى استراتيجية لحماية منطقتهم الممتدة عبر شمال وشرق سوريا، وتقع تلك المنطقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية الشعب، المدعومة من الجيش السوري، وروسيا وقد قاما بنشر قوات عكسرية لحماية الأكراد من هجوم تركي محتمل.


وتعهدت تركيا بمنع إنشاء منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي على طول الحدود مع سوريا، بدعم مساعي ما تصفهم انقرة بــ«المعارضة المسلحة السورية»، للسيطرة على واحدة من المناطق الحدودية الأخيرة التي لا تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.


وأثار الدعم العسكري الأمريكي للمقاتلين الأكراد غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، التي ترى أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حربًا انفصالية داخل تركيا منذ عقود.


واستعادت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب قوامها الرئيسي، منبج في عام 2016 من قبضة تنظيم «داعش» في تطور فارق في الحرب على المتطرفين؛ حيث كانت شريكًا مهمًا مع التحالف الدولي بقيادة أمريكا لمحاربة التنظيم.

الكلمات المفتاحية

"