ad a b
ad ad ad

«القات الوحشي» يطيح بزراعة وتجارة البن اليمني

الخميس 20/ديسمبر/2018 - 11:33 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

«البن اليمني»، هذه الكلمة كانت مبعث السعادة التي يحملها أي وافد يمني - سواء صديقًا أو تاجرًا- إلى أي بلد، ينتظره كل من يعشق «القهوة» ليتمتع بمذاق خاص ومميز ينبت في أراضي اليمن، التي لم تعد صالحة لإنبات البن المفضل «اليمني».


 البن اليمني
البن اليمني
وتسببت الحرب التي دخلها اليمن، منذ انقلب الحوثيون على الحكومة الشرعية في البلاد قبل 4 سنوات، في توقف زراعة البن اليمني، وتوقف تصديره للعالم سواء بلاد الغرب أو البلاد العربية، ما أفقد اليمن تجارة رابحة، وأفقد من يستهلكون البن حول العالم نكهة ومذاقًا مميزًا.

وقبل أكثر من 15 قرنًا مضت عرف اليمنيون زراعة البن، وخاصة في بداية القرن الخامس الميلادي، وعلى مدار الأعوام الماضية، حظى البن اليمني بشهرة عالمية، أساسها جودته، وتصديره الذي بدأ في القرن السادس العشر عبر الميناء المطل على البحر الأحمر، لكن إرهاب الحوثيين، ذهب بسمعة البن اليمني وتجارته إلى القاع، حيث أصبح يحتل المركز الـ 46 من أصل 64 دولة تنتج البن.

أصبح اليمن غير مستقر أمنيًّا وسياسيًّا، وحتى الذين يزرعون البن لا يملكون من يسوق لهم منتجهم، بالإضافة إلى أن المشترين لن يجازفوا للمرور بأماكن محفوفة بالمخاطر في اليمن من أجل نقل البضاعة، بحسب متابعين للشأن اليمني.
«القات الوحشي» يطيح
وتعد محافظة صعدة التي تقع شمال اليمن أبرز المناطق المتضررة من سيطرة الحوثيين، إذ كانت ضمن أكثر المحافظات اليمنية إنتاجًا للبن، لكن بسبب سلسلة الحروب التي تسببت بها ميليشيا الحوثي منذ 2004 وحتى اليوم، حيث لم تنتج العام الماضي سوى 1735 طنًا.

ويبلغ عدد أشجار البن في اليمن أكثر من 40 مليون شجرة، بحسب أرقام وزارة الزراعة اليمنية، كما يعتبر اليمن البيئة الأنسب لزراعة البنّ، من حيث المناخ الاستوائي والأمطار المستمرة، وتعد منطقة برع من أهم مدن زراعة البن.

وتواجه زراعة البن تحديًا لانتشار الطلب على نبات القات «إحدى النباتات المخدرة»، خاصة مع استخدام الحوثيين له بكثرة، وهو نبات سريع الربحية لذلك أصبح يُزرع في مساحات شاسعة مستهلكًا كميات كبيرة من المياه الجوفية خاصة في المناطق الجافة.
 نبات القات
نبات القات
وبحسب تقرير لـ «بي بي سي» فإن استهلاك القات يأتي على حساب دخل الأسرة المتواضع الذي لا يتجاوز متوسطه ستة دولارات في اليوم، كما تتسبب المبيدات التي ترش على بعض أنواع القات في إصابة نحو20 ألف يمني بمختلف أنواع السرطانات، مثل سرطان الفم والبلعوم وغيرها.

أنواع القات كثيرة، ولكل نوع تأثير مختلف، ويستهلك اليمنيون الأنواع المحلية، وكذلك القات المستورد من الحبشة، وسمح القات بإنشاء الثروة، فقد انتعشت الفلاحة في الريف بفضل أموال أهل المدينة التي ينفقونها على القات ما ساعد على تنميته على حساب المحاصيل الزراعية والأراضي.

ووفقاً لدراسة أجراها البنك الدولي عن نسب استهلاك المياه فى زراعة القات فى اليمن، فيعمل القات على امتصاص كميات كبيرة من العناصر الغذائية للتربة، ورغم قرب نضوب الموارد المائية في اليمن، يواصل المزارعون استنزاف الأحواض الجوفية عبر حفر آلاف الآبار لري 260 مليون شجرة قات تستنزف نحو 50 في المائة من المياه الجوفية المستخرجة.
ورصد تقرير «بي بي سي» أن زيادة الطلب عليه وضعف تكاليف إنتاجه جعلت الفلاحين يستعيضون عن زراعة البن وأنواع العنب والفواكه التي يعرف بها اليمن، بزراعة القات الذي لا يتطلب غرسه وقطافه وتسويقه جهدًا ولا الكثير من المال.
"