اندماج الجريمة والإرهاب.. دعم لوجستي للتنظيمات المتطرفة في أفريقيا

تستغل الشبكات الإجرامية، المهاجرين الأفارقة في عمليات تهريب الأسلحة، ودعم التنظيمات الإرهابية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء، من خلال تجنيد عناصر جديدة للانضمام لتلك التنظيمات.

وطالبت وزارة الداخلية الجزائرية الأسبوع المنصرم المواطنين بضرورة التوقف عن تقديم الصدقات المالية للمهاجرين الأفارقة الذين يقيمون بطريقة غير شرعية في البلاد، مشيرة إلى أنها توصلت في تحقيقاتها الأمنية إلى معلومات باستغلال الشبكات الإجرامية لهؤلاء المهاجرين لتهريب المخدرات والأسلحة، وتقديم الدعم اللوجستي للتنظيمات الجهادية في منطقة الساحل الأفريقي.
وصرحت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موجيريني، الأسبوع الماضي أثناء زيارتها للجزائر بأن الاتحاد والجزائر، شريكان أساسيان في حل المشكلة الرئيسية لأزمة المهاجرين في منطقة المغرب العربي، وأنه يجب التصدي للمهاجرين الذين يحملون الفكر المتطرف كونهم يشكلون خطرا على البلاد.
وفي يوليو الماضي رفضت الجزائر فكرة إقامة استقبال مراكز لإيواء المهاجرين على أراضيها، وأكد عبد القادر مساهل وزير خارجيتها، خلال حواره مع «إذاعة فرنسا الدولية» معاناة بلاده من المهاجرين، ومن إقامة مراكز الاستقبال في البلاد، وأوضح أن فكرة الرفض تأتي من منطلق الحرص على طرد الأفكار المتطرفة خارج البلاد.

العلاقة بين الجريمة والإرهاب
يقول أبو الفضل الإسناوي، الباحث في شؤون دول المغرب العربي، إنه لابد من الرجوع لفكرة العلاقة بين الجريمة المنظمة وبين التنظيمات الارهابية، إذ أنه بعد الخناق والتشديد التي فرضته العديد من الدول الأفريقية لجأت التنظيمات الإرهابية لاستغلال المهاجرين، وتصدير أزمتهم لتلك الدول، ودس بعض العناصر الإرهابية بينهم.
وأكد «الإسناوي» في تصريح لـ«المرجع»، أن التنظيمات الإرهابية ستبحث في الفترة القادمة عن مصدر آخر للتمويل المالي، من خلال استغلال اللاجئين فى تجارة الأعضاء، حتى تتمكن من شراء الأسلحة .
اندماج
يرى المحلل السياسي الجزائري، الدكتور إدريس عطية، أن عام 2007 شهد اندماجًا كبيرًا بين الإرهاب والجريمة المنظمة في أفريقيا؛ حيث يوفر الإرهاب للعصابات الإجرامية الحماية المسلحة، وكذا التشويش على العمليات الأمنية لمكافحة الجريمة، إذ تهتم الدول بمكافحة الإرهاب كأولوية مطلقة على محاربة الجريمة المنظمة.
وأوضح في تصريح لـ«المرجع»، أن عناصر الجريمة المنظمة تعمل في تجارة المخدرات بمختلف أنواعها وتهريب الأسلحة وتجارة البشر، متابعًا أن منطقة الساحل الأفريقي والصحراء تحديدًا، منطقة رخوة لجلب العناصر الإجرامية والجماعات الإرهابية وتمثل لهم ملاذًا آمنًا، ولابد لحكومات المنطقة من التشديد أكثر في إجراءات التصدي لهم.