ad a b
ad ad ad

ما الاستراتيجيات الأنسب لمكافحة الإرهاب؟.. تقرير أمريكي يجيب

الأحد 11/نوفمبر/2018 - 06:53 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة

نشرت صحيفة «فورين بولسي» الأمريكية، تقريرًا يدعو كاتبه إلى الحاجة الماسة للاعتماد على بيانات دقيقة لتحديد الاستراتيجيات الأنسب لمكافحة الإرهاب بشكل أفضل.

ما الاستراتيجيات

ويبدأ التقرير بالإشارة إلى تزايد الهجمات الإرهابية خلال العقد الماضي بشكل كبير، فقد قدرت بنحو ثلاثة آلاف عملية سنويًّا في الفترة بين 1970 و2000، لكن منذ مطلع عام 2010، زادت لتصل لما يربو عن عشرة آلاف عملية في العام الواحد، وفقًا لإحصائية لمركز مكافحة الإرهاب بجامعة «ميريلاند» الأمريكية.

 

ومع محاولة الحكومات مكافحة تصاعد حدة تلك العمليات، تواجه بسؤال مهم، وهو كيف يمكن منع الناس، ولا سيما الشبان الصغار من الانضمام للجماعات الإرهابية؟، خاصة أن المواجهة العسكرية لما يحدث لن تحل مشكلة التطرف ذي الطابع العنيف، ففي بعض الحالات، تم التركيز على مبادرات بناء المجتمع والتنمية المستدامة وبرامج خلق فرص عمل بهدف معالجة الأسباب التي تدفع البعض لتوجه للجماعات المتشددة.

ثورة تونس
ثورة تونس

ويستشهد معد التقرير، الباحث الأمريكي في شؤون الإرهاب، دانيال بيرانان، بالحالة التونسية، البلد العربي التي بدأت منها ما عرف بثورات الربيع العربي عام 2010، ويقول: «الإستراتيجية التي نفذت كانت مبنية على افتراضات عامة، مثل أن صغار الشباب يحتاجون فقط  فرص عمل، دون الوضع في الاعتبار التاُثيرات المجتمعية التي قد تلعب دورًا في سلوك هؤلاء الشباب».

 

وكانت البيانات التي تم العثور عليها مع أحد مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي، تفيد بوجود نحو 600 عنصر تابعين للتنظيم في تونس، يقومون بتجنيد الشباب التونسي للسفر إلى مناطق التنظيم.

 

وقام «بيرانان» بإجراء بحث مستخدمًا هذه البيانات، وتوصل إلى أن فرصة انضمام الأشخاص للجماعات الإرهابية، لا ترتبط أو تزيد بالضرورة بوجود نسبة بطالة وفقر عالية في المناطق التي يعيشون فيها، لكن ارتباط  التطرف باحساس الأشخاص بالحرمان أو عدم تحقيق الإنجازات التي يحلم بها الشخص ربما يكون دافعًا أقوى.

 

في كثير من الأحيان، تعتمد سياسات مكافحة الإرهاب على بيانات تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة اللازمة لتحديد المجموعات السكانية التي تحتاج إلى التركيز عليها، أو تستند إلى افتراضات لا تدعمها الأدلة، ويرى «بيرانان» أن على الحكومات والمنظمات الدولية التي تريد تعزيز دعمها لدول مثل تونس، ومنع المزيد من الشباب من الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، فسوف يحتاجون إلى نهج جديد، تستخدم فيه بيانات أدق وأكثر وضوحًا.

 

وفي نهاية التقرير، قدم الباحث الأمريكي في شؤون الإرهاب، توصيات تشمل ضرورة اعتماد الأدلة التجريبية، بدلًا من الاعتماد على حلول مثل برامج التوظيف واسعة النطاق القائمة على التبسيط المفرط - والتي على سبيل المثال، تشير إلى أن المناطق الفقيرة والمهمشة تنتج معظم الإرهابيين، فهي من المرجح  أن تكون مكلفة وغير فعالة.

 

 وبدلًا من ذلك، يجب أن تركيز البرامج على ما تخبرنا به البيانات، فالمشكلة ليست مشكلة فقر أو بطالة في حد ذاتها، فمثلا هناك التوقعات غير المحققة للشباب المتعلمين، الذين يشعرون بأن العقد الاجتماعي في بلادهم لم ينصفهم.

"