عبدالرحمن أغليو.. سقوط مصور مذبحة «أقباط مصر» في ليبيا

في الصحراء الغربية، وعلى الحدود مع مصر، سجلت القوات الأمنية الليبية انتصارًا جديدًا على إرهابيي داعش؛ إذ سقط إرهابي يمكن اعتباره «عين الكاميرا» بالتنظيم الإرهابي، وهو «عبدالرحمن علي أغليو».
عرف الإرهابي الليبي «عبدالرحمن علي أغليو»، بـ«أبو محمد»، وذاعت شهرته عقب بث تنظيم داعش لمقطع فيديو يُظهر فيه عملية ذبح 21 قبطيًّا مصريًّا، احتجزهم التنظيم الإرهابي في ليبيا قبل ثلاثة أعوام، وهي العملية الإرهابية التي قام «أغليو» بتصويرها.
و«أغليو»، من مواليد عام 1997، وعندما بلغ 15 عامًا، أبلغت عائلته أنه مفقود، ونشروا صوره للاستدلال عليه، وكان ذلك في العام 2012، لكنه ظهر بعدها وقد تم تجنيده من قبل ميليشيات مصراتة الإرهابية، وكان يشارك معها في مهاجمة مدينة «بني وليد» الليبية.
ووفقا للمعلومات المتاحة عن «أغليو»؛ فإنه عمل تحت إمرة «أبوعامر الجزراوي»، الملقب بـ«والي طرابلس»، والذي قتل في عام 2016 بمدينة سرت الليبية.
وكان النائب العام الليبي، الصديق الصور، أعلن العام الماضي، القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، والتي جرت خلف فندق المهاري في مدينة سرت، مؤكدًا أنه تم تحديد أماكن دفن الضحايا، وبعدها سلمت حكومتا مصر وليبيا الجثامين لأهالي الضحايا.
وقال «الصور»، في تصريحات سابقة: إن أغلب المنخرطين في عضوية تنظيم داعش الإرهابى على الأراضى الليبية، ليسوا جديدين على العمل الإرهابي والمسلح، فهم قادة في تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن، ومساعده أيمن الظواهري، وقُبض على بعضهم في ليبيا في وقت سابق، وبعضهم نجحوا في التسلل والهروب للعراق، ليلتحقوا بالتنظيم هناك.
وفي ديسمبر 2017، نشرت إدارة مكافحة الجريمة في ليبيا، اعترافات أحد أفراد تنظيم داعش، وهو «هشام العوكلي»، الشهير بـ«الديناصور»، والذي أقر بأنه كان أحد الأفراد المشاركين في مذبحة الأقباط.
ووفقًا لاعترافات «الديناصور»؛ فإن جريمة ذبح الأقباط المصريين تم تصويرها تحت إشراف أبوعبدالعزيز الأنباري، رئيس فريق التصوير، الذي استخدم كاميرات ومعدات حديثة جلبها شخص يدعى «أبوعبدالله أحمد الهمالي»، من تركيا عبر مطار معيتيقة في طرابلس.
وبحسب ما كشفته تحقيقات في ليبيا؛ فإن تجنيد عناصر داعش في ليبيا، بدأ على يد الليبي حسن الصالحين بالعرج، المُلقّب بـ«أبوحبيبة»، والذي سُجِن في العراق عام 2005، وعاد إلى ليبيا عام 2012، ليؤسس ما يُعرف بجماعة «التوحيد والجهاد» في مدينة درنة.
وانضمت «التوحيد والجهاد»، لتنظيم داعش، ونُصّب «أبو حبيبة» أميرًا لفرع التنظيم في ليبيا، ووفق التحقيقات؛ فإن «أبوحبيبة» استقبل مبعوثي داعش إلى ليبيا عام 2014، وتولّى منصب أمير التسليح حتى مقتله في مدينة سرت في عام 2016.
كما كشفت التحقيقات، أن أكثر الجنسيات التي انضمت إلى داعش في ليبيا كانت من تونس، ومصر، والسودان، إذ تجاوز عددهم 100 فرد، إضافة إلى ما يقارب 50 إلى 100 شخص، من بلدان مثل السنغال، وغامبيا، وتشاد، والنيجر، وغانا، وإريتريا، ومالي، والصومال.
وتتراوح أعداد الأشخاص الذين انضموا إلى صفوف داعش من المملكة العربية السعودية، وفلسطين، والمغرب، وموريتانيا، واليمن، والجزائر، ما بين 10 و 50 فردًا، بينما بلغت أعداد المنضمين إلى التنظيم من العراق، وأمريكا، وسوريا، وقطر، ونيبال، وبورندي، وفرنسا، والأردن، ما بين 1 و 10 أشخاص.
وسيطر داعش على مدينة سرت في يونيو من عام 2015، ودأب التنظيم على تصوير المدينة باعتبارها القاعدة الرئيسية له خارج سوريا والعراق، وفي ديسمبر من العام 2016، نجح مقاتلون موالون للحكومة في استعادة السيطرة على المدينة وطرد مُسلحي التنظيم منها.