«عشماوي».. من الصاعقة إلى أخطر إرهابي في مصر
الأحد 20/مايو/2018 - 12:42 م

هشام عشماوي
مصطفى حمزة
شنت مقاتلات الجيش الليبي مساء أمس السبت، عدة غارات جوية على المدخل الغربي لمدينة درنة، وتمكنت قوات الصاعقة الليبية من تحرير المدخل وكوبري وادي الناقة من الإرهابيين.
بعد تلك الغارات الجوية، أكدت مصادر ليبية لـ«المرجع» قتل عدد كبير من قيادات تنظيم القاعدة أو ما يمسى مجلس شورى درنة، ونفت المصادر قتل هشام عشماوي خلال العملية العسكرية التي يشنها الجيش الليبي على أوكار الإرهابيين، مؤكدين أنه من المرجح هروبه قبل بدء العملية إلى وسط ليبيا.
ويعتبر هشام عشماوي، ضابط الصاعقة المفصول من الجيش المصري، من أخطر العناصر الإرهابية الهاربة، والمسؤولة عن عدد من العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر خلال السنوات الماضية، بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، لاسيما حادث الواحات البحرية الذي وقع في شهر أكتوبر من العام الماضي، والذي راح ضحيته 16 من رجال الأمن وأصيب 13 آخرون.
وكذلك «مذبحة الفرافرة» التي وقعت يوم 21 رمضان 2014، وأدت إلى مقتل 22 فردًا من قوات حرس الحدود بكمين نقطة الكيلو 100 الواقع بمدينة الفرافرة على حدود الوادي الجديد، غربي مصر، وحكم عليه غيابيًّا بالإعدام شنقًا، كما شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم.
وخطط كذلك للهجوم الإرهابي على كنيسة العدوة بمحافظة المنيا شمال الصعيد، في يونيو 2017، حسب تصريحات العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، والذي أسفر عن مقتل 29 مسيحيًّا.
اسمه بالكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، وله العديد من الأسماء الحركية؛ منها «شريف»، و«أبومهند»، و«أبوعمر المهاجر»، الذي ظهر به في أول تسجيل صوتي له عام 2015 بعنوان: «كلمة صوتية للأخ أبي عمر المهاجر أمير جماعة المرابطين»؛ حيث حرَّض خلال هذه الكلمة ضد الجيش والشرطة.
التحق بالجيش منتصف التسعينيات، ثم انتقل من الصاعقة إلى الأعمال الإدارية حينما وبَّخ قارئ القرآن في أحد المساجد التي كان يُصلي بها، بسبب أخطائه في التلاوة، ولكنه استمر في نشر أفكاره المتشددة من خلال عقد لقاءات مع الضباط والجنود، وتوزيع كتب للفكر الجهادى سرًّا، وأخذ في ترديد عبارات مخالفة لتقاليد المؤسسة العسكرية مثل «الحكام في أي بلد كفرة»، رغم التحذيرات المتكررة، فتمت محاكمته عسكريًّا في 2007، قبل أن يُستبعد من الجيش في عام 2011 بحكم من القضاء العسكري.
رحلة التطرف
بعد فصله من القوات المسلحة عمل في الاستيراد والتصدير، رغم عدم خبرته بهذا المجال، والتقى مجموعة من معتنقي «الفكر الجهادي» في أحد مساجد المطرية، ثم نقل نشاطه إلى مدينة نصر، من خلال المسجد الذي بناه والده، فشكَّل «خلية إرهابية» تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس، وكانت مهمته مع زميله عماد عبدالحميد، الضابط المفصول، الإشراف على لجنة التدريب العسكري، وضمت الخلية ضباط شرطة مفصولين.
ويُرجع البعض سبب تطرف «هشام» لتعرضه لاكتئاب ناتج عن أزمة نفسية بعد وفاة والده؛ حيث كان يعمل في سيناء وقتها ولم يستطع العودة إلى القاهرة لرؤيته.
ولم يكن «عشماوي» ضابطًا عاديًّا، وإنما يمتلك سمات خاصة؛ حيث كان ضابطًا نابهًا في فرقة الصاعقة وفرق التدريب الاحترافي في أمريكا، ويتمتع بمهارات عسكرية واسعة، لاسيما القدرة على التنكر والاختباء؛ حيث تمكن من الهروب من مطاردة 3 أجهزة أمنية.
كما أنه قضى مدة خدمته بين سيناء شرق مصر، والمنطقة الغربية العسكرية بمنطقة الفرافرة بالصحراء الغربية؛ ما أكسبه خبرة كبيرة بطبيعة المنطقتين جغرافيًّا، ومعرفة نقاط القوة والضعف في الجوانب التأمينية والخطط العسكرية، كما جمع بين خبرته العسكرية وقدراته القتالية التي اكتسبها من خلال التدريبات التي تلقاها على أعمال العنف والإرهاب والتفجير.
المرابطون
لم يتجاوز هشام 38 عامًا، ولكنه استطاع تأسيس جماعة المرابطين التابعة لتنظيم «القاعدة» والتي يقودها من مدينة سرت الليبية، وتستهدف عملياتها الداخل المصري، إلى جانب مواجهة عناصر «داعش» في ليبيا وسيناء، ممن يصفهم بـ«الخوارج»، وهو ما دفع التنظيم لإصدار تعليمات لعناصره في ليبيا باستهدافه.
تأسس تنظيم «المرابطون» الأم في نهاية العام 2013، بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة «الموقعون بالدم» التي يقودها الجهادي الجزائري مختار بلمختار، القائد السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وينشط تنظيم «المرابطون» في شمال مالي والساحل الأفريقي.
ويثار الجدل حول علاقة تنظيم «المرابطون» بـ«داعش»، خاصة أن مؤسسه كان أحد قيادات ما يُعرف بـ«ولاية سيناء» التي بايعت أبوبكر البغدادي فيما بعد، إلا أن «عشماوي» قطع الجدل حينما استعان بكلمات لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في التسجيل الذي أعلن خلاله تأسيس «المرابطون»، ليعلن ولاءه للقاعدة وانفصاله عن «داعش».
أين عشماوي؟
رصدت وزارة الداخلية سفره إلى تركيا في 27 أبريل 2013، وتسلله عبر الحدود إلى سوريا؛ حيث تلقى تدريبات حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية، وسرعان ما عاد إلى مصر، بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين للمشاركة في اعتصام رابعة العدوية.
بعد ذلك كانت ليبيا الملاذ الآمن لـ«عشماوي»، بين التنقل من «درنة» إلى مدينة «سرت» –حسب مصادر عسكرية ليبية- لمركز دراسات الشرق الأوسط.
أنباء مقتل «عشماوي» في إحدى العمليات العسكرية للجيش الليبي، تداولها رواد مواقع التواصل، معبرين عن سعادتهم بمقتل أحد أخطر الإرهابيين في مصر، الذي كانت تنتظره أعواد المشانق في مصر؛ لأنه كان يواجه حكمين، وتجري محاكمته غيابيًّا في قضايا جنائية أخرى.