من أجل عيون إيران.. ماليزيا تنسحب من التحالف العربي في اليمن
لم يمثل انسحاب ماليزيا رسميًّا من التحالف العربي في يونيو الماضي، مفاجأة للمتابعين، فالتحالف الحاكم الآن في بوتراجايا (العاصمة الإدارية الماليزية) يجمع أطرافه على الموقف السلبي من دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
كما أن محمد سابو، وزير الدفاع الماليزي الحالي، الذي يرأس حزب الأمانة، معروف بميوله الشيعية، وقربه من القادة الشيعة في الشرق الأوسط، وله علاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني وإيران، وهو يجاهر علنًا منذ توليه منصبه، بعد نجاح التحالف في مايو الماضي، بالانحياز إلى مواقف طهران في الخلافات الدولية.
كما يرتبط قادة حزب العدالة الشعبية، المكون الثالث في الائتلاف الحاكم، بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان الإرهابية، والتعاطف مع النظام الإيراني، ما أدى لاتخاذه موقفًا سلبيًّا من عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، منذ مارس 2015.
للمزيد .. إخوان ماليزيا.. اللعب على كلِّ الحبال بهدف الوصول للسلطة
كما يتخذ حزب العمل الديمقراطي، موقفًا مناوئًا للنفوذ العربي في ماليزيا، منذ فترة طويلة، ويعارض بشدة تمتين العلاقات مع الدول العربية، وبالذات مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي ترتب عليه تأييده بشدة لخطوة وزير الدفاع، وانسحابه من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وفي يوليو الماضي، وجَّه مجلس النواب الذي تهيمن عليه ميليشيا الحوثي في اليمن شكره «لدولة ماليزيا قيادةً وبرلمانًا وحكومة وشعبًا على قرار سحب قواتها العسكرية»، كما أشاد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، بموقف رئيس الحكومة الجديدة في ماليزيا ووزير الدفاع بعد إعلان قرار سحب القوات.
وكان سابو، برر القرار بقوله إن وجود القوات على الأراضي السعودية منذ عام 2015 تسبب في جر ماليزيا بشكل غير مباشر إلى الصراع في الشرق الأوسط، وخالف سياسة الحياد التي تلتزمها بلاه حسب قوله.
ومنذ اتخاذه هذا القرار، يواجه وزير الدفاع الماليزي، انتقادات واسعة بسبب زياراته السابقة إلى إيران ولبنان، ويتهمه المعارضون بالعمالة للنظام الإيراني، ويستحضرون اتهامات قديمة سبق توجيهها للرجل قبل توليه منصبه الحالي، باعتناقه للمذهب الشيعي، والترويج له بين الماليزيين.
وكان محمد سابو، من المروجين للنظام الإيراني، والمرشد السابق لما يُسمى بـ«الثورة الإسلامية»، روح الله الخميني، الذي قدمه للقراء، باعتباره مثالًا يُحتذى، في مقالاته التي نشرها في الصحافة المحلية من قبل، والتي تُمثل مادة ثرية للمعارضين الذين يتهمون الرجل بتقديم مصلحة نظام الملالي على مصالح بلاده العليا.
.من جانبه أكد محمد عبادي الباحث المتخصص في الشئون الايرانية ان الموقف الماليزي تغير بنسبة 180 درجة بعد تولي الحكومة الجديدة التي تبدو أكثر قربا لإيران، ويرتبط البعض منها بعلاقات مع نظام الملالي مما ساهم في اتخاذها لموقف مغاير من التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، عكس الموقف الذي كانت حكومة نجيب تتخذه مبينا أن ايران هي ابرز المستفيدين من نجاح هذه الحكومة.
وأضاف في تصريحات للمرجع أن التحالف الحاكم اليوم في بوتراجايا كان ينتقد موقف البلاد القريب من الدول العربية ولذلك فإن الموقف الحالي القريب من ايران ياتي في سياق محاولة الحكومة الجديدة الاتساق مع مواقف اعضائها السابقة والدعاية السلبية التي رددها اعضاء الحكومة الحالية عندما كانوا في موقع المعارضة، فكان رئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد ينتقد علنا العملية العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن.





