باحث في الشأن الإيراني: الحوثيون في مأزق بعد اغتيال «الصماد»
الأحد 29/أبريل/2018 - 12:59 م

صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين
إسلام محمد
تواصل مقاتلات التحالف العربي (الذي تقوده المملكة العربية السعودية) استهداف أبرز رموز ميليشيا الحوثي في عمليات نوعية، كان اخرها اغتيال «صالح الصماد»، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، واستهداف مبنى وزارة الداخلية الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء؛ حيث أشارت التقديرات إلى مقتل 38 شخصًا في الغارة، بينهم قياديان على الأقل.
وفي هذا الصدد، أشار محمد عبادي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، إلى أن خسارة الحوثيين لـ«صالح الصماد» تحديدًا ستنعكس بشدة على أوضاعهم في اليمن، فـ«مهدي الشماط»، الذي خلف «الصماد»، معروف بالدموية والعنف، حتى إن البعض يُلقبه بـ«شيطان الحوثيين»، مضيفًا: «الشماط لا يملك دهاء سلفه، الذي كان بمثابة رئيس اليمن».
وقال «عبادي» في تصريحات لـ«الْمَرْجِع»: إن خسارة «الصماد» أكبر ضربة وُجِّهت للحوثيين، ولن يستطيع أحد ملء الفراغ الذي تركه، فقد كان الوجه الناعم للجماعة؛ حيث إنه عمل مستشارًا للرئيس عبد ربه منصور هادي، وعُيِّن نائبًا له قبل أن ينقلبوا عليه بأسبوع، وقاد ملف التفاوض، كما عُيِّن رئيسًا للمجلس السياسي بالشراكة مع «عبدالله صالح»، مستطردًا: «كان وجهًا مقبولًا لدى الغرب بسبب مرونته في التفاوض، لكنهم الآن لم يعد لديهم إلا القيادات العسكرية، ما يعني أن الجماعة ستواجه انسدادًا في الأفق السياسي والاعتماد على التصعيد العسكري، كما أنه كان من المفترض أن يلتقي المبعوث الأممي، «الصماد» خلال أسبوعين أو ثلاثة، ولكن يبدو الآن أن المسار السياسي سيـُغلق».
وأضاف عبادي، أن «الحوثي» يخسر خسارة كبيرة على الصعيد العسكري، مؤكدًا أن قوات التحالف أصبحت على بعد 10 كيلومترات من مران في محافظة صعدة، التي يختبئ فيها عبدالملك الحوثي، والذي يقال إنه انتقل إلى منطقة آمنة في صنعاء، بعد نجاح التحالف في استهداف عدد من القيادات المهمة؛ ما تسبب في انهيار الصفوف الأمامية للحوثيين، وخسارتهم لمواقعهم في بعض الأماكن.
وأشار إلى أن الحوثي يلجأ لردود أفعال انتقامية، يحاول خلالها استخدام أقصى قوة ممكنة لدى جماعته، كما تُطلق الميليشيا الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي السعودية، وتُعد الكمائن الانتحارية -كما حدث مع الجنود السودانيين مؤخرًا- لمحاولة رفع الروح المعنوية لعناصر الميليشيا، في الوقت الذي تبدو فيه إيران مشغولة باتفاقها النووي.
وتوقع «عبادي» أن تشمل التسويات بين إيران والغرب المسألة اليمنية، وأن يتم التوصل لحل سياسي تكون الغلبة فيه للسعودية وحلفائها مقابل تمديد العمل بالاتفاق النووي.